25/6/2009

انا اسمى ستهم بياعة فجل وجرجير ، صحيح ما بعرفش اقرا بس بفك الخط وساعات اسمع النشرة ، جوزى ابو فلان عنده عربية كارو بيحمل عليها عفش ، الناس بيدولوا اللى فيه القسمة، وطول النهار تلاقيه يسب ويلعن الحمار ، وعندى بنت اسمها عزة جوزتها وسترتها بدرى وخلفت ولدين احمد ومحمد على اسم الرسول عليه افضل الصلاة والسلام .

انا اول واحدة اقوم فى الحارة واقعد على الناصية واحط القفصين الخوص وفوقهم خشبة واستنى بتاع الجرجير لما يجيب لى الحاجة وطول النهار انادى واقول يا ورور ولا عنب ولا جميز زيك يا ورور احسن من انفلونزا الخنازير يا ورور .

وفى يوم وانا بجهز الفرشة لقيت ظباط كتير وناس واقفين . واول ما شافونى لقيت واحد فيهم رجل كبارة وعليه القيمة وقال لى تعالى يا ست . انا بصراحة خفت وكشيت وهو بيضحك ويقولى تعالى اسمك ايه ، قلت له ليه يا بيه انا وليه غلبانة بياعة فجل وجرجير ، وسألت الشويش هو فيه ايه يا بنى قال لى هنيالك يا ستهم انت بقيتى حاجة كبيرة ” انا يا شاويش دا انا وليه غلبانة وجوزى زى عدمه” .

قال ايه … فيه تعديلات دستورية …وحاجات منيلة هتخلى الست مننا هانم يا ولاد ….قال ايه هيرشحوها فى مجلس الشعب وهيدوها مفتاح البلد … قال صحيح يا ابو فلان … الست مننا هتنزل الانتخابات وتعلق الصور والاعلانات يادى العيبة هنبقى فرجة ياولاد… اصحى يا راجل الحكومة هتاخدنى … وودونى على بيت كبير قوى مليان ورد وخضرة ، طيب وانا ناقصة خضرة دنا حياتى كلها مليانه خضرة دا انا بياعة فلفل اخضر وجرجير ، وقالولى ده قصرك يا هانم حاجات كده مبشفهاش الا فى التليفزيون . بصيت لقتها قدامى … ناس كتير بتصورنى وقلت اكيد انا بحلم بس عمرى ما حلمت انى ابقى حاجة كبيرة قوى كدة المهم خدونى وقالولى لازم تستحمى وتغيرى على احسن موضة . يادى العيبة هغير جلابيتى السودا والطرحة بعد العمر ده كله وعملت كوافير وهيكوفرونى يا ابو فلان ، الله يحرقك كانت ايامك سودا وليلك طويل ملوش اخر .

وبعدين قالوا لى لازم تعملى وزارات ومحافظين ومسئولين قلت مافيش احسن من النسوان اصحابى اللى فى الحتة وزعق واحد بحدة وقال لى انت هتقررى مصير البلد يا هانم ، وعملت اجتماع معهم قعدنا على الارض كلنا والولية ام سامية بتعرف تقرا وتكتب كويس قلت لها اكتبى :

اول هام لازم نقفل على بلادنا بالضبة والمفتاح علشان نعيش والشعب كله ياكل ان شالله حتى عدس وورور وكله يعيش زى بعضه ، وفى الاجتماع لقيت تليفون جانى لقيت واحد بيقولى هاللو يا ام مهمد جنجرتلشن وكلام تانى كتير مافهمتش منه حاجة بس قلت له متشكرين يا خواجة كتر خيرك يا خويا وقررنا نرفع شعار الايد البطالة نجسة والصيع لازم يشتغلوا وكله يلبس زى بعضه وكله يمشى على رجليه احسن العربيات عمتنى وانا قعده ببيع الفجل والجرجير .

وبعد يومين قعد ابو فلان والبت عزة بنتى يدوروا عليا والناس الحبايب دلوهم على مكانى ، لقيت الرجل جانى واول ما دخل عليا قال لى الله يقطعك يا وليه دوختينى عليكى وايه الهباب اللى حطاه على وشك ده خلاص فجرتى يا عييبه ما حدش بقى ملى عينك وعلى الطلاق ان ما جيتى معايا دلوقتى ليبقى يومك زى وشك وابعت لك حنفى ومحروس اخواتك يشوفوا حل معاكى يا قادرة ، قلت له اخرس يا منيل كانت ايامك سودة ياما بهدلتنى وجرستنى وضربتنى قدام اللى يسوى واللى ميسواش …. شوف حالى دلوقتى يا راجل بقى انا ستهم بتاعت الورور برضه ،اصل الحكاية يا خويا انى طلعت فى القرعة وخلاص يا ابو فلان هرتاح من البهدلة والشقا وهتبقى انت جوز الريسة وكله من الورور يا راجل.

مخدكوش فى الكلام ….عشت يومين حلوين ناس رايحة وناس جاية وخدم واكل بالهبل ودكاترة والوان وبهرجة .

وكل شئ بحساب وابو فلان العربجى المقشف قاعد يتعجب كل شوية ويقول أه يا زمن … الريسة تبقى واحدة ست … أه يا زمن معوج .

تشخط أم محمد فى الحرس وتنادى عليهم بعلو الصوت وتقول بلادنا الجميلة وستاتها النبيلة يستحقوا اكثر من كدة .

وتخش ام اسامة مستشارة الريسة المثقفة وتعوج لسانها علشان يتعدل ابو فلان وتقول له كافحنا على مر السنين وتحملنا المسئوليات فى كل مكان نزلنا فيه واستشهدت منا ستات بعيار جيوش نابليون وقاومنا الحكم العثمانى وغلاء المعايش سنة 1803 فى بولاق وباب الشعرية وامبابة واحتجت النساء على اعتداءات الاجانب وتقدمنا المتظاهرين فى ثورة 1919 ، ويوم 6 مارس 1919 خرجت الستات ترفض الاحتلال الاجنبى وتطالب بالحرية والمساواة وشقينا العمر كله على مدار السنين فى الغيطان والمصانع والبيوت واول مدرسة خرجت ممرضات كانت عام 1832 ليعالجوا مئات الالاف من المواطنين وتبرعت ستات زينا لبناء مدارس وجامعات ومستشفيات وشارك كثير منا فى تعليم وعلاج واسكان المصريين وبعد كده صدر دستور 1923 ليحرمنا من الترشيح والانتخابات لانه اشترط ان يكون المرشح أو الناخب من الذكور.

ثم جاء دستور 1956 ليجعل قيد المرأة فى الجداول الانتخابية وممارسة حقوقها السياسية اختيارياً وبطلب كتابى منها وظل الحال كذلك حتى جاء دستور 71 الذى قرر مساواة المرأة بالرجل ، وده حالنا يا أبو فلان اشتغلنا وشقينا وكافحنا وشلنا البلد شيل على مر التاريخ واخيراً اعترفت السلطات بينا ولكن للاسف على الورق بس لان المساواة فى البيوت والشوارع والقهاوى والشغل والغيطان لازالت ممنوعة لسه بتبصوا علينا انت وغيرك على اننا عورة وحاجة زائدة عن الطبيعى .

وأخيراً اتعدلت الدنيا وسمحوا لنا يا حلولى نخش مجلس الشعب والشورى والمحليات قال وايه بـ60 مقعد بس …. يا حلاوة يا ولاد على المساواة … يا حلاوة يا ولاد على رد الجميل للستات …

دخلت سيدة العايقة وقالت يا ريسة الحقينى … جوزى عايز يجوز عليا الثالثة وقال ايه هو يقدر ياكلنا احنا الثلاثة ….والناس فى الحتة قالوا ماشى مادام هيعدل بينكوا ويقبضك كل شهر ثمن الاكل والكسوة يبقى من حقه .صرخت أم محمد فى سامية المثقفة ازاى دا يحصل وانا باحكم البلد …ازاى يا ستات .

انسحب ابو فلان من لسانه وقال يا ريسه ممكن تطلعى قانون “جواز جديد “… زى قانون “الايجار الجديد ” نصه فى كلمتين “مدة الزواج سنة قابلة للتجديد برغبة الطرفين “قالت أم محمد وحياة امك هطلعوا بس يبقى مدة الزواج ستة شهور قابلة للتجديد برغبة الستات .

لكن ابو فلان المسحوب من لسانه الفالت كرر طيب والعيال والشقة والعفش والعربية الكارو يبقوا بتوع مين يا ريسه ؟

قالت عيشة الساكتة اللى بين الراجل والست فى الجواز مش شقق وعفش وعربيات دى حاجة ثانية اسمها المشاعر والعشرة والدفئ والراحة والقبول ، تكمل الست فى العلاقة برغبتها لو الحاجات دى متوفرة لكن العفش والكارو والحاجات دى ينظمها قوانين ثانية يا ابو فصادة… شخطت الريسة فى عايشة … ده جوزى مهما كان … محدش يتريق عليه ولا يهزقوا الا انا … انتوا فاهمين ولا لأ.

وقالت الست مننا بمية راجل … احنا مش عايزين الجواز يتقاس بعدد الحجرات ولا القصور ولا الفلوس ولا ملكية كشك فى السوق … احنا عايزين فى العلاقة والجواز حاجة اسمها الامان… احنا الستات الاحرار هناخد كل حقوقنا … ونظرت لابو فلان نظرة اخافته وقالت ولحد امتى هيفضل الخوف مالى صدور الرجالة … خايفين الست مننا تشارك وتحكم … مش من حقنا نحكم البلد بعد كل مجهودنا وكفاحنا على مر السنين.

صرخ أبو فلان يا خرابى يا ولاد يا جرستى يا عالم وتحكم البلد ومين يطبخ ويكنس ومين يتشتم ويتبهدل ونتحكم فيه يا خرابى يا ولاد . صرخت ستهم فى الحرس خدوه على المصحة علشان يتعالج ويعرف ان الست زى الراجل ولما عينه تشوف الدنيا والناس محوطها الورد والفل والياسمين ورائحة اشجار الخلود التى لاتنسى والتى قمنا بزراعتها بكل الشوارع والحوارى تبقى بتخرج منه زينا ، لما يشوف أن اللى باقى بين الناس هو الامان والمودة والكلمة الطيبة ويعرف ان التفرقة انتهت ويقدر يعيش فى الشارع والشغل والبيت والمجلس والجمعية مقدر لكفاحنا وجهدنا وتاريخنا … لما يقدر يدينى الحق فى أن اكون انسانة لى كل الحقوق والاحتياجات ، ابقوا خرجوه من المستشفى واعرفوا انه اتعالج.

ومن جهتنا نرفع صوتنا مع صوت ستهم ونطالب كل الرجال فى الريف والحضر بالايمان بحقوق الستات فى ممارسة كافة حقوقهم الانسانية بما فيها حكم البلاد .

وتحيا ستهم رئيسة جمهورية

المركز يقدم الدعم القانونى مجاناً ويتلقى كافه
الشكاوى المتعلقة بحقوق الفلاحين والعمال
والصيادين والمرأة والأطفال فى الريف
المصرى على العنوان التالى :
76 شارع الجمهورية شقة 67 – الدور الثامن
بجوار جامع الفتح – الازبكية- القاهرة
ت: 27877014- 202+ ف: 25915557-202+
البريد الإلكتروني:Lchr@thewayout.net – lchr@lchr-eg.org
الموقع : www.Lchr-eg.org