9/8/2006

قامت الشرطة العمانية يوم أمس الثلاثاء( 8-8-2006) بمنع أطفال عُمانيين وذويهم من تسليم ممثلة ” اليونسيف” في سلطنة عمان رسالة إلى كوفي عنان، الأمين العام للأمم المتحدة. فقد كان من المقرر أن تلتئم وقفة تضامنية – أعلن عنها على الإنترنت قبل خمسة أيام- مع أطفال لبنان وفلسطين أمام مقر اليونسيف بمسقط، لتوقيع رسالة تضع المنظمة الدولية أمام مسئولياتها تجاه جرائم قتل المدنيين بما في ذلك الأطفال وحرمان الأطفال اللبنانيين والفلسطينيين من الغذاء والدواء والأمان.. وقد توافد عدد كبير من الأطفال بصحبة أمهاتهم وآبائهم إلا أن الشرطة منعت نشاطهم وردتهم على أعقابهم. وكان ضباط من الشرطة قد اتصلوا بالمنظمين وهم نشطاء وكتّاب وطلبت منهم التراجع عن نشاطهم، ووجهت لهم تهديدات بالاحتجاز والإضرار بهم. وذلك قبل أقل من ساعة واحدة من الموعد المقرر.

في الوقت الذي تواجد فيه المسئولون والعاملون في ” اليونسيف ” أمام مقرها في مسقط وتحدثوا إلى المنظمين -الذين كانوا قد نسقوا معهم سابقاً-، حيث كانوا حريصين على اللقاء بالمتضامنين واستلام رسالتهم الموجهة لكوفي عنان. وقد أبدى موظفو الأمم المتحدة المشتغلين باليونسيف دهشتهم واستهجانهم لهذا الموقف غير المبرر الذي يمنع أطفالا من التعبير عن مشاعرهم.

ومن المعروف أنه لا يوجد قانون في سلطنة عمان ينظم التظاهر، وطالما طالب نشطاء الحقوق والحريات المدنية بذلك، وتعرضوا لمختلف أنواع التنكيل بسببه. إلا أن سلطنة عمان وقعت على اتفاقية حقوق الطفل التي تضمن التعبير السلمي عن الرأي للأطفال.

اللجنة العربية لحقوق الإنسان تستنكر هذا الموقف والوضع القانوني لحق التظاهر في السلطنة وتطالب بالسماح للأشخاص بالتعبير عن رأيهم بشكل سلمي بالتجمع والتجمهر والتعبير والتنظم بشكل حر.

نص الرسالة المفترض التوقيع عليها من الأطفال وذويهم مع الأدباء والكتّاب العمانيين

السيد كوفي عنان

الأمين العام لهيئة الأمم المتحدة
بواسطة ممثل اليونسيف في سلطنة عمان
بعد التحية،،

على مدى الأسابيع الأربعة الماضية، واصلت إسرائيل حملتها العسكرية الشعواء على شعبين عربيين برعاية ومباركة أمريكية ووسط صمت عالمي مخجل، منتهكةً كل القيم الإنسانية والأعراف والقوانين الدولية، ولازالت آلة الحرب الإسرائيلية مستمرة حتى هذه اللحظة في قتل الأطفال والمدنيين ،في لبنان وفلسطين، وتشريدهم ومصادرة حقهم في الحياة والعيش بسلام، بينما يرقب العالم هذه الجرائم اللا إنسانية دون أن يحرك ساكنا.

إن ما يحدث في لبنان وفلسطين من قتل ودمار وخراب، يشكل سابقةً دولية لا في بشاعته ولا إنسانيته وحسب، بل في الموقف العالمي المخجل تجاهه الذي عجز حتى عن استصدار قرار إدانة لكل هذه الجرائم والمجازر اليومية. إن ما تفعله إسرائيل بحق الشعبين اللبناني والفلسطيني لهو تحد سافر لكل المبادئ والقيم التي قامت هيئة الأمم المتحدة من أجل تعزيزها وحمايتها، ومن المؤسف أن تقابل هذه الوحشية والهمجية بالصمت والتغاضي.

إننا نعتبر هيئة الأمم المتحدة ،ومعها دول العالم أجمع، مسئولة، بصمتها وتخاذلها، عن أنهار الدماء التي تسيل في لبنان وفلسطين وعن جميع المدنيين الذين ذهبوا ضحايا للإجرام والإرهاب الصهيوني والأمريكي، وعن تدمير مرافق الحياة العامة، وعلى الأخص تحويل حياة الأطفال الذين لم يحصدهم التقتيل إلى جحيم، وحرمانهم من الغذاء والدواء والسكن والتعليم، ومن أجل ذلك نطالبكم بتحمل مسؤولياتكم والتدخل العاجل لإنقاذ الأطفال والأبرياء مما يتعرضون له على يد القوات الإسرائيلية المعتدية.

 

C.A. DROITS HUMAINS
5 Rue Gambetta – 92240 Malakoff – France
Phone: (33-1) 4092-1588 * Fax: (33-1) 4654-1913
E. mail achr@noos.fr
www.achr.nu