20/6/2006

نجح ممثلو القوى والفصائل الوطنية والإسلامية، خلال الجلسات الحوارية في غزة، في تجاوز معظم القضايا الخلافية وبخاصة تلك المتعلقة بوحدانية تمثيل منظمة التحرير للشعب الفلسطيني، وبقيت قضيتي الـمقاومة والـمفاوضات بحاجة لحسم. كما اعرب المشاركون عن تفاؤلهم في نجاح جلسات الحوار للتوصل لاتفاق مجمع عليه وطنيا واسلاميا للخروج من المآزق الحالي التي تعانيه القضية الفلسطينية.

كما عبر أكثر من مسؤول عن قناعته بضرورة الإسراع في إنجاز ما تم الاتفاق عليه في القاهرة آذار 5002 فيما يتعلق بتطوير وتفعيل منظمة التحرير وانضمام كل القوى والفصائل إليها بما يتلاءم مع الـمتغيرات على الساحة الفلسطينية وفق أسس ديمقراطية ترسخ مكانة منظمة التحرير الـممثل الشرعي والوحيد لشعبنا في كافة أماكن تواجده.

واذا صح ما صرح به بعض المشاركين من ان الخلافات المتبقية هي خلافات حول الصياغة، فإن أجواء الحوار تبشرنا بالتفاؤل بصيانة الوحدة الوطنية الفلسطينية التي كانت على الدوام، صمام الأمان للقضية الفلسطينية التي تعرضت لعشرات المؤامرات لغرض تصفيتها وتصفية شعب فلسطين الذي أثبت من خلال تضحيات الجسام والتي ما زال انه شعب يستحق الحياة الكريمة كسائر شعوب العالم وبخاصة ان قضيته العادلة من اقدم القضايا المطروحة على الأمم المتحدة.

وبالتأكيد أن الوحدة الوطنية والحوار العقلاني المتفتح هو البديل عن مظاهر حوار البنادق ومشاهد العنف ومحاولات كل طرف فرض آرائه بالقوة على الطرف الآخر والتعنت والتشبث بالرأي الحزبي بدل التمسك بالمصلحة الوطنية. كما أن الحوار هو الرافعة التي ستضع حد لكل مظاهر الاستقطاب والمناكفات والصراع على السلطة التي شهدتها الساحة الفلسطينية مؤخرا.

لقد آن الآوان للشعب الفلسطيني ان يتخلص من كل المظاهر السلبية والاحتراب، وان ينطلق صوب العمل والكد لبناء مؤسسات الدولة العتيدة. وبوحدة الكلمة يمكن للشعب الفلسطيني مواجهة كل الصعاب وكل أشكال الحصار وأن يخاطب العالم بالكلمة التي يلتف حولها جميع أبناء الشعب الفلسطيني، ولفرض احترامه على جميع الأمم.

كما آن الآوان للفلسطينيين لأن يوحدوا كلمتهم ويلملموا صفوفهم حتى يتصدوا لخطة اولمرت الانطوائية والتي تستهدف القضاء على كل إمكانية لقيام دولة فلسطينية قابلة للحياة، والتي تستهدف أيضا سرقة المزيد من الأراضي الفلسطينية لدعاوي وذرائع واهية، حيث انه بالوحدة فقط يمكن اجهاض هذا المخطط وبخاصة ان اولمرت لم ينجح في تسويقه عالميا.