8/7/2009
توقفت جريدة البديل عن الإصدار اليومى بسبب تداعيات الأزمة المالية العالمية التى أصابت المساهمين الرئيسيين فى الجريدة مما أعجزهم عن ضخ أى أموال جديدة بها ، و كان هناك وعود بإصدار إسبوعى لحين إستعادة الإصدار اليومى مرة أخرى لكن هذه الوعود تلاشت وأعلن فجأة عن تصفيه شركة التقدم للصحافة التى كانت تصدر جريدة البديل .
وقال خالد على مدير المركز المصرى للحقوق الإقتصادية والإجتماعية ” لاشك أن هذا القرار حمل أحزانا جمه للجميع :
– فكل المهمومين بأوضاعنا الإجتماعية والإقتصادية سيفقدون إحدى أهم التجارب الصحفية التى إنحازت إجتماعيا للمواطن المصرى وحاولت أن تكون لسان حال المهمشين والفقراء، ويمكن الآن القول بأن مساحتهم التى كانت متاحه لمخاطبه الرأى العام والتأثير فيه قد تقلصت بإغلاق جريدة البديل التى كانت تضع هذه الفئات وقضاياها ضمن أولوياتها .
– كل مناهضى قضايا التعذيب فى أقسام الشرطة وأماكن الإحتجاز فقدوا بإغلاق البديل مساحة إعلامية بارزة كانت تنتصف للضحايا، وتناهض هذه الجريمة بكل قوة، وتفضح مرتكبيها بكل وضوح .
– فقد الإعلام المستقل إحدى مؤسساته الصحفية التى واجهت الصحافة الحكومية المنحازنة دائما لتبرير التصرفات الحكومية على حساب العديد من الحقائق، ومما لا شك فيه أن إغلاق البديل سيضاعف العبء الملقى على كاهل الصحف المستقلة وفى القلب منها الدستور والمصرى اليوم والشروق واليوم السابع والفجر .
– المجتمع الصحفى فقد أيضا تجربة شبابية فريدة حيث رأس تحرير هذه الجريدة المفكر الكبير الدكتور محمد السيد سعيد والذى سلم راية التحرير إلى الصحفى وائل عبد الفتاح ثم الصحفى الشاب خالد البلشى الذى لم يتجاوز العقد الثالث من عمره فإنحاز إلى أبناء جيله وما بعده من أجيال فوجدنا على رئاسة الصفحات أسماء شابة فتيه نجحت فى تقديم تجربه تحريرية إحترمها الجميع . و ساهمت التجربة فى ضخ دماء جديده فى العمل الصحفى، وبناء كوادر شابه وإعطائها الثقة فى النفس والقدرة على مجابهة التحديات . ولعل إغلاق جريده البديل سيعيد هذه الأسماء مرة أخرى إلى بداية السلم الصحفى طبقا لظروف فرص العمل المتاحة بعد أن كانوا يقودون العمل بجريدتهم ، وربما تطول البطالة أواليأس والإحباط بعضا منهم وهو ما يمثل خسارة فادحة لحرية الصحافة ومستقبل العمل الصحفى.
– مساهموا الجريدة الذين إنحازوا إلى تجربة صحفية حقيقية ( إجتماعية – شبابية – مستقلة) خسروا ما يقرب من 18 مليون جنيه ، وهى خساره فادحة لن تقف تداعياتها عند مساهمى الجريدة فقط ولكنها ستطول كل من سيفكر فى إصدار صحيفة إجتماعية مستقلة فسيجبره هذا الإغلاق على التوقف عن هذا التفكير وربما تمتد هذه التداعيات إلى سنوات حتى ينتج لنا الواقع مغامرون جدد ينحازوا إلى إعادة التجربة من جديد .
ويرى المركز المصرى للحقوق الإقتصادية الإجتماعية أنه و منذ الإعلان عن قرار التصفيه – وفوق حالة الحزن التى سيطرة على الجميع بسبب ما آلت إليه التجربة- فهناك حالة من حالات الإحتقان بين إدارة الجريدة من ناحية وصحفيها وعمالها من ناحية ثانية حيث إعتصم العمال و الصحفيين بمقر الجريدة إحتجاجا على قرار الإغلاق و عدم صرف مستحقاتهم و تضامن معهم بعض المراكز الحقوقية وأبرزها مركز هشام مبارك للقانون وكذلك مجلس إدارة نقابة الصحفيين ، كما شهدت وسائل الإعلام والإتصال حمله تندد بسلوك إدارة الجريدة مع الصحفيين تضمنت تلك الحملة توصيفات وإشارات تحمل إهانات شخصية وإنتقادات سياسية للمستثمرين الرئيسيين .
ولما كان المركز المصرى للحقوق والإقتصادية والإجتماعية يؤمن بأهمية التجربة فإنه حريص أيضا على أن نكون نهايتها بطريقة تقدر وتحترم التاريخ المشترك بين أطرافها، لذلك يطرح على الجميع ضرورة الجلوس فورا على منضدة المفاوضات لإنهاء حالة الإحتقان وتسوية كافة الحقوق المعلقة، وفى هذا الإطار نناشد بعض الرموز الإجتماعية والسياسية والحقوقية ممثلين فى الأساتذه ( عبد الغفار شكر- نادر فرجانى – أحمد سيف الإسلام – شكرى عازر- كمال عباس – صابر بركات – جورج إسحاق – جمال عيد- عايده سيف الدولة) سرعة التحرك و لعب دورا لدفع الطرفين للحرص على تسوية كل الحقوق المتنازع عليها وديا، ورعاية هذه المفاوضات، وتحديد الآليات والقواعد اللازمة لتحقيق أهداف التسوية الودية، على أن تنطلق هذه المفاوضات من ثلاثة قواعد هى :
- إذا كنا أمام حلم يتبدد ونقف عاجزين عن إنقاذه وإعادته للحياة مرة أخرى فعلى الأقل لابد أن نخفف من مأساوية هذه النهاية بدعم عمال وصحفى البديل ومنحهم كامل حقوقهم من ناحية، وتوجيهه الشكر لكل صناع التجربة من عمال وصحفيين وإدارة ومساهمين من ناحية ثانية.
- نعم تعثرت التجربة وتوقفت عن طرح أى ثمار جديدة ولكن لا يجب أن تدفعنا الصدمة إلى الحيدة عن جادة الصواب وتقدير كل طرف منا لمجهودات الآخر وتضحياته، وإعطاء كل ذى حق حقه.
- مما لا خلاف عليه أن هناك أسباب أخرى للفشل غير الأزمة المالية ساهمت فى العصف بهذا الحلم وعلينا دراسة هذه الأسباب فى هدوء وبدون أى رعونه إذا كان هناك طموح للوقوف من جديد عبر محاولة إستعادة التجربة مرة أخرى أو خلق تجربه جديدة.
وفى النهاية يوجه المركز نداء أخير لأسرة البديل من عمال و صحفيين وإدارة :
” نناشدكم حل الخلاف بطريقة ودية ولائقة (إنسانيا وحقوقيا) فلقد منحتونا تجربة صحفيه سنتذكرها دائما بكل إعتزاز وفخر فلا تمنحونا نهاية مؤلمة تترك أوجاع غائره فى شأن علاقات العمل وطرق وأليات وأخلاقيات تسويتها”
المركز المصرى للحقوق الإقتصادية والإجتماعية