11/7/2007
تلقى مركز الأرض لحقوق الإنسان شكوى فلاحين عزبة محمد عويس بمحافظة بنى سويف والتى جاء فيها أن مساكنهم مقامة على مساحة خمسة أفدنة ويقطنها أكثر من خمسة آلاف نسمة وقد شب حريق بقريتهم فى 28/6/2006 قضى على منقولات وحيوانات الفلاحين وبسبب ضيق الشوارع لم تتمكن سيارات الاسعاف من ملاحقة الحريق وقد تعرض الأهالى لكارثة حقيقية ولولا القدر لراح ضحية الحريق عشرات القتلى من الاطفال والعجائز !. وقد تقدموا للسيد المحافظ بطلب تخصيص قطعة أرض مساحتها خمسة وثلاثين فدان لبناء قرية جديدة عليها وهذه الأرض تابعة لأملاك الدولة وتقع على مشارف عزبة محمد عويس وقريبة من المرافق العامة من مياه وكهرباء وقد وافق السيد محافظ بنى سويف على تخصيص المساحة لأهالى العزبة لبناء قريتهم الجديدة واصدار قرار للوحدة المحلية وأملاك الدولة بمركز ببا للتنفيذ ولكن عمدة القرية وضع يده على قطعة الأرض وبمساعدة ابن عمه الذى يعمل ” نائب لرئيس جهاز المدينة ” تم الغاء القرار الصادر من المحافظ بالرغم من وضع يد العمدة على مساحة تزيد على ألف فدان بزمام القرية إلا أن جشعه حال دون أن ينعم السكان بمساكن أدمية فى المنطقة الجديدة ، وقد تقدم الفلاحين بطلبهم مجدداً للسيد المحافظ واصدر قراراته لمدير عام إدارة أملاك الدولة ببنى سويف بمعاينة قطعة الأرض وعرض الامر عليه بعد ذلك لكن ” ابن عم العمدة ” تمكن من تزوير أوراق المعاينة والتى أسفرت كذباً على ان الأرض بها شتلات حديثة الغرس والعمر وتم تسوية المساحة بالجرارات والليزر .
وقد تقدم الفلاحين بالمستندات التى تفيد بأن عمدة القرية قام بمساعدة ابن عمه بمخالفة الواقع وشغل الأرض حتى لا يجوز إزالة التعدى وتسليمها لسكان العزبة وللأسف فإن محضر المعاينة ذكر بأن هناك مساحات أخرى يمكن للاهالى بناء قريتهم الجديدة عليها وتقع بشرق طريق مصر اسيوط الصحراوى وتبعد حوالى ألفى متر عن العزبة وهذا الموقع سبق لجهاز البيئة برفض اقامة مزرعة لتربية المواشى عليه حيث ان الموقع بجوار مصنع مصر بنى سويف للاسمنت ويعتبر منفى ومقبرة بيئية بسبب التلوث الناتج عن مصنع الاسمنت فكيف يمكن للأهالى بناء المساكن عليه ؟ . كما أن الارض تابعة لهيئة الآثار وبالتالى فلا يجوز اقامة منشآت أو مساكن على أراضى تابعة لها وإلا تعرضت للإزالة !!
ومازال أهالى عزبة محمد عويس ينتظرون إزالة التعديات التى اقامها العمدة بين عشية وضحاها على الاراضى المخصصة لبناء مساكنهم حتى يتسنى لهم الانتقال والبناء عليها بدلاً من عششهم التى يعيشون فيها متكدسين بماشيتهم وأبناءهم دون مساحات للتهوية أو شوارع تصلح لنقل الموتى إذا ماتوا .
يقول عم ياسين عبيد ياسين “62 سنة “ويعمل خفيراً بالآثار ” أنه ولد فى هذه القرية وله سبعة أبناء وهم يقطنون بمنزلهم الضيق وأولاده بلا عمل بالرغم من ان مصنع الأسمنت بجانبهم ولكن ولا واحد من العزبة يعمل به ” يقول ” أن الأرض الجديدة التى خصصها لهم رئيس المدينة بجوار المقابر لا تصلح للسكن لانه يعرفها منذ ان كان يعمل بالاثار فهى بعيدة عن الارض التى يزرعها الأهالى ويأكلون من خيرها القليل فكيف يذهب هو وأولاده يومياً الى هذه الأرض البعيدة للعيش فيها ولا توجد طرق توصل إليها غير طريق الموت ومنذ ان احترق منزله والمنزل لم يعد كما كان وهو لا يريد غير قطعة ارض يبنى عليها مسكن له واولاده بجوار ارضه وهى موجودة بالفعل والمحافظ سبق وان خصصها لهم لكن العمدة منه لله ” .
ويذكر عم احمد مبروك “65 سنة” وعنده ابناء يعيشون معه فى منزل صغير متواضع ويقول انه منذ 20 عاماً تقدم لاملاك الدولة بطلب تخصيص 200 متر يبنى عليهم سكن له ولاولاده ومنذ ذلك الحين لم يبت فى طلبه رغم ان هناك 10 آلاف فدان املاك للدولة فى زمام القرية استولى عليها العمدة والمحاسيب ومصنع الاسمنت وتساءل اين يذهب هو واسرته الكبيرة بعد ان التهمت النيران مسكنه ؟.
أما عم عبيد عبد الحميد عبيد 67 سنة عامل زراعى وعنده أسرة مكونة من 5 أفراد ثلاثة منهم متزوجين فى نفس المنزل الصغير والمنزل بالايجار لأنه مقام على أراضى طرح النهر ويمكن ان يغرق فى أى لحظة ويجد نفسه فى الشارع ويتساءل أين كان العمدة وقت الحريق ؟ فقد أتى المحافظ لقريتهم ولم يأتى العمدة ولم يفعل شىء لصالح العزبة وهو فى النهاية يريد ان يأخذ الأرض التى خصصها لهم المحافظ ليبنوا فيها مساكنهم فأى عمدة عاقل يمكن أن يفعل ذلك ؟ ونحن لنا الله لأن العمدة له علاقات بالمسئولين وهو مسنود ! فالمحافظ يخصص لهم قطعة أرض ولم يتم تنفيذ قرار التخصيص ! والعمدة يروى أرضه التى هى خارج زمام القرية تحت أعين المسئولين بالمخالفة ولا أحد يستطيع أن يتكلم معه !! وقال نحن نريد سكن أدمى أمن لنا ولأسرنا حتى نعيش فى طمأنينة ويقول ألا يكفى أن القرية ليس بها أى خدمات تذكر أيستكثرون علينا قطعة أرض لبناء مسكن بأراضى الدولة الصحراوية فأين نذهب ولمن ؟.
وقد تقدم مركز الأرض بشكوى الفلاحين والاهالى للسيد المحافظ الذى قابل الاهالى يوم 2/7/2007 بعد أن تجمعوا أمام مبنى المحافظة ورفعوا مطالبهم بضرورة تسليمهم قطع الأرض المخصصة لبناء مساكنهم على نفس المساحة التى قام العمدة بالاستيلاء عليها وقد وعدهم المحافظ بحل مشكلاتهم وازالة مخالفات العمدة على الاراضى المخصصة لبناء قريتهم الجديدة .
وعلى الرغم من التصريحات الايجابية التى أطلقها المحافظ أثناء احتجاج الفلاحين إلا أن أيا من وعوده لم يتم تنفيذها ولم تخرج بها قرارات رسمية حتى الآن مما يهدد السلم الاجتماعى بمنطقة غياضة الشرقية بمركز ببا . ، ويطالب المركز السادة اعضاء مجلس الشعب والشورى ومنظمات المجتمع المدنى بالمحافظة بتبنى ودعم مطلب اهالى عزبة محمد عويس بتسليمهم الأراضى المخصصة لهم بنطاق العزبة لبناء مساكنهم عليها حرصاً على كفالة حقوقهم فى السكن الآمن والعيش الكريم .
لمزيد من المعلومات يرجى الاتصال بالمركز
البريد الإلكتروني:Lchr@thewayout.net – lchr@lchr-eg.org
Website www.Lchr-eg.org