30/9/2009

لا تزال قضية البدون، والتي هي أحد أهم القضايا الانسانية الموجعة، معلقة في رقبة بلدنا الحبيب الكويت بصورة تشوه سمعته الاقليمية والعالمية حيث أصبح التطبيق العملي لمبادئ حقوق الانسان في المجتمع أحد أهم معايير تقدم البلد وتطوره. هذا وقد طالعتنا جريدة النهار في عددها ليوم الخميس 24 سبتمبر 2009 ببعد جديد لقضية البدون مما سيزيد من الضغط العالمي والتأثير على سمعة الكويت في المجتمع الدولي .

ورد في الجريدة خبر حول “اسماء ارهابية دخلت العاصمة البريطانية لندن، وحصلت على اللجوء السياسي او الانساني عن طريق التزوير” حيث بينت مصادر النهار “ان عددا كبيرا من الارهابيين تقدموا للحصول على اللجوء الانساني باعتبارهم من فئة «البدون» الذين يعيشون في الكويت واستطاعوا الوصول الى بريطانيا، وشددت تلك المصادر على ان هنالك ملفاً خاصا في هذا الشأن.” هذا وأضافت الجريدة “انه تبين في الفترة الماضية ان الآلاف من الجنسيات العربية تقدمت للجوء واضعة قضية البدون ستاراً لهم وذلك لسهولة الحصول على اللجوء من هذا الباب.” إذا أن المسؤولية الانسانية والأخلاقية تتضخم على عاتق الكويت، وأصبح هذا الوضع الانساني الشاذ مدخلاً للعمل الارهابي الذي من شأنه أن يلحق أضراراً محلية وعالمية جسيمة. هذا، وان السياسة الكويتية كانت ولا تزال تصدح بوضوح بموقفها السياسي والانساني الصارم تجاه الأعمال الارهابية والمخططين والمنفذين لها، وعليه فان مساهمتها، وان كانت غير مقصودة وغير مباشرة، في تسهيل العمل الارهابي انما يسبب احراج اقليمي وعالمي شديدين. هناك ضرورة لحل مباشر وفوري لهذه المشكلة ذات الأبعاد المتعددة والمعقدة، ونقف اليوم في مواجهة الضمير الانساني أولاً وفي مواجهة الاستقرار السياسي العالمي ثانياً وفي مواجهة التاريخ الكويتي المشرف الذي أصبح مهدداً بالانهيار تحت وطأة هذه المعضلة أخيراً . اننا في الجمعية الكويتية لحقوق الانسان نطالب حكومتنا ومجلس أمتنا بالتكاتف الفوري لوضع حل عملي وحاسم لهذه المشكلة الانسانية السياسية الخطيرة، مؤكدين أننا على أتم الاستعداد للتعاون مع لجنة حقوق الانسان في مجلس الأمة ومثيلتها الحكومية لايجاد الحل الفوري والقاطع في أقرب وقت.

الجمعية الكويتية لحقوق الإنسان

[an error occurred while processing this directive]