2/3/2005

بسم الله الرحمن الرحيم

نقف اليوم أمام سفارة النظام الليبي في لندن وفي هذه الذكرى المشؤومة لنندد ونرفض تقولات النظام الكاذبة والخبيثة التي تدعي انها سلمت السلطة للشعب ، في حين ان الذي حدث ومازال شعبنا والعالم بأجمعه شاهد عليه ، هو إضفاء الشرعنة الباطلة على الديكتاتورية القذافية التي سلبت الشعب الليبي حريته وأحلت مكان دولة البرلمان والانتخابات وحرية الصحافة ، دولة الفوضى والفساد والقمع والاغتيالات. لقد غدر نظام القذافي بليبيا وشعبها الطيب حين سطا على دولة الشرعية والدستور والمجتمع المدني ، ثمرة جهاد الآباء والأجداد الذين ضحوا بالغالي والرخيص من أجل ليبيا الحرية – ليبيا العدل – ليبيا القانون ، واستبدالها بديكتاتورية إرهابية مجرمة أرعبت الليبيين والليبيات بعد آمان ، وأفقرتهم بعد رغد ، وبددت ثروتهم بعد رشد ، وضيعت رفاهية المواطن وطيب عيشه بعد أمل.

ومن اجل تقريب يوم الخلاص لبلادنا الطيبة ، فها نحن هنا اليوم نلبي نداء النضال والكفاح السلميين لنسمع صوتنا الى شعبنا في الداخل وللعالم بأسره ونؤكد للمهتمين بالشأن الليبي ما يلي:

نؤكد رفضنا التام لما يسمى بسلطة الشعب وأي شرعنة يسعى إليها النظام لتكريس سرقته للسلطة في عام 1969 و لمايسمى بالنظام الجماهيري الذي يتخذه القذافي مطية ً لممارسة سلطته المطلقه بلا رقيب ولا حسيب.

ان حق اختيار الحاكم في ليبيا هو حق محصور بإرادة الشعب الليبي الحرة والنزيهة والمتكافئة. هذه الارادة التي ستتحقق قريبا بإذن الله سوف تدشن دولة ليبية دستورية ديمقراطية ، دولة القانون والمؤسسات ، دولة الحريات والحقوق ، القائمة على مبدأ التداول السلمي على السلطة والتعايش الحضاري بين أبناء وبنات الوطن الواحد.

إننا نطالب بإطلاق سراح كل سجناء الرأي وكل من عارض ويعارض ممارسات النظام القمعية وبدون استثناء.
إن نضال الليبيين والليبيات المعارضين والمعارضات للحكم القائم في ليبيا عادل ومشروع لأنه نضال ضد الظلم والجور ، وضد الإرهاب والفساد ، وضد العسف وانتهاك حقوق الإنسان وهو بالتالي واجب وطني وأخلاقي والتزام أدبي لكل الليبيين وجميع الاحرار في العالم.

إن إضطرار آلاف الليبيين والليبيات لترك الوطن والهجرة خارجه إنما سببه الأول والوحيد هو أساليب القمع والملاحقة والمضايقة والافقار والتجهيل التي اتبعتها وتتبعها سلطات النظام الليبي منذ أكثر من خمسة وثلاثين عاما. ولذا فنحن نرفض رفضا كاملا ما جاء على لسان القذافي من وصفه للمعارضين بأنهم هاربون وبأن أسباب هجرتهم لا علاقة لها بالوضع المأساوي الذي عايشوه في بلادهم.

إن عودة المعارضين الليبيين لوطنهم الذي حرموا منه، هو حق إنساني ومواطني في الأساس وليس هبة من القذافي. ان هذه العودة ستتحقق قريبا عندما تتوفر الحرية الكاملة لكل أبناء الشعب الليبي في ظل دولة دستورية ديمقراطية تفصل فيها السلطات (التشريعية، والتنفيذية، والقضائية) وتباح فيها الحقوق الانسانية في التفكيروالتعبيروالاعتقاد، ويسمح فيها بالتجمع والتظاهر والانتقاد.

إننا نحمل القذافي شخصيا المسؤولية الكاملة بكل ماحل وما يحل بليبيا والليبيين سواء في الداخل أو في الخارج.
إننا في هذه المناسبة نهيب بالدول والحكومات الغربية بان لا تنخدع بمحاولات النظام الحاكم فى ليبيا الذى يدعى بان ملف حقوق الانسان قد تحسن والتنبيه إلى أن هذه المحاولات تتناقض مع واقع الحال فى ليبيا طالما القوانين المكبلة للحريات والمنتهكه للحقوق لازالت سارية المفعول.

إننا نثمن مساعي كل الحكومات والمؤسسات والاحرار في العالم الذين يستنكرون ممارسات النظام الحاكم في ليبيا ويقدمون الدعم اللازم للتيار الديمقراطي الليبي الواسع الذي يطمح في أن تكون بلده حره وديمقراطية تساهم في العطاء الانساني وتبني مستقبل أفضل للبشرية.

ولان لغة التاريخ وأبجديات الناموس الطبيعي للحياة تقول أنه بعد كل ظلام دامس يأتي الصباح بإشراقه , فصبحك يا لـيـبـيـا قادم وعما قريب بإذن الله. وحينها سترفرف راية الحرية والديمقراطية عالية خفاقة فوق ربوعك وتتعزز كرامة أبنائك لينطلقوا جميعا متحدين لبناء ليبيا الغد ليبيا الامل.