2/2/2008

استمرت السلطات السورية للعام الخامس والأربعين في ارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الانسان على كافة الصعد.

اعتقالات أعضاء إعلان دمشق ومعاناتهم
واستهل النظام السوري العام (2008) بمتابعة استهداف أعضاء إعلان دمشق، وقد أطلقت المخابرات السورية التهديد والوعيد للعديد من أعضاء الأمانة العامة، ولم تمهلهم فقد اعتقل في الثاني من كانون الثاني/يناير الناشط في حزب العمل الشيوعي والمعتقل السابق (من 1987 وحتى 2001) راشد الصطوف من منزله في مدينة الرقة شمال شرقي سورية مع انه لم يحضر اجتماع الأمانة في أول كانون الأول/ديسمبر الماضي، وقبل الإفراج عنه في 5/1/2008 اعتقل الكاتب والصحفي فايز سارة في 3/1/2008، وهو من جيرود بريف دمشق ومن مواليد عام 1950. في هذه الأثناء أعادت السلطات الأمنية طلب المهندس غسان النجار عضو الأمانة العامة لإعلان دمشق الذي أفرجت عنه في 14/12/2007 إثر تدهور صحته بعد إضرابه عن الطعام والدواء، وغسان النجار (70 سنة) ناشط نقابي وسياسي إسلامي مستقل من مدينة حلب ومعتقل سابق (من 1980 وحتى 1991) . وتابع الفرع الداخلي التابع لجهاز أمن الدولة الاعتقالات، فأعاد اعتقال محمد حجي درويش في 7/1/2008 بعد أن أطلق سراحه في ديسمبر 2007 ، والسيد محمد حجي درويش من جسر الشغور بمحافظة إدلب لكنه يقيم ويدير معمل أدوية في حلب. وفي 15/1/2008 اعتقل فرع الأمن الداخلي المهندس الجيولوجي مروان العش عضو أمانة إعلان دمشق ، وهو من مواليد دمشق عام 1956

في هذه الأثناء قادت السلطات السورية حملة شرسة لتشويه سمعة المعتقلين ونشطاء إعلان دمشق وشككت في وطنيتهم وسخرت لذلك الإعلام التابع لها وبعض الأشخاص المرتبطين بأجهزة الأمن والمعروفين بسمعتهم وسيرتهم غير الحسنة من أمثال رئيس غرفة تجارة حلب وغيره. وفي خطوة خرقت فيها أجهزة المخابرات القانون والأدب العام والمروءة والأعراف الاجتماعية فقد استيقظت مدينة حلب صباح 21/1/2008 على أعمال مشينة ارتكبها عملاء الأجهزة إذ دمرت محتويات مرسم الرسام التشكيلي طلال أبو دان بما في ذلك اللوحات الفنية وأدوات الرسم والتلوين والأمانات. ودمر معمل أدوية الصيدلاني المعتقل محمد حجي درويش وحطمت سيارة المصنع . واعتدي على سيارة رجل الأعمال سمير نشار وحطمت وشوهت تشويهاً كبيراً.

بعد هذه الحادثة بأسبوع أحيل معتقلو إعلان دمشق وكانوا عشرة إلى القضاء ومثلوا بتاريخ 27/1/2008 أمام قاضي التحقيق ووجهت إليهم تهماً عديدة منها النيل من هيبة الدولة وإيقاظ النعرات العنصرية والمذهبية وتكوين جمعية بقصد قلب كيان الدولة ونشر أنباء كاذبة من شأنها أن توهن الأمة، وفي اليوم التالي 28/1/2008 اعتقل السيد رياض سيف من منزله في دمشق وأحيل إلى المحكمة ونقل مع رفاقه إلى سجن عدرا المركزي ثم اعتقل في 30/1/2008 الرسام التشكيلي طلال أبو دان من منزله من حلب، وهو معتقل سابق (من 1981 وحتى 1990). ولا تزال السلطات الأمنية السورية تصعد حملتها ضد نشطاء إعلان دمشق وتفتح كل الاحتمالات السيئة للتعامل مع كل المطالبين بالتغيير الديمقراطي في سورية.

اعتقالات على خلفية دينية
لم تتوقف الاعتقالات على خلفية دينية في سورية والقليل من أخبار هذا الاعتقالات ما يرشح إلى المنظمات الإنسانية أو الإعلام الذي يزهد عموماً في التعامل معها. لكننا وثقنا اعتقال الطالب في كلية الاقتصاد بجامعة تشرين باللاذقية محمد توفيق كرزون في 15/1/2008 عقب خروجه من المسجد بعد صلاة الفجر في أحد مساجد حلب، ولم يعلم عنه شئ بعد اعتقاله.
وفي 22/1/2008 اعتقل من منطقة السفيرة التابعة لمحافظة حلب ثلاثة عشر مواطناً عرف منهم الطلاب الجامعيون حمزة حاج حمزة وحسام قناعة ومحمد معاذ قناعة والمعلم محمد رحيم والصيدلاني بركات الأسود على خلفية تدينهم المعتدل ونقلوا إلى جهة غير معلومة، وقامت أجهزة الأمن بحجز أجهزة الحاسوب والكتب التي بحوزتهم. وعلم أن السيد عبد الرحمن وزان قدم لزيارة أهله في عطلة عيد الأضحى في ديسمبر لكنه اعتقل لدى وصوله إلى مطار دمشق قادماً من فرنسا التي يقيم فيها منذ عشرين عاماً.

اعتقالات بين الأكراد
واعتقل في محافظة الحسكة بتاريخ 14/1/2008 المواطن الكردي جوان شمس الدين ملا إبراهيم (من مواليد 1975) وصودر حاسوبة وأغراضه الشخصية. وهو معتقل سابق (من 2004 إلى 2006 ). وبتاريخ 12/1/2008 اعتقل من مطار دمشق الدولي عز الدين محمد حسين (مواليد 1977)، وكان قادماً من ألمانيا التي سافر إليها قبل تسع سنوات ، وهو من المكتومين المحرومين من الجنسية السورية.

محاكمات
ومثل أمام محكمة الاستئناف بتاريخ 20/1/2008 القيادي في حزب العمل الشيوعي فاتح جاموس وقد أجلت محاكمته إلى 6/2/2008، وهو معتقل سابق لمدة 19 سنة (من 1982 وحتى 2000) ، وكان اعتقل إثر عودته من زيارة إلى أوروبا في 1/5/2008 وأخلي سبيله في 12/10/2006 ليحاكم طليقاً، ولا تزال محاكمته مستمرة.

وأجلت محاكمة الناشط الحقوقي المعتقل أنور البني أمام المحكمة العسكرية إلى 27/2/2008 ، وكان قد حكم عليه بالسجن خمس سنوات، لكن النيابة حركت عليه تهمة أخرى أثناء اعتقاله.

ومثل أمام محكمة عسكرية بدمشق عشرات الأكراد الذين تظاهروا في 5/6/2005 على خلفية اختطاف واغتيال الشيخ محمد معشوق الخزنوي، وقد أجلت المحالكمة إلى 31/3/2008
وتم تأجيل محاكمة الناشط السياسي المعتقل محمد كمال اللبواني أمام محكمة الجنايات بعد ان حركت عليه النيابة العامة قضية أخرى أثناء سجنه مع العلم أنه يقضي عقوبة 12 سنة في السجن.

منع من السفر
وفي 6/1/2008 راجعت الناشطة والمعتقلة السابقة حسيبة عبد الرحمن إدارة الهجرة والجوازات لتجديد جواز سفرها، فوجدت مذكرتين تقضيان بمنع سفرها. ومنع الناشط في المنظمة السورية لحقوق الإنسان بسام سعيد إسحق من السفر في 12/1/2008

اعتقالات أخرى
واعتقل الدكتور زياد إيهاب العيسمي (42 سنة) ابن شقيقة السياسي المعارض شبلي العيسمي من عيادته في 9/1/2008 لأسباب غير معروفة.

حالة صحية متردية في السجن
وتردد إثر زيارة شقيق الدكتور عارف دليلة (67 سنة) أنه يعاني من تدهور كبير في صحته، فهو مصاب بمرض عضال غير قابل للشفاء وقدمه اليسرى مهددة بالبتر نتيجة نقص التروية بالإضافة إلى العامل النفسي نتيجة اعتقاله في زنزانة منفردة منذ 9/9/2001

اللجنة السورية لحقوق الإنسان

[an error occurred while processing this directive]