30/6/2005
نشر موقع الانتفاضة الالكترونية في 29 آيار الماضي تقريرا مدعما بالصور عن معبر إيرز في غزة من اعداد الصحافية المستقلة ريما ميريام، قالت فيه ان تصميم المعبر يتشابه الى درجة كبيرة مع التصاميم التي تعدها الاستاذة المساعدة في جامعة ولاية كولورادو الأميركية، تمبل غراندين، للطرق التي تسلكها البهائم المنقادة إلى الذبح.
وقالت ميريام في مقالتها أن المعبر يتضمن إشارات مكتوبة بلغة عربية ركيكة تقول: “استمرار العنف يعطل التسهيلات والرفاة للشعب”. وتابعت أن الاسرائيليين يتحكمون بالمعبر باستخدام أجهزة التحكم عن بعد، وأنه عندما يغادر المواطن غزة ويصل الى الباب الدوار، يخاطبه صوت تعتريه القسوة والوقاحة، ليأمره بإلقاء الحقائب على الأرض ورفع الثياب والاستدارة، الخ.
وتضيف الصحافية أن الانتظار يكون إلى ما لا نهاية عندما يكون هناك الكثير من الناس. لكن في أغلب الأوقات يكون المكان مقفرا لأن القليل من التصاريح تمنح للمواطنين للخروج أو الدخول.
ولمن لا يعرف الاستاذة غراندين، فهي من المناصرين للحيوانات وتؤيد التعامل برأفة معها وتجنيبها المعاناة. وعليه، شرعت بوضع التصاميم للزرائب ذات المسارات المنحنية بهدف التقليل من الضغط على الحيوانات وعدم إثارتها وهي في طريقها للذبح.
وإذا صدقت الصحافية حول تشابه التصاميم، فهذا اكبر مثال على الدونية التي ينظر فيها الاحتلال الاسرائيلي للشعب الفلسطيني. هذه النظرة الاستعلائية التي تبدت بكل وضوح خلال اللقاء الفاشل ما بين الرئيس ابو مازن وآريئيل شارون.
ذلك اللقاء الذي علقت عليه صحيفة “معاريف” الاسرائيلية بالقول ان شارون “بدأ اللقاء بأقوال لاذعة وقاطعة. “الكياسة تفترض أن تبدأ أنت اللقاء، إذ أنك الضيف، ولكن الوضع صعب لدرجة أنني سأخرج عن قواعد الكياسة”، قال شارون، “الوضع اليوم لا يمكن أن يستمر. نحن سنكون ملزمين بالعمل اليوم لوقف الارهاب. في الوضع الحالي، احتمال التقدم السياسي طفيف. وأنا ابلغك باننا سنعمل ضد الجهاد الاسلامي بكل القوة. الجهاد يهددك أيضا. واذا ما استمر الوضع فانك ستفوت الفرصة”… “لا أريد أن اعمل بدلا منك، ولكن الارهاب هو تهديد مركزي على المسيرة. لا يمكننا أن نقدم لكم التسهيلات، لا يمكننا أن نساعدكم حين يوجد إرهاب، عليكم أن توقفوا الارهاب فورا.”
كل هذه الأجواء، تفتقر للاحترام في التعاطي مع الخصم، ولا يمكن أن تؤسس إلا لمزيد من الحقد والكراهية والاحتقان الذي قد ينفجر في أي لحظة. فتعامل شارون مع الرئيس الفلسطيني على انه أحد الموظفين لديه يسيء للشعب الفلسطيني الذي يتوق للسلام والحرية وينشد السلام بكل صدق وأمانة ويسعى ليعيش حياة كريمة كبقية شعوب المعمورة.
فالسلام الحقيقي لا يحتاج لجدران العزل والضم ولا لحواجز الامتهان التي تحط من كرامة الفلسطيني ولا لاستبدال احتلال عسكري باحتلال الكتروني كما سيحصل مع قطاع غزة بعيد تطبيق خطة فك الارتباط. إن من اولى متطلبات السلام القناعة بأن هناك بالفعل شريك يجب التعامل معه باحترام، كما قال رئيس جهاز الشاباك السابق اوفرام شالوم في مقابلة مع صحيفة يديعوت احرونوت في 14 تشرين ثاني عام 2003 من أن “كل الأعمال التي نقوم بها نحن تتناقض مع الرغبة في السلام، واذا لم نبدأ بتفهم الجانب الفلسطيني، إذا تبا، فلن نصل الى أي شيء. وعلينا الاعتراف أن هناك جانب فلسطيني له مشاعر ويعاني. نحن نتصرف بطريقة همجية. نعم، لا يوجد لدي كلمة أخرى – همجية. وكل هذا التصرف هو نتاج الاحتلال.”
يشار إلى أن تصريحات شالوم هذه، جاءت ضمن مقابلة مشتركة مع ثلاثة من رؤساء سابقين لجهاز الشاباك الاسرائيلي. وكان الصحافي ألوف بن، قد عقب في هآرتس على المقابلة بالقول أنها شكلت أحد الأسباب التي دفعت شارون للإعلان عن خطة الانفصال في مؤتمر هرتسليا في 18 ايلول 2003.