18 مايو 2004
هود أون لاين
بيان صحفي على إثر العثور اخيرا على احمد سالم عبيد “السياسي الاشتراكي ” الذي إختطف في الاراضي المصرية على أيدي قوات الأمن ليتم تلسيمه فيما بعد للسلطات اليمنية على شكل صفقة بين الطرفين .
بفرحٍ غامر تلقت” هــود ” نبأ الإفراج عن الأخ / احمد سالم عبيد الذي تبين انه اختطف واخفي قسراً من قبل حكومة مصر العربية التي كان يقيم فيها لاجئاً سياسياً وبالتواطئ مع حكومة اليمن خاصةً مع صفقات تبادل المطلوبين بعيداً عن نظر القانون والشفافية الواجبة في مثل هذه الحالات وذلك ليس جديداً على مصر الذي اخفي على أرضها الكخيا وزير خارجية ليبيا الأسبق وعبد السلام الحيلة وعبد الرحمن اليافعي ….. الخ القائمة، وكانت أول بلد في العالم تسلم مواطنيها لمحاكمتهم في أمريكا قبل أحداث سبتمبر.
” وهــود ” إذ تهنئ المفرج عنه وأسرته بعودته إليهم بعد فترة الإخفاء القسري في عمليه إجرامية قامت بها حكومتا مصر واليمن تعتبر في التوصيف القانوني الدولي من الجرائم ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم فإنها في ذات الوقت تشعر بحزن وأسى عميق وشعور بالإحباط الشديد ويئسٍ في مستقبل آمن في ظل تصرفات لحكومات يفترض أنها تمارس عملها خدمة لمواطنيها تحت سقف الدستور وتوفير الأمن لهم بدلاً من أن تمارس عمليات الخطف والإخفاء في قرصنة بشعة بوسائل وإمكانيات الشعب الذي يفترض أنها خادمة لديه تدير شأنه كوكيل يفترض أن صندوق الانتخاب هو الذي أتى بها لكنها ما تزال تشعر في قرارة نفس شخوصها الطبيعيين أنهم مغتصبي سلطة وصلوها بالقوة وزوروا إرادتها في انتخابات شكلية اختلت فيها كل معايير العملية الديموقراطية فظلوا على فطرتهم الأصلية والتصرف بعقلية الفيد وقطّاع الطرق لذلك يكررون أفعالهم الشنيعة تارة بالتآمر على قتل مواطنيهم فوق أراضيهم بطائرات واستخبارات أمريكا وتارة بإخفائهم قسراً وتارة أخرى بعمليات القتل المدبر وتارة بتسليم الناشطين تحت مسمى تبادل المطلوبين في قضايا ما يسمي بالارهاب .
ولذلك فلا غرابه أيضاً أنهم بعد أحداث كول و11 سبتمبر وفي ظل غفلة وعجز كامل لكافة قوى المعارضة ومنظمات المجتمع المدني والناشطين الحقوقيين والسياسيين ووجهاء المجتمع ومواتٍ شعبيٍ عام استمرأو عمليات الخطف والاعتقال والإخفاء القسري الطويل لآلاف المواطنين دون شعور بالذنب أو تأنيب الضمير أو حياءٍ من رب أو نص دستوري أو قاعدة أخلاقية. ومن المفارقات أن يتم ظهور احمد سالم عبيد قبل أن يجف كذب وزيري الداخلية والخارجية أمام مجلس النواب بأنهم ما زالوا يبحثون عنه من ناحية وان قرابة المائة وهم أكثر بالتأكيد ما زالوا مسجونين رهن الحوار ( حوار الزنازين ومحاكمة الأفكار ) فيما يخص المعتقلين على ذمة أحداث ما بعد 11 سبتمبر في اليمن . فسبحان الله على شعبٍ نخبته السياسية لم يعد لديها أدنى شعور بالرفض لهذه الجرائم وحكم تحول إلى قاطع طريق أو هكذا هي طبيعته أصلاً وشعب خاب أمله في نخبته وطليعته ومستقبل بائس مظلمٍ فهنيئاً لهكذا حكم في فساد بطانته وحزبه وموات معارضته ونومة أهل الكهف لرعيته لذلك يمدد ما شاء وليفسد كما يشاء ولا يبالي، في ظل فساد عام دب في كل تفاصيل الحياة فركدنا في مستنقع آسن نستقبل به العيد الرابع عشر للوحدة اليمنية التي كانت مشروع أمل لمستقبل أفضل فتحولت إلى فيد في مستقبلٍ مظلم وقبحت معارضة وأحزاب سياسية لا تستنكفها بشاعات كهذه ولا تحرك فعلاً عملياً ممارساً كحق عليها وواجب مكتفيتاً ببيان هنا وتصريحٍ مشوهٍ هناك من قبيل إسقاط الواجب عنها أو أبراء الذمة، ووالله وما سقط واجب ولا برئة ذمة فإنهم هالكون مصداقاً لقوله تعالي (( لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داوود وعيسىابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون )) لذلك عزلت نفسها في أبراجها الأيدلوجية التي تربت عليها وما زالت تعيش أثرها المخدر المميت فانعدم إحساسها وتفاعلها مع قضايا الناس كل الناس في منهجية لقيادة اشرف لها لو كانت تملك بقية من شعور أو إحساس بالحياء أن تترك مواقعها عسى الله أن يأتي بقوم خير منها .
المحامي / محمد ناجي علاو المنسق العام لـ”هود”