24/12/2005
وسط العراقيل والقيود والحواجز وجدران الضم والعزل الذي يقيمه الاحتلال الاسرائيلي، تحتفل الطوائف المسيحية بأعياد الميلاد المجيدة، في أجواء الصمت العالمي المريب عن الممارسات الاسرائيلية المنتهكة لأبسط قواعد حقوق الانسان.
يأتي العيد ومعظم الشعب الفلسطيني محروم من حرية الحركة، وحتى من الوصول لأماكن العبادة، رغم كل الادعاءات الاسرائيلية بتسهيل حرية الحركة على المواطنين وتوفير اجواء مناسبة للاحتفال بالميلاد المجيد.
وبدلا من البهجة والفرحة، تغمر بيت لحم مشاعر الحزن والأسى لأنها تحولت الى سجن كبير كما وصفها البطريرك ميشيل صباح. والدم الفلسطيني ما زال ينزف مع سقوط الشهداء الذين يغتالهم الاحتلال يوميا على مرأى ومسمع العالم. كما ان الاعتقالات والغارات والهدم والتجريف تتواصل على مدار الساعة. فلا يكاد يخلو يوم من انتهاكات وعربدات احتلالية، أقل ما يقال فيها انها جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية.
مع كل عيد جديد، تتجدد فيه الصلوات والدعوات الفلسطينية بانتهاء مآساتهم وتتجدد تطلعاتهم الى ذلك اليوم الذي ينتهي فيه كابوس الاحتلال عن ارضهم ويحيون حياة كريمة كغيرهم من ابناء المعمورة.
يأتي العيد منقوصا لمعانيه السامية، فهو لم يعد يدخل البهجة والفرحة في نفوس الفلسطينيين، وإنما يذكرهم بمآسيهم وأحزانهم لحياة المهانة والذل التي يفرضها الاحتلال عليهم، وليذكرهم بأنهم أسرى خلف جدران العزل والضم وأنهم يعيشون في وطن المعابر والحواجز الحاطة من قيمة الانسان وكرامته.
يأتي العيد والشعب الفلسطيني أبعد من أن ينعم بالسلام بفعل تجاهل المجتمع الدولي لقضيته وغضه الطرف عن الممارسات الاسرائيلية، فالعالم يحتفل بالعيد غير آبه بمشاعر وأحاسيس اخوانهم في الانسانية من ابناء الشعب الفلسطيني.
بعد ان خذل المجتمع الدولي الشعب الفلسطيني وتركه وحيدا يواجه أعتى قوة عسكرية في المنطقة، والتي تمعن في اذلاله وانتهاك حقوقه، لا يملك الفلسطينيون غير الدعاء والصلاة والأمل بأن يتغير حال المجتمع الدولي لانصافه وجلب العدالة له. وبدورنا لا نملك غير الاعراب عن املنا بعيد سعيد والسلام للجميع.