24 نوفمبر 2004

أرسلت منظمة مراسلون بلا حدود اليوم احتجاجا إلى السلطات العمانية و ذلك لمنعها, على مدار الخمسة اشهر الماضية, ل وسائل الإعلام المرئية و الصحافة من تخصيص أي مساحة لأثنين من أهم الكتاب و المفكرين. و طالبت في احتجاجها أن يتم اللقاء بهم مرة أخرى و السماح لهم بالكتابة بحرية تامة.

كان الكاتب محمد الحارثى قد تم منع مقالة الأسبوعي من جريدة عمان الرئيسية اليومية و كذلك إلغاء كل البرامج و اللقاءات التليفزيونية الخاصة بالشاعر عبداللة الريامى. اغلب الظن أن قرارات المنع هذه قد صدرت بعد تصريحات لهم على قناة” الأعلام” الإيرانية حول شكوكهم في التزام الحكومة العمانية بالإصلاح السياسي.

و يعتقد كلا من الحارثى و الريامى بان تكون السلطات العمانية قد أصدرت أوامر “شفهية” لكل محرري الصحف و مخرجي البرامج الإذاعية و التليفزيونية, تمنعهم من ظهور أي أعمال لهما أو حتى ذكر أسمائهم.

و قد اتصلت مراسلون بلا حدود بوزارة الاعلام العمانية لمعرفة مزيد من التفاصيل, إلا أن الوزارة رفضت التعليق و حددت مسئوليتها بالإعلان عن بعض الإصلاحات ” الطفيفة” التي قامت بها في قانون الصحافة في أغسطس 2004.

إلا أن مراسلون بلا حدود أدانت مثل هذا الموقف من الحكومة العمانية , و قالت أنة ليس من صلاحيات الحكومة أن تحدد أية المواضيع مباحة و أيها غير مباح.أو تحديد أي ضيوف يمكن استقبالهم أو لا في البرامج الإذاعية. حيث أن الصحفيون هم أصحاب القرار الأول في البلاد الديموقراطية.

و طالبت مراسلون بلا حدود السلطات العمانية أن تسمح للإعلام باستضافة هؤلاء المفكرين, لأن ذلك إثبات بان الاصلاح السياسي يسير على الطريق الصحيح في السلطنة، ولان الانفتاح السياسي يجب أن يتضمن احترام حرية و استقلال الصحافة ,والعمل على تعديل قانون الصحافة المتزمت إلى حد كبير”.

وطالبت مراسلون من السلطات العمانية ( عضو اليونسكو منذ عام 1971 ) أن تحترم إعلان وثيقة” الماتى” لعام 1995 والذي يتبنى” قانون حرية التعبير والرأي , حرية الوصول إلي كل المعلومات و حرية الصحافة” وأن ينهي كل أنواع الاحتكار وكل أشكال التمييز في الإذاعة المسموعة .

وفى حوار تليفوني أجرته معهم منظمة مراسلون بلا حدود , وصف كل من الحارثي والريامي قانون الصحافة العماني بأنة “قانون مبتذل”, وأدانوا السلطات العمانية وطرق تحكمها في كل وسائل التعبير عن الرأي .

وقال الحارثي “أن قانون الصحافة العماني , والذي لم يتم تعديله منذ عام 1984 , أعطي وزارة الاعلام الحق في محاكمة وسجن الصحفيين بدون إبداء أي أسباب ”

وقال الريامي : “أن السلطات العمانية لم تعطي أي أهمية أبداً لحرية الصحافة واستمرت في قمع كل الأفكار التي قد تتعارض مع الحكومة . كل أنواع حرية وإبداء الرأي مفروض عليها الرقابة والحظر , حتى استخدام الإنترنت اصبح مراقبا” .

-كانت قناة العالم الإيرانية قد أعدت برنامجين تليفزيونين في يوليو 2004 , لمناقشة الإصلاح الديمقراطي في سلطنة عمان, البرنامج الأول و الذي عرض في السابع من يوليو , كان من المفترض أن يشارك فيه بعضاً من أعضاء مجلس الدولة والشورى . إلا أن العديد منهم تم استثناءه من البرنامج قبيل لحظات من الإرسال .

وفي أثناء المناقشة , أعرب كل من الحارثي و الريامي عن شكوكهم بخصوص استعداد الحكومة لبدء إصلاح ديمقراطي حقيقي .

و بعد أسبوع من العرض , رفض التليفزيون العماني أن تستخدم قناة العالم الإيرانية أي من استوديوهاته , وللمرة الثانية تم استثناء العديد من الشخصيات العمانية البارزة من البرنامج .

إلا أن وبعد العديد من المشاكل تمت إذاعة البرنامج من بيروت وشارك فيه الحارثي والريامي تليفونيا .

من المعروف أن الحارثي كان له عمود ثقافي مميز بعنوان ( شرفات ) ينشر أسبوعيا في جريدة عمان اليومية . وله ايضا العديد من الكتب والأشعار بعضها لازال ممنوعا من النشر في عمان .

أما الريامي فهو مخرج مسرحي ونشر له العديد من الأعمال الأدبية والقصائد و كانت معظم أعمالة تذاع عبر محطات عمان الإذاعية والتليفزيون , إلا أنه بعد تعليقاته القوية علي تليفزيون العالم تم إلغاء كل برامجه وأعماله من جداول التليفزيون والإذاعة و الصحف اليومية .

من الجدير بالذكر ان بعض مقدمي البرامج العمانية حاولوا أن يستضيفوهما في أحدي الحلقات التليفزيونية الخاصة بشهر رمضان ,إلا انه تم تحذيرهم من قبل إدارتهم بأنهم “لا يستطيعوا العمل معه ”

و على الرغم من كل ذلك يستمر الريامى في الكتابة والتعبير عن أرائه و نشرهم عن طريق الانترنت في www.kikah.com و هو منتدى ثقافي مستقل.