30/10/2007
لازال النظام السعودي مصراً على رفض الاعتراف بالحقوق المشروعة للمواطنين الشيعة في شبه الجزيرة العربية وبالخصوص المنطقة الشرقية للبلاد حيث الأغلبية الشيعية، كما يضع الحواجز أمام المواطنين للتمتع بحقوقهم التي كفلتها لهم الشريعة الإسلامية والقوانين الدولية، فهو يعمل بنشاط من أجل فرض أيدلوجية الكراهية والتمييز الطائفي التي من شأنها ان تؤدي الى تقويض الحريات الأساسية وإضفاء مسحة تشاؤمية أخرى تضاف الى سجله السيئ لحقوق الإنسان.
إنّ من الصعب تصور الوضع المأساوي الذي يعيشه المواطنون الشيعة وبصورة عادية وفي كل يوم مما ينذر بعواقب وخيمة تطال العديد ممن يسعى لحياة كريمة قائمة على المساواة في الحقوق والواجبات، كما تشكل اعتداءاً على شرعة حقوق الإنسان لأنها تقوم بحرمان المستضعفين وبصورة منهجية من حقوقهم الأساسية وذلك بسبب الاختلاف في العقائد الدينية، وهذا ما يشير إلى تأصل سياسية الاضطهاد والتنكيل التي يمارسها النظام بحقهم والتي وجدت لها جذوراً مستديمة في أرضه الخصبة القائمة على التمييز. إنّ غض النظر عن ممارسات النظام التعسفية من قبل المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان وللأسف الشديد وعدم اتخاذ أي إجراء لوضع حد لسلوك النظام القائم على الاستبداد وخنق الحريات من شأنه أن يؤدي الى عرقلة المسيرة الطبيعية للمواطنين للعيش بكرامة في بلادهم .
ففي إطار تنفيذ سياسة التمييز الطائفي قامت السلطات السعودية في الأحساء في يوم 21 أكتوبر/تشرين الأول باعتقال المواطن ( الشيخ علي حسين العمار ) من قرية البطالية وهو عالم دين شيعي وأحد المدرسين بالحوزة الدينية في الأحساء ومشرف على حوزة دينية للنساء ايضاً . وبعد ان قضى يوماً في السجن أطلق سراحه في اليوم التالي ولم يبلغ بالتهمة المنسوبة إليه .
وفي 27 / 10 / 2007 اعتقلت السلطات الأمنية في الأحساء المواطن السيد مصطفى السيد حسن العلي (34 سنة) موظف حكومي من قرية الرميلة ضمن حملة الاعتقالات المتواصلة منذ أشهر ضد المواطنين الشيعة.
وفي 29 / 10 / 2007 قامت الإدارة العامة للتعليم بالمنطقة الشرقية بإصدار تعميم يقضي بمنع تدريس المواد الدينية في المدارس الابتدائية للبنات في المنطقة الشرقية من قبل معلمات ينتمين الى المذهب الشيعي وحصر تدريس المواد الدينية على المعلمات من المذهب السني فقط علماً إن معظم طلاب المدارس في مدارس المنطقة الشرقية هم من الشيعة .
لقد حاول النظام ولأكثر من مرة وعلى لسان مسؤوليه تلميع صورة النظام الباهتة، إلا أنه يجابه في كل مرة بصد من قبل البعض , ولقد أظهرت الاحتجاجات الأخيرة في بريطانيا في 29 أكتوبر/تشرين الأول ضد زيارة رأس النظام عبد الله الى بريطانيا والتي نظمها العديد من المواطنين المسلمين ومواطنين بريطانيين , مدى كراهية الشعوب المتحررة لهذه الأنظمة السيئة التي تثير القرف.
تطالب لجنة الدفاع عن حقوق الإنسان في شبه الجزيرة العربية النظام السعودي باحترام العقائد الدينية لأتباع المذاهب الإسلامية الأخرى التي لا تتبع المذهب الرسمي , والدعوة إلى التسامح الديني ونبذ الفرقة والانقسام الطائفي في المجتمع ورفع القيود الشديدة عن حرية الدين والعقيدة وتوفير الحماية للطوائف الدينية الأخرى.
كم تدعو اللجنة المجتمع الدولي والمنظمات الحكومية الدولية للضغط على النظام السعودي للوفاء بالالتزامات الدولية وتحسين سجل حقوق الإنسان والإعراب عن سخطها إزاء سياسات النظام الظالمة والمفرقة لوحدة الأمة والهادفة إلى تكريس روح الكراهية والتفرقة الطائفية عبر مؤسساته الدينية ورجالها المتشددين داخل البلاد وخارجها.