23/7/2007

من المتوقع أن يسعى رئيس الوزراء البريطاني السابق طوني بلير والمبعوث الجديد للرباعية الى الشرق الأوسط الى إحداث اختراقة في عملية السلام الفلسطينية الاسرائيلية، ليسجل له التاريخ انجازا تاريخيا قد يساعد في تغيير صورته التي اهتزت بعد تورطه مع بوش في الحرب غير الشرعية ضد العراق. لكن مهمة بلير في الشرق الأوسط محفوفة بالكثير من المشاكل والصعوبات أهمها محدودية الصلاحيات الممنوحة اليه وغياب النوايا الاسرائيلية الحقيقية في انهاء إحتلال الأراضي الفلسطينية.

كما ان الرباعية عينها، قد فشلت منذ تأسيسها قبل خمسة أعوام في إحداث تقدم على المسار التفاوضي الفلسطيني الاسرائيلي، بل انه في عهدها تجمدت عملية المفاوضات بعد ان غيّب شارون الشريك الفلسطيني واخذ يقوم بخطواته أحادية الجانب. كما ان الرباعية تعاني من الهيمنة الأميركية عليها، ومن الأمثلة الساطعة على ذلك مشاركة الأمم المتحدة في الحصار على الشعب الفلسطيني رغم عدم صدور اي قرار دولي بهذا الشأن.

كما أن حكومة الاحتلال الاسرائيلي، ما زالت غير مستعدة لاتخاذ خطوات عملية للشروع في إنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية، متذرعة بذلك بمخاوفها الأمنية وضعف الجانب الفلسطيني، حيث ان اسرائيل ما زالت متمسكة بلاءاتها حول القضايا التفاوضية الرئيسية. هذا برغم، تصريحات رئيس الوزراء الاسرائيلي قبل أيام والتي قال فيها: “إذا كان احد يعيش في حلم منفصل عن الواقع، بأننا سنستطيع الحفاظ على كافة المناطق، فإنه لا يقدر الأمور بشكل صحيح، سنضطر للخروج من أجزاء واسعة.”

ومن جانبها، فإن الولايات المتحدة ما زالت غير جادة في اتخاذ خطوات فعلية لدفع اسرائيل على انهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية المحتلة. هذا برغم التصريحات المتكررة للمسؤوليين الأميركيين بشأن دعمهم لإقامة دولة فلسطينية مستقلة الى جانب اسرائيل.

ويقدر المراقبون بأن يسعى بلير في البداية الى تجنيد مساعدات دولية اقتصادية واسعة لمساعدة الفلسطينيين على بناء مؤسساتهم. أما فيما يتعلق بالقضايا التفاوضية ما بين الطرفين، فهو لا يملك اية صلاحية، حيث ان صلاحياته منحصرة في الجوانب الاقتصادية فقط وليس اكثر.

وعليه، لا يتوقع لبلير في ظل الظروف الراهنة، بأن يواجه مصيرا أفضل من مصير سلفه جيمس ويلفنسون الذي عانى الويلات من عدم منحه الصلاحيات للقيام بمهامه على أفضل وجه. والكرة الآن في الملعب الاسرائيلي والأمريكي وهما الطرفان المقرران الرئيسيان في الملف الفلسطيني الاسرائيلي