24 مايو 2004

تلقت اللجنة السورية لحقوق الإنسان مناشدة عاجلة من مصدر قريب ومطلع لتقصي أحوال الأشقاء الثلاثة الذين عادوا إلى سورية بعد ترتيب مع السفارة السورية في العراق بتاريخ 9/4/2003 وحسب المعلومات المؤكدة التي استقبلتها اللجنة السورية لحقوق الإنسان صباح اليوم، فإن أسرة المواطن “قدور أحمد الثامر” من محافظة دير الزور، ناحية البصيرة، قد دخلت إلى سورية عبر معبر البوكمال شرق سورية، وعلى الفور أقدمت السلطات الأمنية على اعتقال أولاده الثلاثة:

    • 1- عبد الله قدور أحمد الثامر (1980) ، كان عمره شهوراً عندما غادرت أسرته سورية عام 1980
    • 2- معاذ قدور أحمد الثامر (1982) ، ولد في بغداد ، العراق
    3- محمد قدور أحمد الثامر (1983) ، ولد في بغداد ، العراق

وقد اعتقلوا في البداية بدعوى إجراء بعض التحقيقات الروتينية، إلا أن الأمر تطور إلى مستوى خطير جداً إذ تم نقلهم إلى سجون ومعتقلات مختلفة في ظروف سيئة وغير إنسانية تعرض فيها الأشقاء الثلاثة للتعذيب الشديد وسوء المعاملة، كان من نتيجتها تدهور صحة الشقيق الأكبر “عبد الله” الذي توفي في السجن بتاريخ 23/3/2004 .

وبقي في السجن الآن الشقيقان “معاذ ومحمد” اللذان ولدا في بغداد ولم يريا سورية قبل اعتقالهما… ومن الجدير بالذكر فإن والد الأشقاء الثلاثة المواطن “قدور أحمد الثامر” قد غادر سورية عام 1980 وعاش في العراق إبان ما سمي بأحداث الثمانينيات المؤلمة. ولا يعرف مكان اعتقالهما ولا سبب هذا الاعتقال الذي تجاوز 13 شهراً ، ولا يعرف أحد عن مصيرهما شيئاً. ومن المؤكد فإن الأشقاء الثلاثة ليس لهم أي انتماء سياسي، وإن كان من الطبيعي أن تجرمهم السلطات الأمنية السورية بسبب رابطة البنوة من معارض سياسي يعيش في المنفى منذ ربع قرن من الزمن.

وما يزال والد الأشقاء الثلاثة ورب الأسرة التي انفصلت عن معيلها المواطن “قدور أحمد الثامر” يهيم على وجهه خارج سورية بدون أن يحصل على جواز سفر أو وثيقة تؤهله للعيش في أي بلد.

إن اللجنة السورية لحقوق الإنسان لتدين نهج هذا الاعتقال غير المبرر، وتطالب السلطات السورية بإطلاق سراح الشقيقين “معاذ ومحمد الثامر” فوراً، والتحقيق في ملابسات وفاة شقيقهما الأكبر عبد الله في المعتقل وتقديم المسؤولين عن وفاته إلى المحاكمة. وتطالب أيضاً بإطلاق سراح كافة الذين اعتقلوا لدى عودتهم من العراق في العام الماضي إثر المحنة الأليمة التي مرت بالبلد الشقيق.

وتناشد اللجنة السورية الرأي العام في سورية والمنظمات الإنسانية والحقوقية بذل جهدها للإفراج عن الشقيقين وكافة العائدين من العراق الذين ما زالوا في سجون المخابرات والسلطات الأمنية بعد مضي عام على اعتقالهم.