30/4/2008

تقديم:
يرصد هذا التقرير التغطية الإعلامية “لتلفزيون فلسطين”، و”فضائية الأقصى” لأحداث الفترة التي تلت سيطرة “حماس” عسكرياً على قطاع غزة وتحديداً الفترة الواقعة ما بين 18-6-2007 ولغاية 18-7-2007.

وتسلط عملية الرصد هذه الضوء على الكيفية التي غطت بها المحطتان تطورات تلك الفترة على مدى خمس ساعات من البث اليومي بدءاً من الساعة السادسة مساءً وحتى الحادية عشرة مساءً بواقع 145 ساعة، وهي الفترة الأكثر مشاهدة، والأكثر زخماً في نشراتها وبرامجها الإخبارية والحوارية.

وتندرج عملية الرصد هذه في إطار مشروع الرصد الإعلامي الفلسطيني الإسرائيلي، وهو مشروع اتفقت المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية “مفتاح”، ومركز حماية الديمقراطية في إسرائيل “قيشف” على إطلاقه بهدف مراقبة مهنية الإعلام وطريقة تغطيته للصراع في كلا الجانبين، والمساهمة في تطوير إعلام مستقل ومهني يتمتع بالجرأة في نشر ثقافة التسامح والاعتدال والتفاهم بين الشعبين من خلال عمليات الرصد والبحث والتحليل ومحاولة التأثير على الإعلام والمشرعين دون المساس بحرية الإعلام وحقه في التعبير.

آخذين بعين الإعتبار الظروف الصعبة التي عمل بها “تلفزيون فلسطين” بعد سيطرة “حماس” على قطاع غزة، وإغلاق مبناه الرئيسي هناك، وانقطاع طواقمة عن العمل، وانتقال البث الى استوديوهاتة في رام الله على نحو مفاجئ لم تكن الطواقم هناك مهيأة وعلى نحو كامل لتغطية أحداث تلك الفترة، وضخ المادة الإعلامية والإخبارية بسبب توقف المراسلين عن تزويد إدارة البث بالأخبار والتقارير، ونقل حقيقة ما كان يجري في القطاع، غلى حلاف “فضائية الأقصى” التي عملت في ظروف أكثر استقراراً وبإمكانيات افضل بكثير مما توافر “لتلفزيون فلسطين”.

ولما كان تلفزيون فلسطين المحطة الرسمية والوطنية التي تعكس الهم العام – كما ورد في تعريف هيئة الإذاعة والتلفزيون – فقد اختلفت المعايير التي استخدمت في تحليل المادة الإعلامية لهذة المحطة عن “فضائية اللإقصى” باعتبار الإخيرة وسيلة إعلامية حزبية، عكست رسالة إعلامية واضحة، لكنها في تغطيتها لم تلتزم بالموضوعية، مثلما لم يلتزم “تلفزيون فلسطين” بالحيادية باعتبارة التلفزيون الوطني الرسمي.

فيما يشكل التقرير الذي بين أيدينا حول تغطية “تلفزيون فلسطين” و”فضائية الأقصى” لأحداث شهر كامل بعد سيطرة “حماس” على قطاع غزة عسكرياً استمراراً للمرحلة الثانية من مشروع الرصد لوسائل الاعلام. ويهدف التقرير إلى رصد أحداث فترة كان للإعلام فيها دوراً فاعلاً ومؤثراً، ولعب فيها “تلفزيون فلسطين” التلفزيون الرسمي، و”فضائية الأقصى” دوراً يوازي خطورة تلك المرحلة.

ولهذا جاءت عملية الرصد لتشخص أداء قناتي “فلسطين” و”الأقصى” في تلك الفترة ومدى التزامهما بالمهنية والموضوعية. حيث يقدم التقرير صورة لواقع الخطاب الإعلامي الذي جسدته قناتا “فلسطين” و”الأقصى” في قضية صراع داخلي حُسم عسكرياً في نهاية المطاف، وُجه فيه الخطاب الإعلامي نحو قضية داخلية استخدمت فيها ذات الأدوات التي استخدمها هذا الخطاب في تناوله ومعالجته للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، فكان أكثر وضوحاً في حدته وتحيزه.