30/8/2008
حركة العائلات : التأسيس, المعاناة, المحطات النضالية.
1 – سياق التأسيس :
كان اللقاء الأول بين العائلات يوم 19 05 2008:
توافدت عائلات المعتقلين السياسيين الى سجن بولمهارز بحتا عن أبنائها وعن مصيرهم، لقاء بين عشر عائلات كان مريرا و شاقا، أهالي قادمون من وراء جبال تشكا ـ ورزازات ـ وآخرون من الطرف الممتد في أقصى الصحراء ـ زاكورة ـ أمهات و آباء من القلعة ومن طانطان، ومن تارودانت (قدوم من المجهول نحو المجهول) لقاء كان عنوانه الدموع والحزن وابتدأت معه المعاناة… كان الجميع متلهفا لمعرفة أخبار أبنائهم… هل هم أحياء أم هم في عداد الشهداء…
كان علينا كمناضلات استقبال الأمهات والآباء: مواساتهم والنقاش معهم وكان لهذه الخطوة الفضل الكبير في تفريش الأرضية للنضالات التي توالت… اقتنعت جل العائلات بان أبناءها مناضلون وبأننا يجب أن نفتخر بهم…
حاولنا كعائلات الدخول للسجن السيئ الذكر بولمهارز لزيارة أبنائنا وتزويدهم بالأكل والملابس الداخلية… لكن دون جدوى لم نتلقى سوى التعنيف والاستفزازات والكلام النابي من نائب مدير السجن وحراسه…
استغرقت منا هذه المحاولة 12 ساعة دون جدوى، كانوا يتعاملون مع أهالي الحق العام، لكن نحن بمجرد ما يسمعون أهالي الطلبة يبدأ السب والشتم…
في الساعة السادسة مساء انسحبنا كعائلات وكان أول اجتماع حضره بعض مناضلي ومناضلات الإطارات الحقوقية و السياسية…
كانت الخلاصة التي تم العمل بها: تأسيس لجنة محلية لدعم المعتقلين وضرورة تزويدهم بالأكل والملابس…
في اليوم الموالي التقينا جميعا أمام السجن, حضر معنا بعض مناضلي الجمعية المغربية لحقوق الإنسان …
بعد أخد و رد, تمكنت عائلتان فقط من إدخال الأكل لأبنائها وتزويدهم بالملابس الداخلية ومواد النظافة… وذلك على الساعة الرابعة بعد الزوال… و تزويد باقي المعتقلين بما يلزمهم.
في نهاية هذا اليوم كان هناك اجتماع موسع للعائلات ولجنة التضامن وبعض المناضلين والمناضلات… ليتم نقاش: الخطوات النضالية التي يجب إتباعها…
كان السؤال: ما العمل, و كانت الإجابات متعددة…
وكانت الخلاصة: ما دامت هذه العائلات تؤمن ببراءة أبنائها و تؤمن بأنهم اعتقلوا على خلفية انتمائهم السياسي وبان لهم مبادئ ومواقف سيدافعون عنها باستماتة فان الجواب كان: الاحتجاج والمطالبة بإطلاق سراح أبنائهم… 2 – معاناة العائلات:
هناك شقان من المعاناة:
ـ شق معنوي: تأزم نفسي, هلع, تخوفات كبيرة, يأس…
ـ شق اجتماعي: يختلف من عائلة لأخرى:
عائلة مراد وعتمان الشويني: تركت والدتها المسنة ومتجرين مغلقين مع استمرار دفع فواتير الماء والكهرباء وواجبات الكراء والاستقرار بمراكش…
عائلة يونس السالمي: والدته انقطعت عن تلقي الدواء وتركت أبناءها الصغار (طفل 4 سنوات, طفلة 6 سنوات… ) وتتحمل عناء السفر من أﮔادير الى مراكش في كل زيارة وكل محطة نضالية.
عائلة زهرة بودكور: تركت جميع مصالحها بزاﮔورة والاستقرار بمراكش…
عائلة علاء الدربالي: تركت جميع مصالحها بزاﮔورة والاستقرار بمراكش…
عائلة محمد جميلي : تحملت عناء السفر من جبال تشكا ـ ورزازات ـ إلى مراكش والى الرباط في كل محطة نضالية وخلال كل زيارة (أكثر من أسبوعيا)…
عائلة العربي جدي : تحملت مشاق السفر وذلك للحضور لكل محطة نضالية وكل زيارة مع العلم أن الأب عاطل عن العمل وتعاني الأسرة فقرا مدقعا…
عائلة يوسف المشدوفي: تحملت مشاق السفر: الأب من تارودانت والأخت من الرباط للحضور للمحطات النضالية و للزيارة…
تضحيات ليست بالبسيطة ومعاناة كبيرة حالت دون التحاق باقي العائلات بشكل مستمر بالمحطات النضالية… 3 – أهم المحطات النضالية للعائلات:
كانت هناك وقفتان تقريبا كل أسبوع:
أ ـ الوقفات الاحتجاجية التي كانت أمام المحكمة الابتدائية:
26/05/2008 ــ 02/06/2008 ــ 09/06/2008 ــ 23/06/2008
ب ـ الوقفات الاحتجاجية التي كانت أمام محكمة الاستئناف:
27/05/2008 ــ 03/06/2008 ــ 10/06/2008 (خلال هذه الوقفة سيتم تدخل القمع بشكل همجي وسيتم كسر أم المناضل المعتقل علاء الدربالي من طرف الاواكس الحقير”عبد الحق اليعقوبي” وبعض أعوانه. وخلال هذه الأحداث ستكون هناك محاولة اعتقال أخ نفس المناضل وأخت المناضلة زهرة بودكور, بالإضافة الى سرقة العائلات: كاميرا رقمية, هاتف, نظارات…)
13/06/2008 ــ 24/06/2008 ( وقفة + اعتصام من 9 صباحا حتى 6 مساء, دخول العائلات عند وكيل الملك الذي سينكر وجود طلبة معتقلين ولا حتى إضرابهم عن الطعام الذي كان قد وصل في هذا اليوم: 14 يوما.
يوم 17/06/2008 ستراسل العائلات وزير العدل والوزير الأول.
و سيتم أيضا تقديم شكاية لوكيل الملك بمحكمة الاستئناف بعد تعرض علاء الدربالي للتعنيف والتعذيب على يد حراس السجن يوم 27 ماي 2008.
+ وقفات احتجاجية متفرقة:
- وقفة بزاكورة + مهرجان خطابي 08/06/2008, مسيرة الكرامة 08/06/2008.
- وقفة أمام البرلمان يوم 01/07/2008: تدخل القمع في حق المناضلين والعائلات.
- وقفة أمام باب سجن بولمهارز يوم 04/07/2008.
- وقفة في باب دكالة 09/07/2008 توجت بمسيرة للعائلات والطلبة نحو سجن بولمهارز حيث ستنظم وقفة احتجاجية لمدة ساعة تقريبا بعدها ستتوجه المسيرة نحو الحي الجامعي والأحياء الشعبية.
- مهرجان تضامني نظمته الهيئة الوطنية لدعم المعتقلين السياسيين بمراكش يوم 12/07/2008.. .
- مباشرة بعد المهرجان الخطابي وأمام تدهور الوضع الصحي للمعتقلين المضربين عن الطعام منذ 11 يونيو (41 يوما) قامت العائلات بمجموعة من الخطوات النضالية تمثلت في وقفات واعتصام أمام محكمة الاستئناف…
كما حضر ممثلان عن العائلات في اليوم التضامني مع معتقلي سيدي إفني ومراكش بكل من أسفي وفم الحصن.
هذا قبل أن تقرر العائلات التوجه إلى الرباط وفق برنامج نضالي على مدى 3 أيام بمساندة الهيئة الوطنية للتضامن مع المعتقلين ابتداء من يوم الاثنين 22 يوليوز 2008, هذا البرنامج الذي ابتدأ بوقفة أمام المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان, ولقاء مع أحمد حرزني, هذا الأخير الذي أهان العائلات واحتج على تنظيم الوقفة واعتبرها ضغطا عليه, لم يكتف بذلك بل أدان المعتقلين حتى قبل أن يقول القضاء كلمته محولا القاعدة القانونية من أن “المتهم بريء حتى تثبت إدانته” إلى أن “المتهم مدان الى أن تثبت براء ته”.
في اليوم الموالي أي الثلاثاء 23/07/2008 ستنظم العائلات وقفة صامتة أمام وزارة العدل, توجت بلقاء مع نائب مدير قسم الجنايات, وقد اعتبر أن وزارة العدل غير معنية بمطالب الطلبة وغير مسؤولة عن ذلك, وقال بأن المندوبية السامية لإدارة السجون هي المعنية بذلك.
في زوال نفس اليوم ستلتحق العائلات بمعية الهيئة الوطنية للتضامن وبعض المناضلين الشرفاء بمقر المندوبية السامية للسجون باكدال والتقت بالسيد حليمي مدير عام إدارة السجون فقدمت له مطالب أبنائها, ووعد بالتدخل لتحقيق مطالبهم.
وفي المساء وابتداء من الساعة السابعة مساء تم تنظيم وقفة احتجاجية أمام البرلمان دامت أكثر من ساعة رفعت خلالها شعارات منددة باعتقال الطلبة وبحرزني الذي ابتز العائلات وأدان أبناءهم. في مساء نفس اليوم ستتدهور الحالة الصحية للمعتقلين بشكل خطير إذ سيتم نقل عبد الله الراشدي إلى المستشفى بعد أن دخل في غيبوبة, هذا بالإضافة إلى تعرض خالد مقتاح لاعتداء من أحد سجناء الحق العام.
يوم الأربعاء 24 يوليوز ستنتقل العائلات مجددا إلى مقر المندوبية السامية لإدارة السجون وتطلب لقاء استعجاليا لتدارس مدى تنفيذ وعود المدير العام, لكن الإجابة التي سيتلقونها هي التدخل القمعي والإهانة وتم رفض استقبالنا, وأصيبت خلال هذا التدخل العنيف كل من أخت جلال القطبي وأم يونس السالمي و أب خالد مفتاح, وتم نقلهم إلى المستشفى, موازاة مع ذلك دخلت العائلات في الإضراب عن الطعام لمدة 24 ساعة الذي دعت إليه الجمعية المغربية لحقوق الإنسان والهيئة الوطنية للتضامن مع المعتقلين السياسيين.
في مساء نفس اليوم ستنظم العائلات وقفة احتجاجية أمام البرلمان لم تسلم هي الأخرى من القمع ¸وأصيبت خلالها مختلف العائلات بكدمات ورضوض وركل ورفس, وتعرض أب محمد جميلي لقمع وحشي, هذا بالإضافة إلى إصابة بعض المناضلين المساندين للعائلات, في نفس الوقت كان المعتقلون يخوضون اعتصاما في باحة السجن وامتنعوا عن دخول العنابر ما لم تحقق مطالبهم, وقد تعرضوا لاعتداء عنيف من طرف الحراس, وتمت إصابة كل من عتمان الشويني وعبد الله الراشدي علما أن آثار الإضراب بادية عليهم بشكل كبير.
على خلفية الوعود التي قدمتها مندوبية إدارة السجون وبعد مناشدات العائلات والهيئة الوطنية للتضامن سيقوم المعتقلون بتعليق إضرابهم عن الطعام (46يوما), لرؤية مدى التزام المندوبية ومدير السجن المدني بمراكش بوعودهم.
لكن الوعود التي تحققت هي المزيد من التنكيل بالمعتقلين, وتعريض حياتهم للخطر من خلال الدفع بعصابة للهجوم المسلح بالخناجر في محاولة لاغتيال مراد الشويني, الشيء الذي أدى الى إصابته بجروح هو وكل من حفيظ الحفيظي, جلال القطبي وهشام الإدريسي.
هذا و قد حضرت العائلات جميع المنتديات والوقفات التضامنية مع المعتقلين, بدء بحضورها الوازن في المنتدى الاجتماعي المغاربي الأول بالجديدة أيام 26 و 27 يوليوز 2008 ثم حضورها في الوقفة التضامنية التي نظمتها اللجنة الشبيبية لمساندة المعتقلين بالدار البيضاء وكذلك حضورها في الإضراب عن الطعام التضامني مع معتقلي مراكش الذي دعت إليه الجمعية المغربية لحقوق الإنسان واللجنة المحلية لدعم المعتقلين السياسيين بالدار البيضاء يوم 27 يوليوز.
الاثنين 04 غشت 2008 كان يوم استئناف محاكمة المعتقلين السبعة الذين أدينوا ابتدائيا بسنة سجنا نافذا وغرامة 1500 درهم, وقد نظمت العائلات في هذا اليوم وقفة احتجاجية أمام محكمة الاستئناف دامت طيلة مناقشة الملف.
في اليوم الموالي الثلاثاء 05 غشت 2008 وهو يوم مثول المعتقلين 11 أمام قاضي التحقيق, ستنظم أيضا العائلات وقفة احتجاجية أخرى طيلة فترة التحقيق.
الاعتداء الذي تعرض له مراد الشويني ورفاقه سيدفع بنا كعائلات إلى تنظيم اعتصام احتجاجي مخلل بوقفتين أمام السجن المدني بمراكش طيلة يوم الجمعة 22 غشت مع المطالبة برؤية المدير الذي رفض استقبالنا إلى غاية يوم الاثنين 25 غشت, حيث سيدعي بان لا علم له بما وقع وبأنه سيفتح تحقيقا في ذلك.
وإيمانا منا كعائلات بعدالة قضية أبنائنا قررنا الاستمرار في النضال إلى جانب أبنائنا حتى إطلاق سراحهم و إيقاف المتابعات في حقهم وتحسين الظروف التي يعيشونها من داخل السجن, وذلك بعزلهم عن سجناء الحق العام وتجميعهم في عنابر مستقلة, وتمكينهم من الزيارة المباشرة, وذلك بكافة الأشكال والوسائل التي نراها مناسبة.
ومن موقعنا كعائلات ندعو ونناشد كل لجان الدعم والهيئة الوطنية للتضامن, وكل الهيئات الحقوقية والسياسية والإعلامية مساندتنا في نضالنا لإطلاق سراح أبنائنا الذين لم يكن ذنبهم الوحيد سوى الدفاع عن حقهم وحق أبناء الشعب المغربي في تعليم مجاني.
عن لجنـة التضـامن مـع المعتقـلين السياسيين بمراكــشش