13/8/2008
بقلم: مفتاح
فاجعة الشعب الفلسطيني برحيل احد ابرز أعلامه الوطنية والأدبية والثقافية، الشاعر الكبير بأعماله والقدير بمواقفه ونضاله، محمود درويش، جاء في ظل ظروف صعبة يعاني فيها الفلسطينيين من تدهور سياسي داخلي، ومعاناة من تشديد الاحتلال قبضته على الأراضي الفلسطينية عبر الاستيطان وبناء الجدار ومحاصرة قطاع غزة، فيما حلم إقامة الدولة وعاصمتها القدس الذي طالما حلم به الراحل الكبير، لا يبدو انه قريب المنال.
درويش، طالما كان مجددا في شعره وملتصقا في قضايا شعبه ومبادرا في الدفاع عنها بطريقته وبأسلوبه الذي خاطب القلوب والعقول، وأوصل الصوت الفلسطيني إلى كافة أصقاع العالم، وعبر عن معاناة شعبه، في أشعار تحولت إلى أغان وكلمات يحفظها العرب عن ظهر قلب.
من عرف درويش عن قرب أحبه وأعجب بدماثة خلقه وتواضعه، ومن لم يعرفه عن قرب أحبه وأعجب بحبه لبلده وبإبداعه الشعري، فقصائد درويش تعبر عن مختلف محطات الثورة الفلسطينية والشعب الفلسطيني، فهي ملحمات شعرية تؤرخ مراحل ومحطات الثورة الفلسطينية المعاصرة.
لا يمكن أن ينسى العالم والشعب الفلسطيني كبيرا كمحمود درويش، فان رحل بجسده، تبقى إبداعاته في ذاكرتنا وبوصلة توجه النضال الوطني وأحلام الدولة وتاريخ الثورة.
ولكي لا تنسى الأجيال القادمة، أن محمود كان هنا وان مبدعا وشاعرا عظيما عالمي الصيت عربي الانتماء فلسطيني الهوية كان هنا، فان أول ما يجب التفكير به، تخليد انجازاته في هيئة متحف وطني يحمل اسمه ويحتوي منجزاته الإنسانية، فالحفاظ على ارثه، هو حفظ للذاكرة الفلسطينية، وليكون الراحل كما كان مدرسة للأجيال.
وما فقدانه الذي اثر في قلوب الملايين، ونعي أدباء وساسة ومثقفي العالم له، والإشادة بروحه وانجازاته التي أضافت إضافة نوعية للأدب والشعر العالمي، اكبر دليل على عظمة هذا المبدع الكبير، والذي إن توفاه القدر فان إبداعاته لا يمكن أن ينساها التاريخ ولا يمكن إلا أن تتناقلها الأجيال الفلسطينية.
ولأن الشعب الفلسطيني وفي لمبدعيه ولرموزه، فان درويش الإنسان ودرويش الشاعر ودرويش المبدع، لا يمكن إلا أن يكرم مرة تلو المرة، فقد كرم وهو حيا وسيكرم مئات المرات راحلا، وستبقى قصائده معلما من معالم الأدب الفلسطيني والأدب العالمي أ