29/8/2008
اختارت هيئة الحكم المعينة في ملف المناضل الحقوقي إبراهيم سبع الليل بملحقة محكمة الاستئناف بسلا تأييد الحكم الابتدائي القاسي في حقه ، وذلك خلال الجلسة الثانية من المرحلة الإستئنافية التي انعقدت يوم الثلاثاء 26 غشت 2008 ، واستمرت أزيد من ثمان ساعات..وتناوب خلاها على المرافعات كل من النقيبين الأستاذين عبد الرحمان بنعمرو وعبد الرحيم الجامعي ؛ ثم الأساتذة خالد السفياني ، عبد العزيز النويضي ، محمد طارق السباعي ، الحبيب حاجي ، علي عمار، علال البصراوي ، التهامي القائدي وحضور مجموعة أخرى من الأساتذة المحامين مشكورين جميعا..
ولم تستجب هيئة الحكم – للأسف الشديد- لمرافعات الدفاع القيمة ودفوعاتهم الشكلية والجوهرية التي سبق وأن أثاروها ابتدائيا (انظر بلاغاتنا السابقة في المرحلة الابتدائية)، حيث استفاضوا على الخصوص في نقطة محضر الضابطة القضائية الذي اعتبروه “مزورا” ويحمل الكثير من التناقضات الزمانية والمكانية، وكيفوا الأمر بأن موكلهم سبع الليل تعرض لما يمكن تسميته ” نصبا مسطريا ” من قبل الضابطة القضائية أثناء الاستماع إليه من طرفها ، أو فيما يتعلق بشكليات الحراسة النظرية…
ومع كل ذلك لم يلن موقف المحكمة البثة ليعطينا في نهاية المطاف حكما غير رحيم بزميلنا سبع الليل وبعائلته وبهيئة الدفاع وبزملائه ؛ ولم تراع في ذلك لا الوضع الاجتماعي ولا العائلي للمعني بالأمر، ولا حلول الشهر الفضيل رمضان الأبرك ، ولا اقتراب الموسم الدراسي وضرورة التحاق المعني بعمله كمستشار في التوجيه والتخطيط التربوي بقطاع التعليم…إلخ.
فأدين الأخ المناضل إبراهيم سبع الليل بجريمة لم يقترفها ، بدأت أطوار سيناريو حبكها من تقدير تصريحاته بالأمر الذي يخلق البلبلة والفزع بين الناس ، مرورا باستدراجه في التحقيق لإثبات التهمة على مقاس مقتضيات الفصول المعلومة وغير المعلومة ، ليدان ابتدائيا بستة أشهر حبسا نافذة وألف درهم غرامة ، وهي مدة غير هينة على مسار المناضل اجتماعيا ومهنيا وحتى نضاليا بالنظر إلى حاجة قضية سيدي إفني لدوره المشهود ؛ فجاء الحكم الاستئنافي في مرافعات أبلى فيها البلاء الحسن فريق دفاع من خيرة محاميي الوطن، إيمانا ببراءة الحقوقي المتابع ؛ وتم تتبيث حكم الإدانة ، وأصيب الجميع بالمهانة ، جراء إنصاف بزغ بريقه في لحظة من اللحظات قبل أن يتلاشى إلى غير رجعة..
وقد كانت الكلمة الأخيرة للحقوقي إبراهيم سبع الليل في نهاية الجلسة الإستئنافية عندما سأله رئيس الهيئة إن كانت لديه كلمة أخيرة قبل النطق بالحكم الذي جاء صاعقا ومؤيدا للحكم الابتدائي ، خير معبر عن الأمل الجماعي الذي سرعان ما يخيب ، في أن نعاين قضاء مستقلا ، شجاعا ، جريئا ومنصفا يكون إلى
جانب القضايا العادلة ونصرة الحرية وحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية، قضاء يعمل على تفعيل مبدأ عدم الإفلات من العقاب في حق المسؤولين عن مختلف الانتهاكات ولو لمرة واحدة في أحكامه..
” أتمنى أن لا أفقد الثقة في بلدي من خلال فقدان الثقة في القضاء..لأن فقدان الثقة في القضاء سيكون بالنسبة لي أقسى من أي حكم حتى ولو كان بالإعدام..”
إننا في المكتب الوطني للمركز المغربي لحقوق الإنسان، وعلى إثر هذا الحكم غير المنصف ، نعلن للرأي العام الوطني والدولي ما يلي :
- إن إدانة الأخ سبع الليل استئنافيا بهذا الحكم القاسي هو إدانة للمركز المغربي لحقوق الإنسان برمته، وإدانة للعمل الحقوقي، الذي نتوخى منه المساهمة في ورش إصلاح، يبدو أنه لم يبدأ بعد،
- إن الحكم، فضلا عن بعده السياسي ، ظالم ومستفز وغير مبرر في حق مناضل مسؤول في منظمة شرعية مسؤولة ، همه الدفاع عن الكرامة والحياة الكريمة لكل مواطن، ضمن مقومات وأسس دولة الحق والقانون،
- إن الزج بمناضلي فرع المركز المغربي لحقوق الإنسان بسيدي إيفني في السجون، لن يثنينا عن مواصلة الدفاع عن حقوق المواطنين بهذا الجزء الغالي من مغربنا الممتد،
- إننا نهيب بكل النشطاء الحقوقيين الشرفاء بضرورة مؤازرة أخينا المناضل إبراهيم سبع الليل وكذا مناضلي فرع سيدي إيفني المعتقلين بسجن إنزكان وكافة المعتقلين الآخرين في محنة سلب حرياتهم ظلما وعدوانا،
- إننا نطالب الدولة المغربية بضرورة إعادة الاعتبار لساكنة مدينة سيدي إيفني ، من خلال التأسيس لحوار مسؤول وبناء مع أطر وفعاليات وتنظيمات المدينة ، وعدم تبني أسلوب الإقصاء في حق حقوقيين يحظون بمصداقية شعبية ومسؤولة،
- إننا نحيي عاليا أخانا المناضل إبراهيم سبع الليل ، كما نحيي عاليا إخواننا المناضلين محمد الوحداني ، أحمد بوفايم، محمد عصام وخديجة زيان، وكافة رفاقهم على درب النضال الموجودين رفقتهم في معتقل انزكان ، على صدق مسعاهم ودفاعهم المستميت على مقومات العيش الكريم، ونبلغهم تشكراتنا على نبل مجهوداتهم النضالية ونعاهدهم بالوقوف إلى جانبهم صونا لمبادئ حقوق الإنسان التي نصبو جميعا إلى إعلاء شأنها في وطننا الأغر..
- نتوجه بالتحية الحقوقية الخالصة لهيئة الدفاع التي حضرت وآزرت الأخ سبع الليل ابتدائيا واستئنافيا بدون استثناء، وللزملاء من المنظمات الحقوقية والمدنية والجمعوية الصديقة ، ورجال الإعلام والصحافة، وكذا لجميع من سانده من قريب أو من بعيد في محنته ، والشكر لكل من شارك بصفة مباشرة أو غير مباشرة في تتبع ومواكبة قضيته وفي نصرته ؛ مع الأمل في المزيد من المساندة والتضامن معه – ومع المركز الذي ينتمي إليه – إلى حين إطلاق سراحه واستعادته لحريته المستلبة..
عن المكتب الوطني للمركز المغربي لحقوق الإنسان