5/5/2009

بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة أحيى الصحفيون و الإعلاميون التونسيون مع بقية زملائهم في أنحاء العالم هذه الذكرى في ظل استمرار الانتهاكات و التضييقات على حرية الكلمة و الوصول إلى المعلومة و عد السماح للرأي المخالف بالتعبير الحر فقد انفردت السلطة بكل وسائل الإعلام المكتوبة وبالقطاع السمعي و البصري الممول بالمال العام و غابت الصورة التي تعكس حقيقة وضع الشعب التونسي و مطالبه

و قد صنفت اللجنة الدولية لحماية الصحفيين تونس من بين الدول العشر الأكثر تضييقا على المدونين و مستعملي الانترنت كما صنفت منظمة “فريدوم هاوس” في تقريرها السنوي تونس في المرتبة 174 من مجموع 195 دولة فيما يتعلق بحرية الصحافة و لا تزال المطالب 11 التي عبر أصحابها عن رغبتهم لبعث جريدة أو دورية أو إذاعة أو قناة تلفزية تنتظر الرد فيما يتواصل حظر صحف معارضة مثل ”الفجر” و”البديل” و مضايقة صحف أحزاب قانونية مثل ”الموقف” و”مواطنون” و ”الطريق الجديد” ويحرم بعضها من التمويل العام و الإشهار كصحيفة ”الموقف” ، كما يستمر إغلاق مقر ”راديو كلمة” ويتواصل منع عديد الصحفيين من أداء واجبهم الصحفي و من بينهم الصحفي لطفي الحجي الذي حرم من حقه في الاعتماد القانوني كمراسل لقناة الجزيرة و حقه في التصوير و إرسال التقارير و العمل لحساب القناة المذكورة و كذلك الحال بالنسبة للصحفي لطفي الحيدوري الذي يتواصل منعه من القيام بعمله بمقر المجلس الوطني للحريات و لا تزال الملاحقة الأمنية و التشويه المتعمد لسمعة الصحفي سليم بوخذير يعيقانه عن أداء مهمته الصحفية كما يتعرض الصحفيون و المصورون العاملون لحساب قناة ”الحوار التونسي” إلى المضايقة الأمنية المتواصلة و الاعتداء بالعنف و حجز أدوات العمل الصحفي ، وتتواصل المعاناة بالنسبة للصحفيين المسجونين و الذين وقعت محاكمتهم غيابيا و بالنسبة كذلك للمنفيين في بلادهم مثلما هو الوضع بالنسبة للسجين رشيد العبداوي والسادة الفاهم بوكدوس و عبد الله الزواري وحمادي الجبالي

ولقد أكد كل الملاحظين و المعنيين بالأمر و من بينهم النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين على الطابع الزجري لمجلة الصحافة و صبغتها العقابية في العديد من القوانين و طالبوا بضرورة تنقيحها كما لا يزال العديد من الصحفيين محرومون من حقهم في الحصول على بطاقة الصحفي المحترف مثلما هو الحال بالنسبة للصحفي سامي نصر وعديد الصحفيين الذين وقع تعطيلهم عن إتمام ملفاتهم للحصول على تلك البطاقة من أمثال السادة محمد الحمروني و سمير ساسي و محسن المزليني العاملين بصحيفة ”الموقف” لامتناع وزارة الداخلية عن تسليمهم البطاقة عدد3.

كما تتواصل معاناة صحفيي مؤسستي الإذاعة و التلفزة التونسية الذين طالبوا بعد إضراب و اعتصام بمقر المؤسسة بتسوية وضعياتهم القانونية و الاجتماعية لكنه وقع تأجيل النظر في مطالبهم إلى شهر جويلية 2009

و لئن كان من المفترض في سنة الانتخابات الرئاسية و التشريعية أن تؤدي وسائل الإعلام المرئية والمسموعة و المكتوبة دورها في إدارة الحوار الديمقراطي حول القضايا المصيرية التي تهم الشعب التونسي سواء كانت سياسية أو اقتصادية و اجتماعية فإن تلك الوسائل بقيت رهينة التضييقات والانتهاكات و المنع في ظل غياب التمويل المتوازن و حرمان الصحف المعارضة من حصتها في الإشهار.

وقد غلب اللون الواحد على المشهد الإعلامي في تناول ” الأحداث و القضايا بشكل انتقائي و موجه وتضليلي ” خاصة إزاء الاحتجاجات الاجتماعية مثلما حصل مع الأحداث الخطيرة التي شهدتها منطقة الحوض المنجمي بقفصة و المحاكمات السياسية و أنشطة منظمات المجتمع المدني و الأحزاب السياسية المعارضة.

و حرية و إنصاف
1-إذ تحيي نضال الإعلاميين و الصحفيين دفاعا عن حرية الإعلام و أخلاقيات المهنة خدمة لقضايا المجتمع فإنها تعبر عن انشغالها العميق أمام تواصل احتكار السلطة لقطاع الإعلام و التضييق على الكلمة الحرة و الرأي المخالف و انتهاك حقوق الصحفيين المادية و المعنوية و في مقدمتها حقهم في الوصول إلى مصادر الخبر و إنارة الرأي العام.

2-تندد بشدة بكل المحاولات التي تمس من استقلالية النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين و تستنكر الاعتداء بالعنف اللفظي و المادي الذي تعرض له رئيس النقابة يوم الاثنين 4 ماي 2009 أثناء انعقاد الندوة الصحفية لنقابة الصحفيين لتقديم تقريرها السنوي حول واقع الحريات الصحفية في تونس بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة.

3-تدين الاعتداء اللفظي على الصحفي لطفي الحجي مراسل قناة الجزيرة في تونس.

4-تدعو إلى تنظيم حوار وطني حول واقع قطاع الإعلام بمشاركة كل الأطراف المعنية بهذا الملف الخطير دون إقصاء قصد تحديد الاصلاحات الضرورية للخروج بهذا القطاع من المأزق الذي تردى فيه.

عن المكتب التنفيذي للمنظمة
الرئيس
الأستاذ محمد النوري
أطلقوا سراح كل المساجين السياسيين
حــرية و إنـصاف
33 نهج المختار عطية 1001 تونس
الهاتف / الفاكس : 71.340.860
البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com