11/2/2008

لن تقفز قلوب المترقبين في العالم العربي بانتظار القمة العربية في دمشق نهاية الشهر القادم كما قفزت قلوبهم لأرجحة قدم محمد أبوتريكة وهي تسجل هدف الفوز للمنتخب المصري في نهائيات كأس أمم أفريقيا عقب تسمّر الملايين العربية على شاشات التلفازمنتظرين تمريرة محمد زيدان قرب المرمى.

مع هذا ، فإن الجدول الدبلوماسي سيكون حافلاً منذ الآن وحتى نهاية الشهر القادم، إذ سيحمل شهر آذار إلينا مع الربيع مفاجأت أخرى وتطورات مرتقبة يتم التحضير لها على مستويات عديدة. فقد طار رئيس الوزراء الفلسطيني إلى الكونغرس للمساعدة في تسريع إيصال المساعدات الأمريكية للفلسطينيين، و اختتم مبعوث اللجنة الرباعية لعملية السلام في الشرق الأسط، توني بلير، زيارته إلى الأراضي الفلسطينية بعد أن قام بزيارة مدينة نابلس واطلع على الأوضاع فيها، في وقت يطير فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي أولمرت إلى ألمانيا في جهد دبلوماسي جديد عنوانه الملف النووي الإيراني، و يطير محمود عبّاس إلى أبوظبي لمناقشة أخر التطورات السياسية، و تستعد وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس لزيارة الشرق الأوسط مجدداُ الأسبوع القادم للتباحث حول المفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية العالقة.

هكذا هي النوبات الدبلوماسية التي تجتاح منطقة الشرق الأوسط بين الفينة والأخرى كلّما تعقّدت الأمور ولم تجري الرياح بما لا تشتهي الدولُ. أما الموقف على الأرض، فلا يتغيّر مع التأرجحات السياسية الجارية ، فالفلسطينيون في قطاع غزة يرزحون تحت الحصار الذي تمسك إسرائيل بتفاصيلة بإحكام، وتضرب – كلما طاب لها – بسوط إمدادات الوقود والكهرباء لزيادة معاناة المواطنين في القطاع بينما تواصل التوسع الاستيطاني بنشاط زائد في الضفة .

أما الوضع الداخلي الفلسطيني المتمزّق فلا زال على حاله أيضاُ في مرحلة الشكاوي والتظلمات المتبادلة دون فائدة ، و دون مبادرات سياسية داخلية تجمع بين الفرقاء، ودون الأخذ بالاعتبار أن أية جهود لدفع المفاوضات وطرح رؤية استراتيجية للسلام في الشرق الأوسط لن يتسنى لها أن تصارع للبقاء دون أن تكون الجبهة الفلسطينية الداخلية قوية في وجه التقلبات المضنية التي سيجلبها أي اتفاق فلسطيني –إسرائيلي أو حتى عربي – إسرائيلي.

وفي ظل هذه الأجواء، فلننتظر ونرى جدوى هذه النوبة الدبلوماسية التي ستقرّر وجه السياسة في المنطقة لأشهر قريبة و لنرى ما إذا كانت ستتمخض هذه الزيارات المحمومة عن أي تغيير إيجابي واقعي على الأرض