11/7/2006
اشتدت الحملة مؤخراً على نشطاء حقوق الإنسان في سورية، فبعد منع الدكتور رضوان زيادة مدير مركز دمشق لدراسات حقوق الإنسان من السفر وإعادته من الحدود، أوقف المحامي أكثم نعيسة رئيس لجان الدفاع عن الحريات الديمقراطية وحقوق الإنسان في سورية لدى عودته في مطار دمشق الدولي وطلب منه مراجعة أحد الفروع الأمنية، ثم اعتدي على مقر جمعية حقوق الإنسان ومكتب رئيسها السابق المحامي هيثم المالح ، ومنعت السيدة سهير الأتاسي رئيس منتدى جمال الأتاسي للحوار الوطني وعلم أن عدد الممنوعين من السفر قد تضاعف مؤخراً بين نشطاء المجتمع المدني وحقوق الإنسان.
واللجنة السورية لحقوق الإنسان لم تر في هذه الإجراءات التعسفية والقمعية إلا تطبيقاً لمقررات المؤتمر العاشر لحزب البعث الذي انعقد في حزيران (يونيو) 2005، فلقد أكد أحد أعضاء المؤتمر لرئيس اللجنة السورية لحقوق الإنسان بأن رئيس أحد أجهزة المخابرات النافذة قال في جلسة مغلقة بأن النظام قرر أن يكون الإخوان المسلمين والأكراد خطوطاً حمراء. أما ناشطو حقوق الإنسان فقضيتهم بسيطة، فهم لا يتعدون بضع مئات ويمكن حسم مسألتهم باعتقال بعضهم ومنع بعضهم الآخر من السفر وإسكات الآخرين بالطرق المناسبة.
إنه وبعد عام على انعقاد المؤتمر العاشر لحزب البعث ترى اللجنة أن النظام السوري يطبق خطة الأمن والمخابرات القمعية التي تحكم البلاد بدقة، فلقد تضاعفت خلال هذا العام وتيرة الأحكام بالموت بموجب القانون 49/1980 ، بينما يعتقل عشرات المواطنين الأكراد ويحكم عليهم بالسجن دونما سبب يدعو إلى هذا التعسف. في نفس الوقت شهد هذا العام حملات من الاعتقالات طالت عشرات الناشطين المدنيين والإنسانيين وازداد عدد الممنوعين من السفر، حتى طاش سهم النظام السوري وأجهزته القمعية في الآونة الأخيرة فمن أحكام جائرة إلى اعتقالات جديدة عشوائية غير متوازنة وأخيراً منع من السفر واعتداء على المكاتب ومقرات الناشطين.
إن اللجنة السورية لحقوق الإنسان إذ تستنكر هذه الإجراءات القمعية المخالفة للدستور السوري تطالب الرئيس بشار الأسد أن يطلق الحريات العامة والديمقراطية فهي خير ضمان للوحدة الوطنية ولمصلحة البلاد، وتطالبه أيضاً بإطلاق سراح كافة المعتقلين وإبطال القوانين القمعية والإجراءات التعسفية ووقف كل التجاوزات القاضية بمنع المواطنين من السفر أو الاعتداء أو الحجز على ممتلكات المواطنين وتعتبره مسؤولاً أمام الشعب والوطن والتاريخ عما يحصل في سورية في هذه الأيام العصيبة من تاريخ سورية.