17/3/2009

في خطوة حمقاء وفي أسلوب عقيم لاحتواء تداعيات الأزمة التي فرضها النظام على شعب المنطقة الشرقية حاول الكيان السعودي اعتقال أحد الرموز الثورية التي أججت الوضع الملتهب أصلاً في المنطقة الشرقية وهو الشيخ نمر باقر النمر , فقام بإرسال العديد من قوات الأمن لتطويق بيت الشيخ في العوامية , إلا ان محاولاته في اعتقال الشيخ باءت بالفشل .

ولقد سبق وان هاجم الشيخ نمر باقر النمر سلطات الكيان السعودي الأمنية في خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين عليه السلام يوم الجمعة 13 مارس 2009 في حشد ضم الآلاف من المصلين , وأدان في خطبته ممارسات الكيان السعودي الوحشية في الأحداث الأخيرة في المسجد النبوي ومقبرة البقيع تجاه الزائرين من شيعة القطيف والأحساء الذين قدموا لأداء مراسم الزيارة بمناسبة شهادة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله في العشرين من الشهر الماضي .

لقد حاول الكيان السعودي وعلى مدى عقود طويلة أن يتبع سياسة الاضطهاد والتنكيل بحق شعب المنطقة الشرقية من الشيعة , مستخدماً كل الوسائل المتاحة لديه , إلا أنها آلت إلى تعميق الهوة في نهاية الأمر بينه وبين المواطنين .

ان حكام الكيان السعودي الذين اعتادوا على حكم الشعب باستبداد وظلم وقمع لا يتحملون الكلمة الحرة وحرية الكلمة , فتصوروا بان قمع الأصوات الحرة هي الطريقة الأنسب في استقرار الحكم متناسين وبرؤية ساذجة ان عهد الدكتاتورية والاستبداد قد ولى , وهو تفكير إن دل على شئ فإنما يدل على سوء فهم قيادة الكيان السياسية ومؤسسته الدينية التي تبارك له جميع خطواته الحمقاء .

لقد حاول الكيان السعودي أن يظهر للمجتمع الدولي وللدول الكبرى التي تربطه بها مصالح مشتركة قائمة على استغلال خيرات البلاد وجعل ارض الجزيرة العربية قاعدة عدوان وطاولة لحياكة المؤامرات ضد الشعوب الحرة , بأنه يحكم على أساس الدين , ناسكاً متقمصاً لباس التقوى , معتمداً بذلك على جيش كبير من الإعلاميين , وعلى إمبراطوريات إعلامية كبرى , يقودها مفكرون وأرباب عمل من جميع أنحاء العالم , إلا أن خطته وان طال عليها الزمن فإنها أثبتت فشلها , وبددت ثروات البلاد على أمجاد وهمية حاول بها رجال قبيلة آل سعود أن يثبتوها في سجل التأريخ ظلماً .

لقد أثبت شعب القطيف والأحساء بصمودهم فشل مخططات الكيان السعودي , وأظهروا للعالم قضيتهم المشروعة وجهادهم في كشف المخطط الدنئ الذي ساهم في حياكته الاستعمار البريطاني عام 1915 عندما ضم القطيف والأحساء لحكم بني سعود عندما جرى التوقيع على معاهدة دارين في 26 ديسمبر 1915 الذي مثل فيها الطرف البريطاني السير بيرسي كوكس وطرف بني سعود المقبور عبد العزيز بن عبد الرحمن بن سعود الذي كان حاكماً على الرياض ونجد آنذاك ، وقد أسست تلك المعاهدة لاحتلال سعودي بغيض لأرض يسكنها شعب مسلم شريف .

تحذر لجنة الدفاع عن حقوق الإنسان في شبه الجزيرة العربية من محاولة اعتقال عالم الدين الشيخ نمر باقر النمر وتعتبرها خطوة حمقاء ان أقدم عليها من شأنها أن تزيد من تفاقم الوضع الأمني السئ الذي أعقب أحداث المسجد النبوي الشريف , والتي كان من الأولى للكيان السعودي فيها أن يلجأ إلى التهدئة في ظل هذه الظروف الحرجة , إلا ان أسلوبه في التعامل مع المواطنين الشيعة يدل على سوء إدارته لبلاد مترامية الأطراف , ومختلفة المشارب , ومتعددة الألوان . وهو بذلك يثبت فشله بحكم شعب جبل على الحرية والإباء .

كما تدعو اللجنة المجتمع الدولي أن يكف عن صم آذانه أسوة بوسائل الإعلام المأجورة التي تنتظر من حكام الكيان السعودي الفتات القليل لتشترك معه في مؤامرة كبرى .

وتدين اللجنة صمت المنظمات الحقوقية الدولية التي هي الأخرى لم تخرج من صمتها المدفوع الثمن لإدانة سلوك الكيان الهمجي , وبالخصوص منظمة العفو الدولية ومنظمة هيومن رايتس ووتش التي تطالع العالم في كل فترة لتتكلم عن حقوق الخادمات المحليات لتظهر للعالم زيفاً ونفاقاً بان شبه الجزيرة العربية خالية من الانتهاكات ما عدا ما يقع على العمال الأجانب .

تدعو لجنة الدفاع عن حقوق الإنسان في شبه الجزيرة العربية أخوتنا وأبناء شعبنا في المنطقة الشرقية بان يقفوا ويتضامنوا مع الشيخ نمر باقر النمر الذي تعتبر قضيته قضية البلاد وقضية الشعب , وكما ضحى الشيخ بكل اعتباراته الشخصية من أجلنا , فحري بنا جميعاً ان نقف معه ونحميه من أي خطر يحدق به ونسعى لتحقيق ما كان يصبو إليه في نيل الحقوق والكرامة والحرية بكل الوسائل المتاحة والمشروعة .

وتناشد اللجنة مراجع الدين العظام في العراق وفي إيران لإدانة الأعمال البربرية للكيان السعودي وبالخصوص ما يتعلق بالشيخ المجاهد نمر باقر النمر , والتي تخشى اللجنة من قيام الكيان السعودي باتخاذ خطوة حمقاء بحقه تمس بحياته لا سامح الله وهو أمر غير مستبعد لدى الكيان السعودي .