28/11/2005
لاحقاً لبيان اللجنة السورية لحقوق الإنسان بتاريخ 16/11/2005 حول اعتقال المواطن سراج خلبوص من بلدة دوما بريف دمشق (19 عاماً) بتاريخ 12/9/2005 وتعرضه للتعذيب الشديد الذي تركه على شفير الموت وأصابه بعاهات مستديمة إن كتب له الاستمرار في الحياة، ثم تسليمه لذويه في حالة ميؤوس منها في أواخر تشرين الأول (أكتوبر) الماضي من مستشفى ابن النفيس بدمشق .
وفي تطور غير مفاجئ للجنة السورية استدعت نفس الأجهزة الأمنية والد سراج خلبوص وتعرض لأنواع شتى من التهديد والإهانة لإرغامه على التصريح بأنه ابنه كان مريضاً قبل إقدام الأمن على اعتقاله، وأنه اعتقل بسبب علاقة مزعومة بتنظيم جند الشام (!؟) ، الأمر لم يثبت ولم يعترف به صاحب العلاقة نفسه، فكيف يكون لوالده معرفة بهذه التفاصيل والإقرار بها نيابة عن ولده.
إن اللجنة السورية لحقوق الإنسان لتدين بأقوى العبارات ممارسة التعذيب بصورة روتينية وممنهجة من قبل أجهزة الأمن السورية، وتدين ابتزاز المواطنين وإرهاب ذوي المعتقلين وضحايا التعذيب والضغط عليهم لإرغامهم على الإدلاء بشهادات غير صحيحة ومعلومات توقع بالمعتقلين وتخلي ساحة أجهزة الأمن من الجرائم التي ترتكبها. وتعبر اللجنة عن خيبتها في عدم وضع حد لطغيان أجهزة الأمن وعدم تحديد صلاحياتها حتى أصبحت تطال وتعتدي بصورة متكررة على ذوي الضحايا. ففي العام الفائت أجبر ذوي المتوفى بسبب التعذيب محمد علي المسالمة على الإدلاء بمعلومات غير صحيحة تحت الضغط، واعتقل رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان نتيجة بيان حول الحادثة، ثم اعتقل ياسين الحموي ومحمد علي العبد الله لمجرد المطالبة بالإفراج عن أفراد في أسرتهم، واليوم تتكرر الحادثة مع ذوي المواطن سراج خلبوص.
واللجنة السورية لحقوق الإنسان إذ تشير إلى أن التعذيب انتهاك كبير لحقوق الإنسان استناداً إلى نص صريح في الدستور السوري وإلى فقرة مستقلة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، لكن السلطات السورية ما تزال تمارسه على أوسع نطاق وفي نفس الوقت تمارس الضغوط الشديدة على ذوي المعتقلين والضحايا لإرغامهم على إنكار ذلك وهذه جناية لا تقل عن سابقتها. ولذلك تكرر اللجنة السورية لحقوق الإنسان مطالبتها بضرورة احترام حقوق الإنسان والكف عن التعذيب والضغط على أسر المعتقلين وضحايا التعذيب فهي ممارسات غير قانونية ومنافية للأخلاق القويمة.
وتتوجه اللجنة السورية لحقوق الإنسان إلى أصدقاء حقوق الإنسان في سورية وفي أنحاء العالم للطلب من الرئيس السوري والجهات السورية المعنية لاحترام الإنسان وعدم تعريضه للتعذيب والكف عن الضغط على ذوي ضحايا التعذيب في سورية.