17/4/2009

( وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ)

تمر علينا الذكرى الثالثة عشر لاعتقال ثلة من المواطنين المظلومين الذين وقعوا ضحية الطغيان والظلم والتعسف السعودي ، ضحية القهر والاضطهاد والتمييز المذهبي والطائفي ، ضحية العجز والضعف والخوار الذي منيت به وزارة داخلية النظام بإدارة وزيرها الطاغية نايف بن عبد العزيز ، الذي اضطرته إخفاقاته و قلته حيلته في معالجة ملفاته الأمنية أن يلقي القبض على فتية آمنوا بربهم و زادهم هدى ، لينتقم بهم من جميع المواطنين الشيعة في بلادنا المقهورة .

في مثل هذه الأيام من شهر أبريل عام 1996 م أقدمت أجهزة نايف القمعية على اعتقال المواطنين :

  1. السيد فاضل العلوي / السن حين الاعتقال 28 عاماً / من أهالي بلدة الجارودية – القطيف
  2. جعفر المعلم / السن حين الاعتقال 24 عاما / من أهالي بلدة الجارودية – القطيف .
  3. علي أحمد المرهون / السن حين الاعتقال 28 عاماً / من أهالي بلدة الجارودية – القطيف .
  4. صالح مهدي رمضان / السن حين الاعتقال 26 عاماً / من أهالي بلدة الجارودية – القطيف .

و زجت بهم في الزنزانات المظلمة في سجن الحائر بالرياض و مورست بحقهم أقسى أنواع التعذيب والتنكيل ، ثم ألحق بهم فيما بعد كل من :

  1. المواطن حسين مغيص من أهالي مدينة القطيف.
  2. المواطن السيد مصطفى القصاب / السن حين الاعتقال 31 عاماً / من أهالي مدينة القطيف .
  3. المواطن هاني عبد الرحيم الصايغ / السن حين الاعتقال 32 عاماً / من أهالي مدينة سيهات .
  4. المواطن عبد الكريم حسين النمر / السن حين الاعتقال 45 عاماً / من أهالي مدينة الدمام .
  5. المواطن عبد الله الجراش / السن حين الاعتقال 35 عاماً / من أهالي مدينة القطيف .

و بدأت حلقات المأساة والمظلومية تتلاحق بحق هؤلاء المواطنين المظلومين حيث بقي هؤلاء بالإضافة إلى اعتقالهم التعسفي الظالم محرومين من أدنى الحقوق التي تتمثل في معرفة التهم الموجهة إليهم والمحاكمة العادلة و توكيل محامين منصفين و محايدين يدافعون عن قضيتهم .

ثلاثة عشر عاماً خلف القضبان دون محاكمة ، ودون أن يسمح النظام لأحد من ذويهم أو غيرهم في معرفة أسباب اعتقالهم وظروفها و ملابساتها .

ثلاثة عشر عاما من صم الأذان و الاستخفاف بجميع القوانين والمواثيق و الأعراف الحقوقية والإنسانية و حتى نظام الإجراءات الجزائية السعودي الذي جعله النظام مجرد حبر على ورق كما هي كل الأنظمة والقوانين السعودية .

إن هؤلاء الفتية رمز للاستخفاف السعودي بقيمة الإنسان والمواطن، ورمز للطغيان و الاستعلاء والجبروت على القيم والمبادئ والتعاليم التي نادى بها الإسلام وتبناها الإنسان بعقله و فطرته.

إنهم عنوان عريض يلخص المأساة والواقع المظلم على المواطنين من أتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام الذين باتوا يدفعون كل يوم ضريبة انتمائهم المذهبي في شتى مناحي حياتهم الاجتماعية والاقتصادية و الدينية و الأمنية .

إنهم سجناء قضوا ثلاثة عشر عاماً تناسى العالم بكل شخصياته السياسية والاجتماعية و الدينية ومنظماته الحقوقية قضيتهم ولم يفعل أي شيء يذكر في سبيل حريتهم ، فهل سننساهم كما فعل الآخرون، حتى أن قوافل الوفود التي توالت على أهل الحكم لم تجرؤ على طرح قضيتهم و مطالبتهم بإطلاق سراحهم باعتبار أن هذه القضية هي الأبرز و الأقدم والأهم في الوضع الشيعي التي بها يقاس مدى تجاوب السلطة وحسن نواياها في فتحة صفحة جديدة مع المواطنين الشيعة بعيدا عن سياسة التمييز الطائفي والمذهبي التي حكمت عقلية أهل الحكم في تعاطيهم مع الشأن الداخلي .

كما تعامل النظام مع إرهابيي القاعدة الذين ثبتت إدانتهم من قبله بارتكاب أعمال إجرامية راح ضحيتها العشرات والمئات من الأبرياء ، حيث استوعبهم و أعاد تأهيلهم و أطلق سراحهم ، فليكن ذلك في حق السجناء المظلومين الذين لم يستطع النظام لحد الآن أن يدينهم بما نسب إليهم من اتهامات باطلة .

يا أبناء شعبنا الأبي يا أهل آل مغيص والجراش و الصايغ و القصاب و العلوي و المعلم والمرهون والرمضان و النمر إن قضية هؤلاء المظلومين من أولى مطالبنا الرئيسية و من مسؤوليتكم أولا و من واجباتكم الشرعية و الأخلاقية والإنسانية التي تفرض علينا جميعاً العمل من أجل إطلاق سراحهم بكل الوسائل المتاحة لدينا ، فلنثبت للسجان الظالم المستبد أننا لم ننسهم ولن ننساهم ما دام فينا شريان ينبض بالعزة والكرامة .

إن سكوتنا و لا مبالاتنا بقضية سجناء مضى على اعتقالهم ثلاثة عشر عاماً دون ذنب و حرمانهم طوال هذه المدة من حقوقهم الشرعية والقانونية ، تلك القضية التي تمثل مظلومية و حرمان و تهميش المجتمع الشيعي بأسره هي التي جرأت أهل الحكم في التمادي في قهرنا واستضعافنا وفي ممارسة الاعتقالات التعسفية بحق أبناء شعبنا دون أن يرف لهم جفن ، وهذا ما حدث للمواطن المظلوم رضا عبد العزيز الغشام من أهالي منطقة الأحساء الذي اعتقلته سلطات النظام بشكل تعسفي دون أي تهمة واضحة ، والمواطن المظلوم نايف حسن علي البقشي من أهالي منطقة الأحساء الذي شوهد في حالة يُرثى لها إثر تعرضه لأشكال متعددة من التعذيب و المعاملة السيئة خلال تنقله بين سجون المباحث في الأحساء والدمام وما زال هذان المواطنان قيد الاعتقال .

إن أدنى حق لهم ولبقية المعتقلين في رقابنا ، و في الذكرى الثالثة عشر لاعتقالهم أن نتضامن معهم و أن نرفع أصواتنا بالتكبير من على سطوح منازلنا و مآذن مساجدنا ، و أن نبادر بتشكيل الاعتصامات والاحتجاجات السلمية مطالبين بحقهم المسلوب في الحرية .

لجنة الدفاع عن حقوق الإنسان في شبه الجزيرة العربية