29/5/2008

رام الله-استضافت المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية “مفتاح” في مقرها في مدينة رام الله اليوم، الناشطة العربية الأمريكية ريبكا أبو شديد، في جلسة نقاش مفتوح مع القيادات الشابة، حول العلاقات العربية الأمريكية والنشاط السياسي للأمريكيين ذوي الجذور العربية، ومجموعات الضغط العربية الفاعلة داخل الولايات المتحدة الأمريكية.

وأشارت منسقة الجلسة ريم وهدان إلى أن اللقاء الذي شارك فيه ممثلون عن مؤسسات أهلية وبحثية ونشطاء مجتمعيون وطلاب جامعات ومهتمون، يقام بالتعاون مع القنصلية الأمريكية العامة بالقدس، ويهدف إلى التعرف على نشاط ودور الجالية العربية، وخاصة المجموعات النشيطة في إطارها والواقع الاجتماعي والسياسي لأفرادها داخل الولايات المتحدة الأمريكية، إضافة إلى تجربة أبو شديد في هذا الإطار.

وتناولت أبو شديد التي عملت في المنظمة العربية الأمريكية في محاضرتها، موجات الهجرة المتعاقبة للعرب إلى الولايات المتحدة والذين يبلغ عددهم الآن نحو 3.9 مليون، حيث أن العديد منهم هاجر في ثمانينيات القرن التاسع عشر وبعد الحربين العالمية الأولى والثانية وبفعل الأزمات السياسية في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي خاصة من فلسطين ولبنان ومن العراق في تسعينيات القرن الماضي، فيما هناك نحو ربع مليون أمريكي من أصول فلسطينية.

وقالت أن غالبية الأمريكيين العرب يتمركزون في ولايات ومدن أمريكية معينة، إذ أن ثلثي الأمريكيين العرب يقيمون في ولايات ميتشيغن، التي يشكل العرب الأمريكيون نحو 5% من سكانها وكاليفورنيا ونيويورك، وولايات تستطيع أن ترجح كفة أي من المرشحين في الانتخابات الأمريكية، مستعرضة المنظمات العربية الفاعلة في الساحة الأمريكية والتي تدافع عن الحقوق المدنية للعرب الأمريكيين، إضافة إلى العمل على تغيير السياسة الأمريكية تجاه القضايا العربية وخاصة القضية الفلسطينية.

وأوردت إحصاءات تتعلق بنسبة التعليم في أوساط الجالية العربية والتي تصل إلى 85% فيما يتعلق بالحصول على شهادة الثانوية العامة و40 % حاصلين على بكالوريوس جامعي، مشيرة إلى عدة منظمات وجمعيات تعنى بشؤون العرب الأمريكيين وقضاياهم، من بينها المعهد العربي الأمريكي والمؤسسة العربية الأمريكية “الوصول” في ولاية ديترويت والرابطة ضد التميز ضد العرب وغيرها، إضافة إلى مؤسسات تعمل تجاه مهام محددة كمجموعة العمل الأمريكي لفلسطين.

وذكرت أن توجهات الأمريكيين العرب تجاه الحزبيين الرئيسيين الأمريكيين الديمقراطي والجمهوري كانت متشابهة بحيث كانت تصل نسبة الداعمين لكل حزب 30%، فيما يبقى 40 % غير مقررين حتى لحظة الانتخاب، إلا أن هذا النسب تغيرت لصالح تأييد مرشحي الحزب الديمقراطي، لتصل نسبة التأييد لهذا الحزب في أوساط العرب الأمريكيين إلى 40%.

ولفتت إلى حملة “يلا صوت” والهادفة إلى دفع العرب الأمريكيين إلى ممارسة حقهم في التصويت، دون التدخل أو دعوتهم إلى مرشح معين، بل التركيز على أهمية مشاركتهم في العملية الانتخابية، منوهة إلى ن هناك نحو50 إلى 60 مرشح أمريكي من أصول عربية بشكل سنوي لانتخابات المجالس البلدية والكونغرس.

وتناولت أبو شديد الصعوبات التي تواجه المنظمات والنشاطين العرب الأمريكيين في عملهم، والتي تنجم عن عدم وجود تقليد لدى أبناء الجالية في تقديم الدعم المالي للمرشحين أو للمنظمات المجتمعية، وان المنظمات العربية حديثة العهد في التنظيم مقارنة بمنظمات مماثلة، إضافة إلى تبعثر جهودها وعدم توحدها، متطرقة إلى عمل المنظمات اليهودية واللوبي اليهودي في الولايات المتحدة الداعم إلى إسرائيل، إضافة إلى بروز منظمات أمريكية تنأى بنفسها عن ما يقترفه الاحتلال الإسرائيلي وهي مستعدة للتعاون مع المنظمات العربية الأمريكية، مشيرة إلى جهود أخيرة تمخضت عن رسالة وجهت إلى الإدارة الأمريكية حول تقديم المساعدات للشعب الفلسطيني وإزالة قيود الاحتلال، جاءت نتاج عمل تحالف شخصيات ومجموعات عربية ويهودية ومؤسسات كنسية أمريكية.