27/10/2007

مثل كل عام مرت انتخابات الاتحادات الطلابية هذا العام بنفس الظواهر التي تمر بها بداية من اختيار وقت محدود لتقديم الأوراق ورفض قبول طلبات كثير من المرشحين في كثير من الأحيان مرورا بشطب الطلاب ، إلى استخدام البلطجة والعنف ضد الطلاب المعارضين .

بل ووصل الأمر إلى تهديد بعض إدارات الكليات للطلاب الناشطين المتقدمين للترشيح بإنذارات وخطابات فصل ، إذا أصروا على تقديم أوراقهم . وهو ما يؤدي لنجاح أعضاء الاتحادات بالتزكية وبدون أي انتخابات ، الأمر الذي يجعلنا نتساءل لماذا ترهق وزارة التعليم العالي نفسها لإجراء هذه الانتخابات طالما أنها تسعى إلى اتحادات منزوعة السياسة وخالية من الطلاب المعارضين !!

ومن أسوأ الظواهر التي تحدث في الانتخابات الطلابية استخدام البلطجية تحت نظر الأجهزة الأمنية في العراك مع الطلاب المنتمين لتيارات سياسية، واستخدام العنف والأسلحة البيضاء في الاعتداء على هؤلاء الطلاب وهو ما حدث في جامعة عين شمس للعام الثاني على التوالي يوم الأربعاء 24/10 على سبيل المثال .

ويعد استخدام العنف تحت عيون الأجهزة الرسمية سواء من خلال سلبيتها أو تواطئها من أسوأ الظواهر التي تحدث في الإنتخابات في مصر بكافة أنواعها بدءا من انتخابات مجلس الشعب والشوري إلى انتخابات الطلاب .

وتضرب هذه الظاهرة في مقتل أي حديث عن دعم الدولة لمشاركة المواطنين في العمل العام ، وهي تبدأ بالطلاب في هذا السياق ، ليخرج الطلاب من جامعاتهم كافرين بكل القيم بداية بالمساواة والمشاركة والمواطنة ، ليصبحوا نهبا لتيارات ترى في استخدام العنف السبيل الوحيد .

وقد بدأ العام الجامعي الجديد بعشرات من حالات القبض والاعتقال لطلاب من داخل الحرم الجامعي في عدد كبير من الجامعات ومنها جامعة الفيوم وحلوان والمنصورة خاصة لطلاب من جماعة الإخوان المسلمين .

الأمر الذي يضع عديد من التساؤلات حول مبدأ استقلال الجامعات وموقف رؤساءها من هذه الأفعال التي تؤدي بالجامعات إلى أن تصبح نهبا لأجهزة الأمن في السيطرة والهيمنة على النشاط الطلابي.

أن حرية تأسيس الاتحادات الطلابية كإحد أشكال المجتمع المدني ، وحق الطلاب في اختيار ممثليهم داخلها هو أحد الحقوق الديمقراطية التي نصت عليها المواثيق الدولية لحقوق الإنسان والتي يجب احترامها .

وعلى الوزارات صاحبة الاختصاص ومنها وزارة التعليم العالي والداخلية مراجعة دورها في هذا الأساس .

أن دور الحرس الجامعي والأجهزة الأمنية الأخرى يجب الا يتعدى دور الحفاظ على المنشأت إلى التدخل في العملية الانتخابية والقبض والاعتداء على الطلاب أيا كان موقفهم السياسي .

وفي هذا السياق تطالب المؤسسة العربية لدعم المجتمع المدني وحقوق الإنسان إلى الغاء قرارات الفصل والإحالة إلى مجالس التأديب التي اصدرها رؤساء جامعتي عين شمس وحلوان بحق عدد من الطلاب ، كما تطالب أجهزة الأمن بسرعة الأفراج عن الطلاب الذين تم القبض عليهم خلال هذه الأحداث .

أخيرا تدعو (المؤسسة) إلى مراجعة مشروع اللائحة الطلابية التي تتبناها وزارة التعليم العالي خاصة من بعض النصوص التي ستعكس نفس منهج الهيمنة والسيطرة على العمل والنشاط الطلابي والسعي إلى عقد جلسات نقاش مع كافة القوى السياسية والمدنية والطلابية لتعكس هذه اللائحة توافقا جماعيا .

[an error occurred while processing this directive]