2/2/2005

أدان مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية بشده محاولة إحدى الشركات الإسرائيلية وتدعي “كيلاس اينفستمنت كوربوريشن” الاستيلاء على مقبرة عرب السواحرة الواقعة على السفوح الشرقية لجبل المكبر ما بين سلوان والسواحرة الغربية.

وكان محامي الشركة المذكورة ستيفن بيرمن قد وجه رسائل مؤرخة في 30/1/2005 إلى عشرات المواطنين في السواحرة الشرقية ممن يوجد لهم أقارب مدفونون في الجزء الذي تدعي الشركة المذكورة ملكيته، متوعدا أنه في حالة عدم استلامه حلاً مقبولاً خلال خمسة عشر يوماً من تاريخه فإنه سيتخذ الخطوات القانونية ضد أقارب الموتى. وتزعم الشركة المذكورة بأنها تمتلك قطعة الأرض البالغة مساحتها 3561 حسبما جاء في رسالة محاميها، وأنها مسجلة في سجل العقارات “سلوان 3002 صفحة 37”
وفي حديث هاتفي مع أحد المواطنين من أبناء جبل المكبر زعم محامي الشركة المذكورة أنها اشترت الأرض من شخص من قرية سلوان عام 1993.

ويوضح أهالي القرية أن المقبرة قائمة وأنهم يدفنون موتاهم فيها منذ مئات السنين، وفي طرفها الشرقي يقع مسجد وضريح أحمد الساحوري أحد الأولياء الصالحين الذي ينتسب اليه أهالي القرية.

واعتبر زياد الحموري مدير مركز القدس للحقوق الإجتماعية والإقتصادية في القدس هذه القضية مساً خطيراً بحقوق المقدسيين يتجاوز كل الخطوط الحمراء، كونه يمس بحقوق الأموات والأحياء معاً، و أشار إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها التعرض لحرمة مقبرة في القدس الشرقية منذ وقوع المدينة تحت الاحتلال في حرب حزيران 1967، وإن لم تكن الأولى في الاعتداء على المقدسات الإسلامية و المسيحية في المدينة.

منوها أن الأهالي ومنذ سنوات خصوصاً أبناء القرية الذين تقع بيوتهم خارج حدود البلدية في السواحرة الشرقية والشيخ سعد يعانون الأمرين في الوصول إلى المقبرة لدفن موتاهم.

وتساءل الحموري قائلا لماذا يأتي هذا الاعتداء في نفس الوقت الذي اتخذت فيه القيادة الفلسطينية الجديدة المنتحبة إجراءات كبيرة للتهدئة والخروج من دائرة العنف والعودة إلى المفاوضات ؟؟ وهل يأتي لنسف أي جهود للتهدئة ؟؟ وطالب الحموري بلدية القدس بضرورة الإعلان عن المنطقة كمنطقة مقابر لإسكات صوت الفتنة الذي ستشعله الشركة الإسرائيلية وأكد الحموري أن مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية سيتابع القضية قانونياً وسيتولى الدفاع عن حقوق أصحابها.