7/5/2009
عشية وصول قداسة بابا الفاتيكان بيندكتوس السادس عشر إلى الأراضي المقدسة، اصدر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية تقريرا حول تأثيرات الإجراءات الإسرائيلية على بيت لحم والقيود التي تفرضها على المحافظة والتي تحول دون أن تشهد أي انتعاش تنموي واقتصادي أو اجتماعي، إذ قال التقرير ان استمرار الإجراءات الإسرائيلية يعرض مستقبل التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمحافظة للخطر.
وأشار إلى انه في حال استكمال المقطع الغربي من جدار الفصل العنصري، فان ذلك سيدمر المحافظة على نحو أكبر، أي ما يقارب 66 كيلومتر مربع، بما فيها بعض أكثر الأراضي خصوبة في المحافظة، فيما تسعة تجمعات سكانية فلسطينية في منطقة (ب) تحوي بما يقارب 21,000 نسمة، سيتم فصلهم، كما ستواجه هذه التجمعات السكانية إمكانية وصول محدودة أكثر إلى مدينة بيت لحم، حيث تتوفر الخدمات الأساسية من صحة، وتعليم، وأسواق وتجارة
إن قداسة بابا الفاتيكان في بيت لحم، سيرى أثار الاحتلال الإسرائيلي، بدءا من الجدار الذي يخنق المدينة ويعزلها عن القدس، مرورا بالتلال والجبال التي تغطيها المستوطنات، فتبدو غير متجانسة مع طبيعة المدينة.
إن ادعاءات إسرائيل بالرغبة في السلام مهما تعاظمت ومهما اخذت حيزا في خطابات ولقاءات مسؤولي إسرائيل، فان حقيقة ما يقوم به جيشها ومستوطنوها على الأرض تدحض أي ادعاءات زائفة بالرغبة في السلام، وغدا سيرى البابا حجم مأساة بيت لحم وارض السلام جراء ما يقوم به أعداء السلام.
إن الاحتلال الذي أرهق الأرض الفلسطينية على مدار عقود، قد حال دون إحداث أي تقدم أو تطور فلسطيني على جميع المستويات لاسيما الاقتصادية والتنموية وهو ما أكده تقرير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، الأمر الذي يستلزم تحركا على المستوي السياسي لاسيما من المنظمة الدولية صاحبة التقرير، لإحداث ضغط فعلي على سلطة الاحتلال بأنهاء كل ما من شأنه أن يعيق التنمية أو التواصل الجغرافي والاقتصادي والاجتماعي في بيت لحم وسائر الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وفي هذا الإطار قال السكرتير الأول بالبعثة المراقبة الدائمة لفلسطين لدى الأمم المتحدة عمار حجازي إن الشعب الفلسطيني يعاني معاناة شديدة تحت الاحتلال الإسرائيلي ومحروم من إستغلال وإستخدام أرضه وموارده لتحقيق التنمية المنشودة ومواجهة التحديات في المجالات الإقتصادية المختلفة والتغلب على مخاطر الجفاف والتصحر.
وأكد في كلمة أمام لجنة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة في دورتها السابعة عشر المنعقدة في مقر الأمم المتحدة في نيويورك على ضرورة إيلاء المجتمع الدولي ولجنة التنمية المستدامة إهتماما للإحتياجات الخاصة للشعوب الرازحة تحت الإحتلال ومن بينها الشعب الفلسطيني.
إن التنمية ، بالرغم من الجهود التي تبذلها السلطة الوطنية ومؤسساتها، لن تصل إلى المستوى الذي يتطلع إليه الشعب الفلسطيني طالما بقي الاحتلال جاثما على الأرض الفلسطينية، يستهدف زراعتها واقتصادها وتجارتها وسياحتها وكل ما عليها، وهو ما يجب ان يحرك جهود الداعين الى السلام العادل والشامل، وكل من يحرص على تنمية الاقتصاد الفلسطيني ان ينهي هذه القيود المفروضة عليه، فقضية الشعب الفلسطيني قصية احتلال وشعب يسعى للتحرر ونيل حقوقه وحق تقرير مصيره، ودون إنهاء جذر المشكلة المتمثلة بالاحتلال الإسرائيلي، لن يعم السلام او حتى التنمية المستدامة في فلسطين والمنطقة، فلا يمكن لأي عملية تنموية أو تصل لمبتغاها في ظل صراع وتوتر دائم سببه الاحتلال وسياساته وإجراءاته.
بقلم: شادي أبو عياش-خاص بمفتاح
المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية / مفتاح