16/4/2008

بقلم: مفتاح
المح مبعوث اللجنة الرباعية للشرق الاوسط توني بلير في حديث لصحيفة “القدس”، الى ان هناك حراكا هاما يجري “تحت السطح” على صعيد الامور الحياتية للفلسطينيين، وانه يأمل في احراز تقدم هام جدا في هذا الاطار خلال الاسابيع القليلة القادمة، دون ان يوضح ماهية هذا التحرك.

ويأتي هذا الحديث في ظل تقارير صحفية اسرائيلية عن توصل احمد قريع “ابو علاء” رئيس الوفد الفلسطيني للمفاوضات ونظيرته وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني الى شبه اتفاق على العديد من قضايا الوضع النهائي، وانهما في انتظار ان يصبح الجو العام ملاءما للافصاح عن هذا الاتفاق.

وامام الاصرار الشديد على التكتم على مجريات المفاوضات الدائرة وخصوصا امام الاعلام، بحجة ان تناول تفاصيل المفاوضات في وسائل الاعلام قد تفسدها وتعطلها، فان اي تسريب او رواية من هنا وهناك قد تجد سوقا رائجا حتى وان كانت غير صحية او غير دقيقة، سيما وان غياب المعلومات عن مجريات العملية التفاوضية، يدع مجالا كبيرا للشك حول ماذا يجري واين وصلت المباحثات وما هو نوع الاتفاق، ان كان هناك اتفاق اصلا.

اطلاع الشارع الفلسطيني ومؤسساته المجتمعية والاهلية واعلامه خاصة على سير المفاوضات، وفتح نقاش واسع على كافة المستويات حول سيرها مع الجانب الاسرائيلي امر هام جدا ويشكل دعما لطاقم المفاوضات، وذلك كمقدمة لتهيئة الرأي العام المحلي تجاه التسوية المنتظرة، والتي لسبب ما الرئيس الامريكي واثق كل الثقة من امكانية التوصل اليها خلال العام الجاري، على الرغم من كل الوقائع التي تحاول اسرائيل تغيرها على الأرض عبر بناء المستوطنات وجدار الفصل العنصري.

صحيح ان الثوابت الفلسطينية مجمع عليها المعظم الفلسطيني، وصحيح ان قرارات الامم المتحدة الخاصة بالقضية الفلسطينية والمبادرة العربية للسلام ورؤية الرئيس الامريكي جورج بوش حول حل الدولتين، هي الاطار العام للحل المطلوب فلسطينيا، الا ان نقاشا واسعا داخل المجلس التشريعي والنخب والقوى والمؤسسات الفلسطينية، يدعم الموقف التفاوضي الفلسطيني بل ويعززه ويشكل رسالة واضحة بان هناك دعما فلسطينيا لاي اتفاق سلام يضمن للشعب الفلسطيني حقوقه.

ان المجتمع المدني كما هي المؤسسة الرسمية الى جانب القوى السياسية والبرلمانية يمكن ان تشكل دعما حقيقا يسند الموقف التفاوضي الفلسطيني، ليصبح موقفا ثابتا مستمدا من كافة بنى المجتمع وليس من النظام السياسي فحسب، الا ان هذا الدعم يبنى على المعرفة والاطلاع وليس على عوامل اخرى.

صحيح ان الرئيس محمود عباس قد تعهد بعرض اي اتفاق نهائي يتم التوصل اليه مع اسرائيل على استفتاء شعبي عام، الا ان ذلك لا يقلل من اهمية ان يعرف الجمهور اين تسير الامور واين وصلت، فغير ذلك يفتح الابواب امام كل التأويلات والتكهنات خاصة تكهنات الاعلام الاسرائيلي ومصادره، في وقت يبدو ان لا احدا حتى الان يعلم ماذا يجري تحت السطح.