18/1/2007

تحت شعار (بعد خمس سنوات من تجريد المعتقلين من أدميتهم ) (معتقل جوانتاناموا من الصمت الى الرفض) اليوم في مقر “هود” محمد الأسدي يكشف حقائق عن جحيم جوانتانامو قال فيه ما يلي:-

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين
أما بعـــد ,,,

أتحدث اليوم معكم في هذا الجمع من واقع كوني أحد الناجين بفضل الله سبحانه وتعالى من معتقل جوانتانامو ذلك المعتقل الذي يمثل وصمة عار في جبين البشرية ويذكر بمحاكم التفتيش والعهود البربرية التي لا يسود فيها حق ولا يقوم فيها عدل ولا يتحاكم فيها لمنطق.

لقد شاء الله تعالى أن أكون أسيرا في هذا المعتقل لمدة خمس سنوات عشت فيها صور المعانات الإنسانية أنا ومجموعة من أخواني الأسرى الذين اقتيدوا إلى هذا المعتقل الخارج عن القانون والرقابة والتشريعات السماوية والوضعية. وجميع هؤلا المعتقلين الذين اقتيدوا إلى هذا المعتقل لم تثبت عليهم تهمة ولم يدانوا بشكل من الأشكال بأي أعمال إجرامية سوى أنهم مسلمون استهدفوا لدينهم ومبادئهم الخيرة التي يحملونها في ضل قيادة إجرامية صنفت العالم إلى معسكرين (ضد,ومع) فكل من لم يكن معهما فهوا ضدها وهو منسوب إلى الشر المطلق وبالتالي فأن دمه وعرضه وماله مباح لكل صور الإجرام والتعدي.

إن ماساتنا لم تكن خافية على العالم فقد تناقلتها وسائل الإعلام المختلفة واتفق العقلاء و من جميع الشعوب على أن الممارسات التي تمارس فيه ضد المعتقلين منافية للقيم والأخلاق ومنافية للقوانين والاتفاقيات الدولية التي لطالما تشدقت بها الإدارة الأمريكية وعاقبت في ضؤئها شعوب بأكملها.

إن هذه السطور وهذه اللحظات لا يمكن أن تصف لكم معاناتي الشخصية فضلاً عن معاناة إخواني المعتقلين جميعً فصور التعذيب التي تحدثت عنها وسائل الإعلام عايشناها وعانيناها وعانينا الأمرين منها منذ اللحظات الأولى التي لا مست فيها القيود معاصم أيدينا.

فقد مورست ضدنا صور الإهانة والإذلال الجسدية والنفسية وقد تطاول الأمر إلى الاعتداء على مقدساتنا وشعائر ديننا واسمعوا إلى هذه المفارقات العجيبة في المأساة (وشر البلية ما يضحك).

إن إدارة السجن التي تتبجح أمام وسائل الإعلام بأنها لم تأل جهداً في توفير الخدمات الضرورية لنا كسجناء والسماح لنا بممارسة شعائرنا الدينية كانت تتلاعب بهذه الدعوى الماكرة واليكم بعض تلك الصور:

الأولى: لم تمنعنا إدارة المعسكر من شعائر ديننا لكنهم داسو عليها بأحذيتهم وألقوا بالمصحف الشريف في براميل الخلاء كما حدث في المعتقل في قندهار أمام أعين الجميع وامتهنوه أمام نوظرنا بتمزيقه ورميه في مراحيض دورات المياه كما حدث في معتقل جوانتانامو والكل شهد ويشهد على ذلك وفي حين أنهم قاموا بتعليق نسخة من بنود اتفاقية جنيف بشأن الأسرى المعتقلين باحترام دينهم وعقائدهم وعدم إذلالهم بأي صور من صور الإذلال كان الواقع يحكي عكس ذلك حيث كانوا يقومون بإعاقتنا عن أداء صلاتنا ومعاقبتنا أثناء ذلك وإدخال قوات الشغب علينا وضربنا ومعاقبتنا في الانفراديات بمنعنا من الأذان وحلق لحانا بالقوة وتفتيش مصاحفنا وعوراتنا و إهانة لنا ولديننا وكان ذلك يجري على مدار السنة ويشتد ويزداد في شهر رمضان الكريم من كان القرآن أو الصلاة أو الصيام او غيرها من شعائر دين الإسلام خاصاً بمنظمة القاعدة أو بحركة طالبان أو بأي جماعة تسمى إرهابية لكي تستخدم في الضغط علينا إذا كنا فعلاً ننتمي لأي منها .. أن المساس بشيء من تلك الشعائر هو مساس بعقيدة ومشاعر مليار وربع المليار من المسلمين, والأمريكان يعلمون ذلك جيداً ولكنهم لم ولن يتوقفوا عن تدنيس شعائرنا لأنهم كما اتضح لنا خلال السنوات الماضية يحاربون الإسلام ولا يحاربون الإرهاب كما يزعمون.

الثانية : لم يعذبونا في غرف التحقيق بجلد ظهورنا او خلع اضافرنا ولكنهم إذا ما احتاجوا إلى ذلك استعانوا بجلادي بعض السجون العربية والغير عربية بإرسال المعتقلين إلى تلك البلاد, وتهديد من لم يتم إرساله بنفس المصير إذا هو لم يردد ورائهم ما يريدون منه, وأنا واحد من أولئك الذين هددوا, حيث قال لي احد المحققين مهدداً: إذا لم تتكلم فسوف نقوم بإرسالك إلى إسرائيل وهناك لا توجد حقوق إنسان مثل التي هنا (أي في جوانتانامو)

الثالثة : لم يمنعوا أحدا منا من تقديم الشكاوى المرضية لكنهم منعوا أصحاب الشكاوى من الدواء الضروري واكتفوا بتقديم المسكنات لجميع الحالات, وفي حالة استدعاء أي حالة لعملية جراحية يقوم الأطباء الأمريكيون في المعتقل بإتلاف الأعضاء كبترها أو خلع الأسنان السليمة.
بدلا من المريضة او تمزيق أجساد المرضى من دون علاج بل أنهم قد قاموا بتخدير مجموعة من إخواننا الجرحى اثنا نقلهم من المعتقل من قندهار إلى معتقل جوانتانامو وإجراءات عملية البتر بدون موافقتهم لبعض الأعضاء مثل الأيادي والأرجل التي كان بالإمكان معالجتها دون الحاجة إلى بترها ومن ذالك أنهم كانوا يحاولون إقناع أي مريض يحتاج إلى عملية جراحية لإجرائها ليدربوا بعض الأطباء الجدد ومن تلك الحالات / الوالد صالح الزوبه (65 سنة ) مريض بالقلب حيث تم الضغط عليه مرارا وتكرارا ليجري عملية الصمام ،يقولوا لي العم صالح بعد إجراء العملية أنهم لم ير في غرفه العمليات كمية من الدماء على ملابسه وعلى أرضية الغرفة مثل تلك التي رآها في غرفه العمليات بعد انتهاء العملية التي فشلت .. ومن تلك الحالات سامي الحاج مصور الجزيرة فقد التقيت به في المرة قبل الأخيرة قبل خروجي من السجن بأربعة أشهر تقريبا وهو يعتمد في المشي على ماشية طبية لإصابة بتمزق في الرباط الصليبي في احد ركبتيه وقال لي أنهم رفضوا علاجه.. وعلاجه وعلاج كثير من إخواننا المعتقلين المرضى في جوانتانامو متعلق بالتحقيق والمحقق.

الرابعة : وفرو لنا الطعام ولم يمنعونا منه لكن بعد أن نزعوا منه الفائدة الغذائية إلا ما يكفي لان نبقى على قيد الحياة.

الخامسة : وفرو لنا ماء الشرب الضروري ( علب الماء) بعد سنوات من المطالبة والإضرابات ولن لم تخل تلك العلب من وجود الشوائب وبعض الحشرات وفق ذالك كله قاموا بوضع القوانين وإدخال الحق للحصول على علبة ماء الشرب في العقوبات وتمضي على الكثير منا الأشهر وقد تصل المدة إلى سنة وأكثر من سنة ليس لهم الحق على الحصول على علبة ماء شرب بسبب دفاعهم عن دينهم او احتجاجهم على ما سبق و سيأتي ذكره من المعاملات الغير إنسانية .

الساسة : وفرو لنا أماكن ا لنوم والأغطية والفرش لكن منعنا من النوم في كثير من الأوقات ليلا ونهارا بتسليط الإضاءة على أعيوننا او بالضرب على الحديد او الصياح من قبل الجنود بشكل متعمد. السابعة: لم يمنعونا من الخروج إلى مكان المشي والتشميس لكن صور إذلال بالقيود وطريقة إخراجنا وإدخالنا كانت كافية في تنغيص أي لحضه ارتياح .

لقد حجبوا عن جميع حقوقنا ولو استطاعوا أن يمنعوا عنا الهواء لفعلوا ومن قولهم في هذا أنهم قالوا لنا انتم لستم بشراً ولا حيوانات لكي نعطيكم حقوقً إنسانية أو حيوانية… أنتم شياطين والشياطين لا حقوق لهم . وفي العموم فان كل ما سبق مما يسمونه خدمات هي عبارة عن امتيازات لا حقيقة لها وقد عبرت عنها في لقاء سابق مع قناة الجزيرة:( معاملة شبة حسنة) ولم تكون حقوقاً قانونية كما قال لنا الأمريكيون وذلك ليتسنى لهم سحبها من في أي وقت وبأي طريقاً شاءوا .

على سبيل الضغط والاستهزاء مع ربطها بتحقيق والمحقق ومدى تجاوب المعتقل معهم ليقولوا يعترف بما يريدون وبالتالي فان تلك الامتيازات تعلق بمدى المحقق عن المعتقل والمعلومات التي يدلي بها .
لق شاهت وعايشت مأساة أشخاص مختلفين في الأعمار والأجناس حيث أخذوا من بين أهاليهم ومن وظائفهم دون أدنى شبهه بعيدين عن أبنائهم وزوجاتهم وآبائهم ..

وهذه صورة أخرى من المأساة النفسية التي تراعى في حقنا .
لقد طالت بنا المعاناة وغيبنا عن عين العدالة ومورست معنا أبشع صور التعامل ولو لا فضل الله تعالى ثم الجهود التي بذلت من بعض المنضمات والهيئات الحقوقية ووسائل الإعلام والتي استنكرت واستهجنت تلك الممارسات لأخذت المأساة صوراً أبشع واقعاً واشد قتامه .. وقد لمسنا بعض ثمار تلك الجهود في فترات معينه خلال سنوات الاعتقال.

أنني من هذا المنبر أناشد كل الخيرين والعقلاء في العالم للسعي الحثيث في إغلاق هذا الملف من مأساة الإنسانية بإغلاق معتقل جوانتانامو والمعتقلات ألسريه والغير سريه الأخرى التي كشف والتي لم يكشف عنها في أوربا وأمريكا وبعض الدول العربية فإنما يحدث في تلك السجون يفوق بمئات المرات ما يجري في جوانتانامو .. وسجن ( أبو غريب ) اقرب مثال على ذالك.

كما إنني أتمنى أن يصل الشعب الأمريكي إلى مستوى من الوعي يجعله يدرك مدى خطورة المستقبل الذي تجره إدارة البيت الأبيض إليه بمثل هذه الممارسات التي تولد الضغائن والأحقاد وتجلب الشرور للعالم أجمع.

لقد آن لهذا الشعب أن يتصدى لتلك الإدارة ويعرف مدى الزيف والتضليل الذي تمارسه في حقه بسم الدفاع عن أمنه والبحث عن راحة خارج نطاق القوانين التي شرعتها لنفسها وألزمت بها العالم ولم تلتزم بشيء منها.

وأرجو من كافة المنضمات والهيئات الحقوقية والدول العربية والإسلامية أن تمارس دورها في انتشال المظلومين والمضطهدين في هذه السجون وأن تسعى لفك أسرهم ورد الاعتبار لهم ومحاسبه كل من تسبب في هذه المظالم التي شهد عليها القاصي والداني .

وانأ أعلن هنا إنني شخصيا سأصرف جهدي وطاقتي في تبيين هذه المأساة التي يعاني منها الألف وفي مناصره قضاياهم من خلال عرضها على الرأي العام والوقوف إلى جانب الجهود المختلفة التي تبذل لحل هذه الماسات بالكلمة والكتابة ومن اجل التخفيف عن إخواني المعتقلين في اقل الأحوال أيمانا مني بان هذه المأساة تحتاج إلى جهود متضافرة من ابنا ألامه وعقلا العالم .

إنني أحب أن أكد إيماني إن الحرية ليست تمثالا ينصب وان العدالة ليست قوانين تسطر وان السلام ليس لحن يعزف أن إيماني بكل هذا أصبح قناعة راسخة لدي ونما هي سلوك ينبع من إيمان صادق بمدى ربانيه هذه القيم التي شرعها الله لصلاح البشرية جمعاء .

وفي الختام ولا يسعني إلا أن اشكر كل الذين مساهمو في التعريف عن قضيتنا وكشف أوضاعنا المأساوية وبذل الجهود لإطلاق سراحنا من إعلاميين وقانونيين وسياسيين ومسئولين وغيرهم .. ولا يسعني المجال هنا أن احدد أسماء بعينها لان القائمة تطول والذين يعملون بصمت أكثر ممن يعملون بالعلن .

والحمد لله على كل حال .
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته.