11/12/2007
سوف تستقبل الجمعية الوطنية العقيد معمر القذافي الذي سوف يحظى بشرف لا يستحقه بمخاطبة أعضاء الجمعية الوطنية الذين يمثلون الشعب الفرنسي. مفارقة تاريخية أن تستضيف جمعيتكم الموقرة -التي هي بحق أحد حصون الديمقراطية في العالم- العقيد معمر القذافي أحد أبرز أعداء الديمقراطية، والمدان في جرائم الإرهاب الدولي، وفي جرائم انتهاك حقوق الإنسان الليبي، والذي مازال يغتصب السلطة في ليبيا إلى يومنا هذا.
مواقف القذافي الشاذة من الديمقراطية ومن التمثيل البرلماني معروفة، فمن أقواله المشهورة: أن “التمثيل البرلماني تدجيل على الشعوب”، فكيف يحق له وهذه هي نظرته إلى الممثلين البرلمانيين للشعوب أن يسمح له بمخاطبة ممثلي الشعب الفرنسي ونوابه.
ونرى أن من واجبنا أن نذكر بأن العقيد معمر القذافي قد استولى على السلطة بقوة السلاح عبر اتقلاب عسكري منذ ثمانية وثلاثين سنة، وأخضع البلاد لحكم ديكتاتوري شمولي، وهو لهذا لا يحوز على أية شرعية دستورية أو تخويل شعبي عبر صناديق الاقتراع. مما يفقده أية مشروعية لمخاطبتكم باسم الشعب الليبي.
إن الشعب الليبي يخضع لحكم ديكتاتوري مستبد، وهو لهذا يتطلع إلى مساندة الدول الحرة المحبة للسلام والعدل، وعلى رأسها فرنسا، من أجل تحقيق ما يصبو إليه من التغيير والحرية والعدل والديمقراطية، في ظل حكم ديمقراطي مؤسس على دستور يكفل الحريات والحقوق ويرسي دعائم العدل والمساواة، ويحقق مشاركة الشعب من خلال ممثليه ومؤسساته المنتخبة في حكم البلاد، وفي توجيه إمكاناتها نحو تحقيق النماء والتقدم، وفي أن تعود ليبيا لتسهم بإيجابية في التعاون الإقليمي والدولي بما يعزز السلام والأمن العالميين. إن ذلك كله لا يمكن أن يتحقق مع وجود نظام حكم العقيد معمر القذافي وما يمثله من ديكتاتورية وهمجية. لا يمكن لليبيا أن تنطلق من عقالها ما لم تتحرر من ربقة هذا الحكم، مما يجعلنا نصر على المطالبة ألا تتحول الشراكة الفرنسية الليبية لتدعيم حكم القذافي على حساب تطلعات الشعب الليبي المشروعة والعادلة. أصحاب السعادة:
إن اقل ما ينتظره الشعب الليبي منكم هو مساندته في نضاله المشروع والعادل ضد ديكتاتورية القذافي الغاشمة، وتأييد مطالبه العادلة في التغيير والحرية والعدل والديمقراطية.
في الختام تفضلوا بقبول تحياتي واحترامي
إبراهيم عبد العزيز صهد
الأمين العام للجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا