9/7/2007
في الوقت الذي يحتدم فيه الصراع داخل الساحة الفلسطينية بسبب الخلافات ما بين الفصيلين الكبيرين وعدم جلوسهم على طاولة الحوار لغاية الآن، حيث تشترط فتح إعادة الوضع الى ما كان عليه قبل الانقلاب الحمساوي والاعتذار للشعب الفلسطيني، فيما ترفض حماس أية شروط مسبقة لاجراء الحوار مع فتح، كما عمقت المناكفات ما بين حكومة انفاذ الطوارىء والحكومة المقالة من درجة الشرخ في أوساط الشعب الفلسطيني وتعزيز الفصل ما بين الضفة وغزة.. تشهد ساحة الطرف الآخر انعقاد مؤتمرات جهابذة الفكر الصهيوني الذين يلتقون في القدس لبحث مستقبل الشعب اليهودي والمخاطر الاستراتيجية امامه.
والمؤتمر هو من تنظيم معهد تخطيط سياسات الشعب اليهودي الذي يرأسه مبعوث الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط سابقا دنيس روس، ويهدف الى تحديد المخاطر والتهديدات المختلفة على مستقبل الشعب اليهودي. وفي المقابل تشهد الساحة الفلسطينية فشلا داخليا في حل الأزمة، حيث أخفقت جهود جميع الفصائل والمتنورين من أبناء الشعب الفلسطيني في إيجاد حل للمحنة الفلسطينية الراهنة، حيث بات يلاحظ أن الفلسطينيين لوحدهم غير قادرين على حل خلافاتهم، مما يدفع بعد الأطراف الاقليمية والدولية الى التدخل في شؤونهم الداخلية وقد يترتب عن ذلك إمكانية مصادرة القرار الفلسطيني المستقل.
وفي الوقت الذي يواصل فيه الطرف الآخر سياساته المختلفة وعلى مختلف الصعد في مجال محاربة واستئصال الوجود الفلسطيني في هذه المنطقة من العالم لصالح الاستيطان اليهودي، ينخرط الشعب الفلسطيني في أتون مناكفات ونزاعات فصائلية بعيدة كل البعد عن المصلحة العليا لعموم أبناء الشعب الفلسطيني، مما دفع بعضهم الى هجرة الوطن الذي بات يضيق عليهم.
وبينما يمتلك الطرف الآخر مخططا استراتيجيا ليمر به الى المستقبل، يفتقر الفلسطينيين حتى لوحدة الموقف والكلمة ولا حتى لأي خطة أو اتفاق ولو في حدوده الدنيا حول كيفية تحصيل حقوقه المشروعة التي كفلتها الشرعية الدولية.
ولا شك أن المرحلة الراهنة لهي من أشد المراحل خطورة على الشعب الفلسطيني، وان استمرار حالة الانقسام والتشرذم ستقضي على المشروع الوطني الفلسطيني برمته. وفي غياب القيادة الفلسطينية القادرة على لم شمل هذا الشعب، وفي ظل ميزان القوى الراهن، فقد تفضي التدخلات الدولية الى فرض حلول على الشعب الفلسطيني لا تستجيب للحد الأدنى مما يطمح اليه. وعليه، فان المطلوب من مختلف قيادات هذا الشعب ادراك الخطر الماحق الذي تتعرض له قضيتهم التي يراد لها ان تعاد الى ما قبل حرب العام 67، وان يغلبوا الولاء الوطني على الولاء الحزبي او الفئوي وأن لا يتمترسوا خلف المواقف وأن يبدو المرونة للعمل على اعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية التي يراد لها ان تتحول من قضية سياسية الى قضية إغاثية. وهذا يتطلب جهدا مخلصا وأمينا وتغليب المصلحة العامة على الخاصة، كون فلسطين اكبر من كل القيادات والفصائل وهي تتسع للجميع بدون إقصاء اي طرف. وعلى الجميع النزول عن الشجرة والبدء بحوار مخلص وجاد لتجنيب القضية المزيد من التآكل الداخلي والخارجي.