31/1/2006

كانت جمعية حقوق الإنسان في سورية، قد قررت عقد مؤتمر صحفي يوم الثلاثاء (31/1/2006)دعت إليه ممثلي الإعلام السوري وغير السوري يحضره معتقلو ربيع دمشق ، الذين أفرج عنهم عشية مؤتمر المحامين العرب في دمشق، مؤتمر ينحصر في أحوال وأوضاع حقوق الإنسان في سورية 0

لكن قوات الأمن حالت دون عقده، الأمر الذي نأسف له أشد الأسف 0

فيما يلي كلمة الجمعية التي كان سيلقيها رئيسها الدكتور أحمد فائز الفواز في افتتاح المؤتمر0
باسم جمعية حقوق الإنسان في سورية أرحب بكم أجمل ترحيب 0
نعقد هذا اللقاء بمناسبة الإفراج عن خمسة من معتقلي ربيع دمشق، ثلاثة منهم أعضاء مؤسسين في الجمعية ، وهم: مع حفظ الألقاب، وحسب التسلسل الأبجدي السادة: حبيب عيسى ، رياض سيف، فواز تللو، مأمون الحمصي، وليد البني 0

كان المفرج عنهم على وشك إنهاء المدة المحكوم عليهم بها0 ومع ذلك فنحن مبتهجون بهذا الإفراج، ونعتبره خطوة هامة على طريق تحرير معتقلي الرأي، ولو كان الدكتور عارف دليله ورفاقه بين المفرج عنهم ، لكان أثر الخطوة أعمق ، ولكان فرح الناس أكبر0 وكيفما كان الأمر فأبواب السجون لا يمكن إغلاقها إلى الأبد 0

لأن إصرار العاملين من أجل الحرية والمدافعين عن حقوق الإنسان يشتد ، ولأن عددهم يتزايد باستمرار 0

أيها السادة ، إن جمعية حقوق الإنسان هي جمعية غير حكومية، مستقلة عن السلطة السياسية تقف على مسافة واحدة من جميع المعتقدات والمذاهب الفكرية والنظريات السياسية، وإن هدفها هو تحقيق تماسك المجتمع من خلال حماية حقوق الإنسان وسيادة القانون بما يتسق وقيم الحرية والمساواة والعدالة0 نعرف أن الأمور تزداد تعقيداً ، كلما جرى تأجيل مواجهتها وحلّها 0

من هذه الزاوية ، وبمناسبة هذا اللقاء، نؤكد على خطر وضرر الاستمرار في حالة الطوارئ ، التي أسست لجملة كبيرة من الانتهاكات لحقوق الإنسان، خصوصاً في النصف الأول من عقد الثمانينيات، الأمر الذي ولد مشاكل نعاني منها الآن، وهي أيضاً لا تزال الإطار الناظم للانتهاكات الحالية، حيث المئات وما هو أكثر من المئات من المعتقلين محتجزون في السجون، لأن لهم رأياً يخالف رأي السلطة الحاكمة 0
وهناك عشرات الآلاف من المهاجرين أو المبعدين لأسباب سياسية، لا يستطيعون العودة الكريمة والآمنة هم وعائلاتهم إلى ديارهم 0

وهناك أيضاً مسألة المفقودين التي تزداد تعقيداً مع الزمن وتتحول إلى مأساة تشمل إعداداً كبيرة من الناس 0
بالإضافة لذلك فالقوانين الاستثنائية المخالفة للدستور وللشرائع المختلفة كالقانون 49 المتعلق بالإخوان المسلمين، لا تزال سارية المفعول رغم تعارضها الواضح مع حقوق الإنسان، وهناك المحاكم الاستثنائية المخالفة للدستور، التي لا تخضع لأصول المحاكمات وليست من السلطة القضائية،لا تزال تمارس نشاطها على قدم وساق، مثل محكمة أمن الدولة العليا 0

هذه الأمور، من أهم عوامل الاحتقان الاجتماعي ، الذي لا يمكن تقدير مدى خطره على تماسك المجتمع ، ولا الآثار المدمرة له في حالة انفجاره 0

هذا الوضع يدفعنا إلى أن نتوجه إلى السيد الدكتور بشار الأسد ،رئيس الجمهورية العربية السورية ، والمسؤول الأول في هذه البلاد ، آملين إطلاق مبادرة تاريخية ، نعتقد أن البلاد والمواطنين بأمس الحاجة لها، مبادرة تقوم على ردّ ما يمكن رده من المظالم، لأن رد جميع المظالم أمر مستحيل 0
فالحيوات التي أزهقت لا يمكن استعادتها، والأيام والسنوات التي قضاها عشرات الآلاف في السجون لا يمكن شطبها 0
فعجلة الزمن لا تعود إلى وراء 0

لكن يمكن شق الطريق لطي صفحات الآلام في الماضي ، وفتح صفحات الوفاق في الحاضر والمستقبل، أي شق الطريق نحو المصالحة الوطنية 0

ولنا مثل صالح في ما قام به الملك المغربي محمد السادس، عندما قرر إنشاء لجنة للحقيقة والمصالحة عمادها معتقلون سابقون، قامت بمساعدة ورعاية مباشرة منه بدور تاريخي في تخفيف الاحتقان الاجتماعي والتقدم نحو المصالحة الوطنية 0

فهل يحق لنا في هذا البلد ، الذي يواجه الأعاصير أن نأمل بمبادرة ودور مشابهين؟ قبل أن أعطي الكلمة للأستاذ حبيب عيسى، اسمحوا ليّ أن أهنئكم بعيد رأس السنة الهجرية متمنياً لكم عاماً سعيداً وصحة جيدة وعملاً ناجحاً 0

ولكم الشكر

جمعية حقوق الإنسان في سورية
ص0ب 794 – هاتف 2226066 – فاكس 2221614
Email :hrassy@ ureach.com
hrassy@ lycos.com
http://www.hrassy.org