10/3/2009

رغم سوء حالة الاسير محمد براش من الامعري كونه فقد عيناه في انفجار قبل اعتقال ، وفقدانه لقدمه وسيره على قدم واحده ، لم يمنع الاسرائيليين من تقييد يديه اثناء خروجه للزياره في سجن نفحة ، ولم تمنع المعاملة القاسية من قبل السجانين لان الاسير يراش متهم بقتل جنود اسرائيليين والتسبب باصابة 35 آخرين بجروح مختلفه ، حوكم على اثرها بالسجن المؤبد 3 مرات و 35 عاما .

يتحدث شقيق الاسير رمزي براش والمعتقل معه في سجن نفحة والمحكوم بالسجن المؤبد ، ليصف اخية قائلا ” ان اخي لا يستطيع الحراك او السير الا بوجودي معه وتقديم المعونه له وغالبا ما يتكأ على عكاز ، ولكن يستمر الاسرائيليين بتقييد يده وهو عاجز حتى عن رؤيتهم ”

الاسير براش مثال قوي على تحدي المحتل وهو رغم اصابته البليغه لا يأن ولا يستكين للألم ، وقد فبرغم ان سجن نفحة غير مناسب له كونه بحاجه لرعاية خاصه الا انه امضة ما يزيد عن 6 سنوات فيه وبعد تقدمه بطلب للاداره من اجل نقله الى سجن آخر قامت بمعاقبته بتقييده في زيارة اهله الاخيره له ، اما اخية الاسير رمزي فهم المرافق لاخية ويعاني من انتشار الفطريات والاداره تعطيه مرهم للجلد ، وهو لا يناسب حالته الصحية هذا ما ابلغه الاسيرين لمحامي نادي الاسير في زيارته الاخيره لهم .

وفي سياق آخر ومع إشتداد حملة التصعيد التي تشنها إدارة السجون الإسرائيلية بحق المئات من الأسرى المرضى المحتجزين لديها خلف القضبان الحديدية يعيشون أبشع صور الحرمان والتنكيل أسوة بغيرهم دون أدنى مراعاة للإنسانية أدت إلى مفاقمة معاناتهم .

الأسرى المرضى والذي يقدر عددهم بالمئات يودعون يومهم ويستقبلون يوما آخر داخل السجون لا يتغير فيه سوى التاريخ فالظروف بائسة وتبعث على القلق من المصير المجهول الذي ينتظرهم جراء سياسة الإهمال الطبي التي باتت عنوان كل سجن إسرائيلي أو مركز توقيف يحتجز الفلسطينيين لحين إعداد لوائح إتهام طويلة تمتد لصفحات تماما كما تمتد الأحكام التي تصدر بحقهم لسنوات طويلة .

وحسب الإحصائيات الصادرة عن نادي الأسير الفلسطيني فإن هناك أكثر من ألف أسير تتراكم في أجسادهم الأمراض والآلام جراء الإصابات التي تعرضوا لها أثناء إعتقالهم أو قبله موزعين على كافة السجون والمعتقلات الإسرائيلية ينتظرون فرج الله أمام التعنت الإسرائيلي بالإفراج عنهم أو تطبيق المواثيق التي أقرتها الأعراف الدولية بضرورة تقديم العلاج لهم وإجراء العمليات الجراحية التي تحتاجها كل حالة .

وباتت حبة ( الأكامول ) التي يجيد أطباء السجون أو الممرضين صرفها هي روح الحياة تصرف لكافة الأمراض وتتراكم بأجساد الأسرى المرضى بحيث أصبحت عيادات السجن أو كما يسميها الأسرى عيادات ( الأكامول) والتي تخلوا من غيرها من سائر الأدوية في دولة وصل فيها التقدم الطبي والعلمي أعلى الدرجات.

وفي حقيقة الأمر تشهد الحالات المرضية في صفوف الأسرى تراجعا خطيرا في الآونة الأخيرة أمام إشتداد رغبة مصلحة السجون الإسرائيلية بإحكام قبضتها على الحركة الأسيرة وكسر إرادتها والنيل من صمودها فهي تتفنن في زرع الآلام في أجسادهم كوسيلة ضغط وإضعاف جسدية ونفسية لنزع الإعترافات .

وتعتبر عمليات إحتجاز الأسرى المرضى داخل السجون وحرمانهم من أبسط الحقوق لضمان إستمرار معاناتهم وآلآمهم من أبشع صور الوحشية والممارسات اللا إنسانية التي يعيشها

الأسرى وذويهم والتي تدخلهم في أجواء من القلق الدائم على ويعيشون في وضع لا يحسدون عليه تسكن الأحزان ومشاعر الخوف قلوبهم على مدار الساعة.

وتقول حليمة إرميلات مسؤولة نادي الأسير الفلسطيني في طولكرم أن العشرات من الأسرى المرضى يحتجزون في ظل ظروف قهرية بالغة السوء تهدد حياتهم في حال إستمرار سياسة الإهمال الطبي عليهم وفي ظل هجمة مجنونة تشنها إدارة السجون وغير مسبوقة تنذر بفقدان حياة البعض منهم خضوضا في ظل التهديدات بفرض الزي البرتقالي بالقوة على كافة الأسرى فالعديد من هؤلاء فرسان الحرية يعيشون مع آلآمهم وآهاتهم مدار الساعة دون أدنى رعاية أو مراعاة من قبل مصلحة السجون الإسرائيلية بل على العكس تماما تتعمد إدارة السجون لإستغلال مرض الأسير كوسيلة ضغط عليه ومساومة خصوصا أثناء فترة التحقيق معه لإنتزاع الإعترافات منه حول التهم التي تلصق به.

وتضيف إرميلات أنه وحسب الإحصائيات المتوفرة في نادي الأسير هناك أكثر من سبعة عشر أسيرا يعيشون مع الرصاص والشظايا التي ما زالت مستقرة بأجسادهم منذ لحظة الإعتقال وما قبل الإعتقال تسبب لهم ألما لا يطاق وتهدد حياتهم لما تتركه من مضاعفات خطيرة رغم كافة الطلبات التي يتقدم بها الأسرى داخل السجون وذويهم لحمل مصلحة السجون على وقف شلال الألم الذي يعيشونه إلا أن وحشية الإحتلال لا تبقي شيئا للإنسانية .

وترسم سياسة الإهمال الطبي والتصعيد الممارس على الأسرى خصوصا المرضى منهم صورة خطيرة ومأساوية يحاول الإحتلال زرعها في نفوسهم ونفوس ذويهم في آن واحد فكافة المناشدات والصرخات التي يطلقونها والتي عادة ما تكون موجهه للهيئات الدولية الحقوقية لا تلقي آذانا صاغية بل على العكس تماما تلاقي مزيدا من التصعيد والإهمال الطبي إلا أن تلك الظروف البائسة لا تجد هذه الأسر سوى المحافظة على شعلة الأمل بحتمية يوم الحرية وإنتظار فرج الله لإنقاذ أولادها من الموت الداهم داخل السجون والمعتقلات الاسرائيلية .

نادي الاسير الفلسطيني