15/3/2007
سجّل المجلس الوطني للحريات بتونس في الفترة الأخيرة العديد من الانتهاكات في حق المساجين السياسيين والموقوفين ضمن قانون مكافحة الإرهاب.
حرمان السجين السياسي عبد اللطيف بوحجيلة من الزيارة لأكثر من شهرين
لم يتمكّن السيد عبد المجيد بوحجيلة والد السجين عبد اللطيف من مقابلة ابنه منذ 3 أشهر وكانت آخر زيارة له يوم 12 ديسمبر 2006. وكان قد أعلم والده في آخر زيارة أنّه مضرب عن الطعام منذ يوم 4 نوفمبر 2006 من أجل التمتع بحقه في العلاج ومن أجل تمكينه من رفع قضية عدلية ضد المدعو “توفيق” رئيس القسم المسؤول المباشر عن العلاج داخل سجن المرناقية الذي اعتدى عليه بالعنف.
هذا و قد حرم والد السجين عبد اللطيف بوحجيلة يوم الثلاثاء 6 مارس 2007 من رؤية ابنه بتعلّة أن إدارة السجن لا تملك كرسيّا متنقّلا للمعاقين، وأنّ عبد اللطيف بوحجيلة غير قادرا على المشي خاصة بعد إضرابه عن الطعام الأخير.
علما وأنّ القانون المنظم للسجون ينصّ على أنّ عقوبة السجين لاتتجاوز 10 أيام “سجن انفرادي” ولا تتجاوز 15 يوما من الحرمان من الزيارة طبق الفصل 22.
مضايقات متواصلة للسجين السياسي أيمن الدريدي وعائلته
لم تتمكّن عائلة الموقوف ضمن قانون مكافحة الإرهاب السيد أيمن الدريدي من التمتّع بحقّه في زيارة والدته يوم 17 فيفري 2007، إذ وقع قطع الزيارة بعد 5 دقائق من بدئها وذلك عندما حاول أيمن الدريدي إعلام والدته بالظروف السجنية وبأشكال التعذيب التي يتعرض لها هو ويتعرض لها غيره من السجناء، حيث ذكر لوالدته أنّه تعرض للتعذيب خلال قضائه فترة العقوبة “بالسيلون” من قبل أعوان هم : سفيان بن رمضان وعباس العسكري ونجيب بوناب ومحمد العوادي.. كما تعرّضت والدته هي الأخرى إلى اعتداء لفظي من قبل أعوان السجن بباجة بعد أن تم طردها واتهامها بالتطاول على أعوان الحراسة عندما احتجت عن معاملتهم لابنه وعن حرمانه من الحصول على الحوالة البريديّة التي بعثتها له منذ بداية شهر جانفي من مكتب بريد باجة. هذا ويذكّر المجلس أنّه وقع حرمان السيد أيمن الدريدي من الزيارة يوم 3 فيفري 2007 بتعلّة كونه محل عقوبة سجنية.
رقابة مشددّه على زيارات المساجين السياسيين
تفرض إدارات السجون رقابة مشدده على المساجين السياسيين أثناء زيارة عائلاتهم إذ يتم توصية المساجين قبل دخول بهو الزيارة بعدم الحديث عن غير الشؤون العائلية وبعدم التطرق إلى موضوع قضاياهم والاتصالات بالمحامين والمنظمات الحقوقية. وفي معظم الأحيان يتم قطع الزيارة في صورة مخالفة تلك التعليمات.
يحضر موظفون من وزارة الداخلية بالزي المدني إلى جانب السجناء الموقوفين بموجب قانون مكافحة الإرهاب بعد المواجهات المسلحة الأخيرة لتخويفهم في صورة الحديث عن شؤون غير عائلية.
أمّا سجين الانترنت رمزي بالطيبي فيتم تهديد شقيقه من قبل مدير السجن بقطع الزيارة في صورة الحديث عن المحامين والمنظمات.
الحرمان من حق الفسحة
يحرم المساجين الموقوفين في القضية التحقيقية عدد 7717 /1 من الفسحة اليومية. وهم موزّعون على غرف ضيقة تنعدم فيها التهوئة مغلقة عليهم كامل اليوم. وهو ما يعدّ خرقا فاضحا لقانون السجون الذي ينصّ على أنّه “يحق للسجين الخروج للفسحة اليومية بما لا يقل عن ساعة” الفصل 19.
سجن انفرادي دون موجب لوليد العيوني
يقيم السجين السياسي وليد العيوني الموقوف بموجب قانون مكافحة الإرهاب بسجن المرناقية في غرفة انفرادية ضيّقة تنعدم فيها التهوئة ولا تتسع لغير سرير واحد. وذلك منذ إيداعه بالسجن يوم 16 جانفي الماضي، رغم أنّ الإقامة بالسجن الانفرادي يحددها قانون السجن في فصله 22 بأن لا تتجاوز 10 أيّام “بعد أخذ رأي طبيب السجن وأن تتوفر فيها المرافق الصحية”.
حرمان سجناء من حق العلاج
تعمّدت إدارة سجن المرناقيّة بتونس حرمان السجين خالد العرفاوي المحكوم بـ5 سنوات سجنا في قضية متعلقة بقانون مكافحة الإرهاب، من حقّه في المعالجة، بعد أن أصيب بانتفاخ في وجهه ناتج عن عدم تلقّيه العلاج من طرف طبيب أسنان مختصّ رغم توصية طبيب السجن المباشر لحالته بذلك.
كما يحرم السجين الموقوف هشام السعدي من العلاج بعد أن تراجعت الحالة الصحّية لرجله اليمنى التي أصيب فيها بكسر إثر سقوطه من نافذة أحد مكاتب المحكمة يوم 10 أكتوبر 2006، فقد أصبح يعاني من أوجاع ومن انتفاخ في مستوى الإصابة.