19/6/2008

السيدات والسادة:
السلام عليكم

إن منحي هذه الجائزة شرف كبير لي ولزملائي الصحفيين في اليمن. ولا يسعني إلا أن أتقدم بالشكر والامتنان لمنظمة العفو الدولية، كما لكل الحضور الكريم الذي يشارك في هذه المناسبة.

وددت لو كنت بينكم الآن لتسلم الجائزة، ولأخاطبكم مباشرة. لكنني الآن سجين في بلدي، بعدما صدر حكم قضائي من محكمة استثنائية الاثنين 9 يونيو بسجني 6 سنوات.

تمارس السلطات في بلدي انتهاكات ممنهجة ضد الصحفيين وأصحاب الرأي. وما تعرضت له ليس إلا نموذجاً لما يواجهه الصحفيون اليمنيون من اعتداءات ومخاطر جراء التزامهم المهني والأخلاقي.

لقد ازدادت أوضاع حرية الصحافة في اليمن سوءاً مؤخراً جراء إصرار السلطات على عزل الرأي العام المحلي والخارجي عن أزمات خطيرة كالحرب التي اندلعت قبل 4 سنوات في صعدة (شمال اليمن) وما ينجم عنها من أوضاع إنسانية مأساوية، والاحتجاجات السلمية للمواطنين في المحافظات الجنوبية والشرقية ضد الإقصاء والحرمان من الحقوق السياسية والمدنية والاقتصادية.

إن الصحافة المستقلة والمعارضة، وهي من أهم وسائل التغيير السلمي والإصلاح الديمقراطي، تنشط في بيئة قاسية ومحفوفة بالخطر، خصوصاً في ظل غياب قضاء مستقل وعدم احترام للقانون واستشراء الفساد المؤسسي، واحتكار الحكومة للإعلام المرئي والمسموع. وقد طورت السلطة آليات قمعية ضد الصحفيين وأصحاب الرأي المعارضين والناشطين الحقوقيين. وتتنوع هذه الآليات بين السجن والتعذيب والتلويح بالقتل واستخدام صحف صفراء يجري تمويلها من الخزانة العامة للتشهير بالناشطين الحقوقيين والمعارضين، وبخاصة الصحفيات المستقلات والناشطات الحقوقيات.

إن المؤمنين بالحرية والعدالة والمساواة والديمقراطية يدركون أن تجسيد هذه القيم الإنسانية، يتطلب التضحية والصبر والتسلح بالأمل، كما والإيمان بأنهم ليسوا وحدهم في المواجهة. وهذه الجائزة شاهد قوي على ذلك.

لقد منعتني السلطات مراراً من السفر، وسبق لي أن خبرت محنة السجن قبل أربع سنوات، وتعرضت للخطف والتعذيب أكثر من مرة، لكنني لم أكن يوماً وحدي، بفضل تضامن زملائي وزميلاتي، ومؤازرة الحركة الحقوقية اليمنية الفتية التي لا تعرف اليأس، وبفضل حركة حقوقية عالمية مؤثرة تصدت على الدوام لانتهاكات السلطة اليمنية الهادفة إلى عزلي وكسر إرادتي.

إذ أجدد اعتزازي بهذه الجائزة بدلالاتها الإنسانية والحقوقية النبيلة، لا يفوتني التأكيد في هذا المقام بأني أعتبرها تكريم مستحق لكل من وقف معي في وجه القمع والإرهاب وثقافة الكراهية والتعصب، وفي المقدمة زوجتي العزيزة الصابرة، وأطفالي الأحبة.

شكراً لكم
عبد الكريم الخيواني