19/2/2008
حَمّل الناطق الإعلامي للجنة السورية لحقوق الإنسان السلطاتِ السورية مسؤولية وفاة الناشط الكردي عثمان سليمان بن حجي إثر تدهور صحته في السجن وتركه بدون علاج حتى وصلت إلى مرحلة حرجة لا ينفع معها حتى غرفة العناية المركزة. وأدان الناطق الأساليب الوحشية واللإنسانية المستهترة بحياة البشر التي تمارسها سلطات الأمن والمخابرات في السجون السورية، وقال إن السجون السورية أشبه ما تكون بالمسالخ البشرية التي يموت فيها المعتقل تحت التعذيب أو نتيجة الإهمال أو بسبب منعه من العلاج أو إعطائه الدواء الخطأ بصورة متعمدة للقضاء عليه. وأشار الناطق إلى أن أساليب الجلادين لم تتغير، فهي التي أودت بحياة عشرات الآلاف في ثمانينيات وتسعينيات القرن العشرين، وها هي تسترد أساليبها وقسوتها وإرهابها من جديد. وختم الناطق الإعلامي تعليقه بمطالبة المجتمع السوري وجمعيات حقوق الإنسان المحلية والعالمية إدانة أساليب القتل والإرهاب في سجون النظام السوري ومطالبة المجتمع العالمي للتدخل العاجل لحماية حياة المعتقلين من حوادث الموت المتكررة. اللجنة السورية لحقوق الإنسان خلفية الموضوع: توفي الناشط الكردي وعضو مجلس الشعب السوري السابق عثمان سليمان بن حجي أمس الاثنين متأثراً بأمراضه التي تفاقمت خلال فترة اعتقاله أواخر العام الماضي ومطلع العام الجاري. وكانت السلطات السورية قد نقلت سليمان إلى مشفى الكندي الحكومي في كانون الثاني/ يناير 2008، بعد تدهور حالته الصحية خلال اعتقاله في سجن حلب المركزي. وكانت معلومات قد أفادت بان السلطات نقلت الناشط الكردي إلى مشفى الكندي ثم إلى العناية المشدد في مشفى الأشرفية التخصصي تحت اسم مستعار ودون أن تبلغ عائلته، مما عقد عملية البحث عنه والتعرف عليه من قبل أهله الذين سارعوا إلى نقله إلى مشفى خاص بعد معرفتهم بالأمر. ولم تُعلم العائلة بحالته الصحيفة إلا بعد دخوله في الغيبوبة. واعتقل عثمان سليمان الملقب بـ”أوسو دادالي” (60 عاماً) والأب لعدة أولاد، في 27/11/2007 إثر مداهمة منزله في قريته دادالي (عين العرب – حلب) على خلفية نشاطه السياسي والاجتماعي، وقد ألحق اعتقاله بأمر عرفي يقضي بحبسه سنة بتهم التخطيط والتحريض على إثارة الشغب، وذلك على خلفية التظاهرة التي نظمها أكراد في مدينة عين العرب احتجاجاً التهديدات التركية بدخول شمال العراق لمطاردة عناصر حزب العمال الكردستاني. ويشار إلى أن عثمان سليمان انتخب عضواً في مجلس الشعب عام 1991. لكنه ابتداء من عام 1995 تعرض للاعتقال أكثر من خمس مرات لفترات مختلفة على خلفية نشاطه السياسي، وآخرها كانت لنحو شهرين قبل أن ينقل إلى المشفى في حالة حرجة. وحملت منظمات كردية “السلطات السورية المسؤولية الكاملة عن وفاته نتيجة الأوضاع السيئة في السجون السورية والمعاملة القاسية مع السجناء، ونطالب السلطات بمعاملة السجناء معاملة جيدة والاهتمام بأوضاعهم الصحية وفق المعايير الدولية في معاملة السجناء”. وتذكر حالة الناشط الكردي المذكور بحالة عدد كبير من المعتقلين السياسيين في سورية، حيث يعاني معظمهم من أمراض وظروف صحية سيئة وخطرة، ومع ذلك تصر السلطات السورية على منع الأدوية والعلاج عنهم أو نقلهم إلى المشافي لتلقي العلاج بشكل عاجل. أخبار الشرق |
[an error occurred while processing this directive]