18/1/2006

تشهد الساحة الفلسطينية حالياً تجليات مختلفة و تأثرا واضحا ومباشرا للبيئة السياسية المرتبطة بوقع العملية الانتخابية. هذه الانتخابات التي ستتمخض عن واقع سياسي جديد ويختلف عما كانت عليه الحال منذ سنوات كثيرة مرّت وحتى يومنا هذا حسب توقعات الكثير من المراقبين والسياسيين.

من هذا التوجه نحو التغيير الذي ينشده الكثيرون أن يكون نحو الأفضل، يجب العمل الجاد من اجل تسجيل النجاح لهذه الانتخابات وعدم توفير أي وسيلة أو مجهود من أجل إنجاح هذا المشروع الديمقراطي.

أضحت الانتخابات التشريعية ضرورة ملحّة تخدم المصلحة الوطنية والتي بدورها تحث الشعب الفلسطيني على المضي قدما في هذه الخطوة الحاسمة من أجل انجاز عملية إصلاحية وتحديثية للوطن الفلسطيني ككل.

إن إعادة ترتيب البيت الفلسطيني على أسس متينة وسليمة هي مهمة الجميع ويجب على كل فرد أن يعي حجم المسؤولية وأن يبذل أقصى ما يستطيع من أجل المساهمة في نقل الحلم الفلسطيني إلى حيز التطبيق. هذه المرحلة من الحياة السياسية مركزية وهامة ويجب استغلالها من أجل إحداث التغيير الايجابي الذي يكفل خلق بيئة فلسطينية ثقافية أكثر نضوجا ووعيا للمصلحة العامة.

وفي سبيل تحقيق ذلك كله، يجب منح مرشّحي هذه الانتخابات الفرصة لإثبات قدراتهم وتحقيق وعودهم و وتطبيق برامجهم الانتخابية ، ولن يتم ذلك إلا بالإدلاء بالأصوات والتي هي حق لكل فلسطيني مؤهل همه الأساسي المساهمة في إيجاد مجلس تشريعي ديمقراطي حضاري منبثق عن إرادة الشعب فقط ، يعمل على تحسين الوضع الفلسطيني من جميع مناحي الحياة سواء كان ذلك سياسيا أو اجتماعيا و اقتصاديا.

من جهة أخرى يجب ألا يتجاهل الفلسطينيون الدور الأساسي للإعلام من أجل تثقيف وتوعية الجماهير واطلاعهم وتزويدهم بالمعلومات اللازمة لتوضيح دورهم، وكيفية أداؤه ، بحيث يضمن الجميع عملية انتخابية نزيهة تتمتع بالمصداقية وتتوافق مع مبادئ حرية التعبير والاختيار.

الخامس والعشرون من كانون الثاني بات قريبا جدا، هذا اليوم هو فرصة ثمينة على الفلسطينيين استغلالها من أجل أن يثبتوا للعالم بأسره أنهم شعب واع لحقوقه وواجباته وأن الاحتلال الإسرائيلي لن يحول دون تطبيق هذا الحق الشرعي، وان جدار الفصل العنصري والحصار الضارب في المنطقة بأكملها والحواجز العسكرية المنتشرة في كل مكان لن تمنع أي مواطن من الذهاب للإدلاء بصوته ،الذي هو ليس فقط حق لكل فرد فلسطيني إنما هو أيضا إحدى واجباته الجوهرية تجاه وطنه،وأهم أدواره للمساهمة في ترسيخ المظاهر الحضارية لبلده.