29/8/2006
دعا الرئيس الفرنسي جاك شيراك إلى “اجتماع سريع للجنة الرباعية” الدولية حول الشرق الأوسط لإحياء العملية الدبلوماسية بين الإسرائيليين والفلسطينيين الـمتوقفة حالياً. وقال شيراك أمام سفراء فرنسا الـمجتمعين في باريس في إطار مؤتمرهم السنوي: “الاكتفاء بالوضع القائم هو الـمخاطرة بحصول دوامة عنف تفلت من أية سيطرة”.
وأشار إلى حق إسرائيل بالعيش في أمان وحق الفلسطينيين بالعيش ضمن دولة لها حدود آمنة وقابلة للاستمرار، مشدداً على أن “ضمان حقوق الفلسطينيين الـمشروعة لا يمكن أن يبرر حرمان إسرائيل من حقها في الوجود ولا اللجوء إلى الإرهاب”.
وأضاف “في ظل هذه الظروف فإن إحياء العملية الدبلوماسية فوراً أمر يفرض نفسه. وفي هذا الإطار أدعو إلى اجتماع سريع للجنة الرباعية” التي تضم الولايات الـمتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم الـمتحدة. وشدد شيراك على أن “الأطراف يجب أن تحدد أطر تسوية. لكن الـمفتاح هنا هو التزام الـمجتمع الدولي، علينا مساعدتهم على تجاوز العراقيل عبر ضماننا للسلام”.
الدعوة الفرنسية هذه تستحق الاشادة والترجمة العملية، حيث يتعين بالأسرة الدولية عدم ترك إسرائيل تصول وتجول في أعمال القتل والتهجير والتشريد والدمار لحياة الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، الآخذة بالتصعيد وبخاصة عقب هدوء الحرب على لبنان، وكأن الأمر – وكما يشعر الكثير من الفلسطينيين – انه انتقاما للجيش الاسرائيلي ومحاولة منه لاعادة هيبته وتجميل صورته التي اهتزت في لبنان.
وهناك حاجة ماسة لتفعيل اللجنة الرباعية وقيامها بدور فاعل، لا أن تكون مجرد أداة خاضعة للولايات المتحدة وسياستها المتحيزة للاحتلال الاسرائيلي، حيث أثبتت التجربة السابقة أن هيمنة الولايات المتحدة على ملف عملية السلام في الشرق الأوسط، لم يساهم في حل القضية وانما زاد من المعاناة ومواصلة دائرة العنف في المنطقة.
وكما كان لفرنسا دورا بارزا في استصدار قرار من مجلس الأمن الدولي لايقاف العدوان على لبنان، نأمل للجهود الفرنسية العمل على استصدار قرار من مجلس الأمن لوقف العدوان المتواصل على أبناء الشعب الفلسطيني الذين يتعرضون للقتل اليوم على أيدي قوات الاحتلال. كما ان هناك حاجة ماسة لعقد مؤتمر دولي جديد تحضره جميع الأطراف المعنية، لاستئناف عملية السلام في منطقة الشرق وعلى مختلف المسارات لحين الوصول للسلام المنشود.
فالحرب السادسة التي شنتها اسرائيل على لبنان والشعب الفلسطيني اثبتت عجز القوة العسكرية في جلب الأمن والسلام اللذان لا يتأتيان الا من خلال التفاوض والحوار السلمي. فهل تستخلص الدروس والعبر واللجو الى الخيار السلمي لفض النزاعات؟!