4/12/2005

أدلى الناطق الإعلامي للجنة السورية لحقوق الإنسان بالتصريح التالي تعليقاً على خبر اكتشاف مقبرة جماعية قرب عنجر المقر الرئيس للاستخبارات العسكرية والاستطلاع السوري سابقاً:

أعاد اكتشاف مقبرة جماعية في عنجر، مقر رئاسة الاستخبارات العسكرية والاستطلاع السورية في لبنان لمدة 29 عاماً خلت، إلى الأذهان المقابر الجماعية العديدة المنتشرة في سورية نتيجة مصرع عشرات الآلاف في المجازر الجماعية وتحت التعذيب في سجون ومعتقلات النظام الحاكم في سورية.

فلقد شهدت فترة القمع الرهيب الذي مارسه النظام السوري ضد معارضيه صوراً لا تنسى من التصفية الجسدية عبر المجازر الجماعية في أنحاء متفرقة من سورية، وعبر عمليات الاعتقال التعسفي التي تعد بعشرات الآلاف وممارسة التعذيب المفضي إلى الموت، والتفنن في استخدام أشنع وأقسى أساليب التعذيب وتوظيف أحدث تقنياته على يد منفذين سوريين وخبراء أجانب.

ونجم عن هذا القمع اختفاء أعداد كبيرة من المواطنين السوريين في مراكز المخابرات في المحافظات السورية وفي مراكز الاعتقال والتعذيب الكبيرة مثل سجن تدمر وسجن المزة وسجن عدرا وسجن صيدنايا وسجن قطنا وسجن الشيخ حسن وسجن القلعة وفرع فلسطين وفرع الحلبوني وسجن البالوني وسجن حلب وسجن كفر سوسة وفرع المنطقة وفرع الجمارك وفرع المزة وفرع الفيحاء، ونقلت جثث وأشلاء الضحايا إلى مقابر جماعية مجاورة كان كل سجن أو فرع يستخدمها سراً بعيداً عن أعين الرقابة القانونية أو معرفة أسر ضحايا التعذيب.

ولقد تحدث ناجون من المجازر الجماعية التي حدثت في أوائل الثمانينيات من القرن العشرين عن نقل جثث ضحايا القتل الجماعي الذي ارتكبته قوات سرايا الدفاع والوحدات الخاصة وبعض فرق الجيش إلى حفر جماعية كبيرة حيث رميت هذه الجثث والأشلاء بعد تجريدها من ممتلكاتها وما تحمله في جيوبها من نقود وأشياء أخرى ذات قيمة. وتواتر الحديث عن رمي أعداد كبيرة من الجثث في حفر كبيرة قرب مقبرة قرية سريحين في محافظة مدينة حماة وقرب معمل البورسلان والملعب البلدي.

وتحدثت تقارير في عام 2003 بعد فتح ملف ضحايا مجازر المقابر الجماعية في العراق عن مشاهدة آليات الحفر والتجريف قرب مدينة حماة، حيث استخرجت التربة من باطن الأرض قرب قرية سريحين وتم طحن التراب ونخله ثم تسوية الأرض مرة ثانية. ولقد أكد التقارير عشرات المواطنين من المنطقة المجاورة.

ولقد حدثت مجازر جماعية عام 1980 في حماة وحلب وجسر الشغور وسرمدا حيث حصد رصاص القوات الخاصة السورية وسرايا الدفاع وبعض القوات العسكرية أرواح المئات من المواطنين السوريين، واختفت جثثهم التي نقلتها الشاحنات العسكرية وغيبتها في أماكن مجهولة، كما نفذت عمليات إعدام جماعية في حي المشارقة بحلب وفي مدينة حماة وفي قرى إدلب ونقلت جثث الضحايا إلى أماكن مجهولة ولم يسمح لأسر الضحايا باستلام جثثهم.

وفي عام 2000 تداولت الأخبار الواردة من الصحراء السورية عن نقل آليات رسمية سورية بقايا ضحايا مجازر سجن تدمر الذين دفنوا في مقابر جماعية شرقي البلدة في منطقة تل عميرة إلى جهات مجهولة في الصحراء.

وفي لبنان الذي استمر الوجود السوري فيه زهاء 29 عاماً تعرض آلاف اللبنانيين للتغييب والموت تحت التعذيب وللمجازر الجماعية ولضحايا المداهمات والاعتقالات، ولقد اختفت آثار كل هؤلاء في مقابر جماعية هنا وهناك في ربوع لبنان، وما مقبرة عنجر التي كشف عنها البارحة إلا أول اكتشافات فصول مسلسل ممارسات الرعب للنظام السوري في لبنان.

إن النظام السوري الذي اعتمدت أجهزة مخابراته وأمنه على القمع واستخدام القوة المفرطة والتصفية الجسدية التي طالت عشرات الآلاف من الضحايا في سورية ولبنان مطلوب منه:

– أن يكشف عن أسماء الضحايا الذي قضوا تحت التعذيب وفي السجون والمعتقلات ولم تسلم جثثهم إلى ذويهم.
– وأن يكشف عن أماكن دفن هؤلاء الضحايا حتى تتمكن أسرهم من نقل رفاتهم إلى أماكن تليق بهم.
– التحقيق في كل حالة اختفاء وتقديم المعلومات الكاملة عن تاريخها ومكانها وحيثياتها.
– التعويض على أسر المختفين والضحايا.
– تقديم كل أمر بالتعذيب والقتل والدفن في مقابر جماعية ونفذه أمام محاكم مدنية مختصة لتحقق معهم في الجرائم المرتكبة.

اللجنة السورية لحقوق الإنسان