3/7/2005
تجمع “كلنا منتدى جمال الأتاسي”
من عشرين منظمة عربية وأوربية وكل المدفعين عن الحقوق المدنية في سورية
ليس إلا الوضوح طريقاً إلى الحقيقة
“جزيرة صغيرة نلتقي عليها خروجاً بأفكارنا ومحاوراتنا من الغرف الضيقة والأطر المحدودة والخاصة.. بودّنا أن نقوى على حمايتها، لا بإقامة أسوار من العزلة والكتمان من حولها، وإنما بفتحها لمختلف التيارات الوطنية الديمقراطية.. فليس لدينا ما نحرص على إخفائه وكتمانه، وليس إلا الوضوح طريقاً إلى الحقيقة “.
كانت تلك كلمات الدكتور جمال الأتاسي عن الحوار الديمقراطي، كتبها عام 1979، حيث اعتبر حرية الكلمة وحمل مسؤولية الالتزام بها، مطلبَنا الديمقراطي الأول ونقطة البداية في ممارساتنا لهذه الديمقراطية.
كما أراد وأردنا أن يكون الحوارُ الديمقراطي مفتوحاً لكل من يريد المساهمة فيه وصولاً إلى القناعة بأن مبدأ هذا الحوار وطريقه هو حرية التعبير والمعتقد والقَبول بالتنوع والتعدد في إطار التوجه الوطني الديمقراطي العام، وهدفَه الأساسي خلقُ التفاعل والتواصل بين كافة الأطياف لتطوير الحراك المجتمعي وتعزيز إيمان الإنسان بقدرته على التأثير في الواقع والتغيير فيه، والعمل على استرداد دوره ومسؤوليته في الفعل الوطني.
على هذا الأساس عقد منتدى جمال الأتاسي للحوار الديمقراطي في السابع من أيار الماضي ندوة مفتوحة حول “الإصلاح في سورية.. كيف تراه القوى والهيئات الوطنية”، وقام بدعوة الطيف السياسي والحقوقي والمجتمعي الواسع بمكوناته الأساسية للعمل على بلورة رؤية شاملة غيرِ منقوصة للإصلاح المطلوب في سورية.
وبدلاً من أن تعتمد الجهاتُ المعنية الحوارَ الديمقراطي والاعترافَ بحق المواطنة والمشاركة في بناء الوطن دون إقصاء، وسماعَ الرأي الآخر، تحديداً إذا كان هذا الرأي يتعلق بالشأن الوطني الراهن:
الإصلاح، لجأت إلى الأساليب الأمنية المعهودة من اعتقال مجلس إدارة المنتدى لمدة أسبوع بذريعة عرضِ وجهة نظر حزب الأخوان المسلمين، والإبقاء على الكاتب علي العبد الله معتقلاً لقراءته كلمةَ الأستاذ علي صدر الدين البيانوني، على الرغم من تأكيدنا في مجلس الإدارة تكليفَه بقراءة تلك الورقة واعترافِ الجهات الأمنية بوحدة الموضوع بيننا وبتسرعهم بإحالته لمحكمة أمن الدولة.
كما تجلّت تلك الأساليب بتهديد الكاتب سلامة كيلة عضو الهيئة العامة بالإبعاد أو المنع من دخول سورية في حال مغادرته لها على الرغم من كونه مقيماً فيها منذ خمسٍ وعشرين عاماً.
كما وجهت تلك الجهات تحذيراً أمنياً شديداً من عقدِ الجلسةِ الحوارية المقررة في بداية شهر حزيران، وأخيراً المطالبة الأمنية اليوم بتعليق نشاط المنتدى.
ولم تكن ممارسةُ الضغوط الأمنية على نشاط المنتدى جديدة، فقد سبق واعتُقِل المحامي حبيب عيسى الناطق الرسمي باسم المنتدى منذ أربع سنوات والذي يقضي فترةَ حكمه في زنزانة انفرادية في سجن عدرا.. وهو من أوائل قاطني هذه الجزيرة ومدافعٌ أساسي عن حرية الحوار.
ونحن نعلن اليوم استمرار أعمال المنتدى ببرنامجه المقرَّر، وندافع عن بقائه ساحةً للحوار الوطني الحر في البلاد، معتمدين الفعلَ الحواري العلني.
ونشكر الشخصيات والهيئات والمنظمات التي تضامنت معنا محلياً وعربياً ودولياً، ووقفت دفاعاً عن حرية مجلس إدارة المنتدى، ونخصّ بالشكر الشباب، أصحاب المبادرات الفاعلة التي من شأنها أن تساهم في تمكين المجتمع من بناء دولة الحرية والديمقراطية.
وندعو الجميع إلى التضامن معنا من أجل العمل على إطلاق سراح حبيب عيسى وعلي العبد الله وكافة معتقلي الرأي والضمير في سورية، ومن أجل الدفاع عن حرية الكلمة والتعبير والحوار، وإطلاق نشاط المنتديات الفكرية الحوارية التي سبق وأُغلِقت.
وأخيراً، نتوجّه إلى كل من اختار العزوف عن الاهتمام بالشأن العام، أو اللجوء إلى الانتظار والتأمل، أو التمسك بالشعور المرير باللاجدوى أو العجز، نتوجه إليه وندعوه إلى استرجاع إيمانه وحقه بوجوده الفاعل والاستمرار على طريق العمل والنضال والتلاحم الوطني من أجل وطن حرّ كريم.
مجلس إدارة منتدى جمال الأتاسي للحوار الديمقراطي
سهير الأتاسي
اللجنة العربية لحقوق الإنسان (باريس)
منظمة العدالة العالمية (لاهاي)
مركز دمشق للدراسات النظرية والحقوق المدنية (استوكهولم)
مؤسسة ابن رشد للفكر الحر (برلين)
الجمعية البحرينية لحقوق الإنسان (المنامة)
اللجنة السورية لحقوق الإنسان (لندن)
جمعية الكرامة للدفاع عن حقوق الإنسان (جنيف)
اللجنة العربية للدفاع عن الصحفيين (الدوحة)
جمعية حماية المدافعين عن حقوق الإنسان (باريس)
مركز تونس لاستقلال القضاء والمحاماة (تونس)
صوت حر (فرنسا)
جمعية مساعدة ضحايا العسف في المنفى (نانتير)
معا من أجل حقوق الإنسان (ليون)
اللجنة الدولية للدفاع عن تيسير علوني (مدريد وباريس)
فدرالية العمل المسيحي ضد التعذيب (جنيف)
الجمعية الفرنسية للفكر الحر (باريس)
قائمة أوربة-فلسطين
جمعية الحجر والزيتونة (فرنسا)
جمعية الدفاع عن حقوق الإنسان في المغرب
اللجنة الفرنسية لمناهضة العنف ضد المرأة