11/4/2005
كشف تقرير لمركز القدس للحقوق الاجتماعية والإقتصادية النقاب اليوم عن مشروع استيطاني جديد عبارة عن حزام من الأحياء اليهودية الصغيرة شرق البلدة القديمة وفي حدها الشمالي يبدأ من حي الشيخ جراح، وينتهي عند السفوح الشرقية لجبل المكبر.
وقال التقرير :”إن تنفيذ هذا الحزام الاستيطاني كأن بدأ واقعاً على الأرض عشية احتلال مستوطنيين مجموعة من منازل المواطنيين في الشيخ جراح، وتقديم مخطط تهويدي لهذا الحي لكل من بلدية الاحتلال، ووزارة الداخلية الإسرائيلية، يتيح للمستوطنيين هناك بناء مئات الوحدات الاستيطانية، ما سيمكنهم عملياً من السيطرة على هذا الحي”.
وأضاف التقرير:” ويتجه الحزام الاستيطاني الجديد نحو البؤرة الاستيطانية المسماة “بيت أودوت”_ أي بيت النور_ على جبل الزيتون، ومن هناك إلى المستوطنة اليهودية المسماة”معالية هزيتيم” على أراضي المواطنيين الفلسطينيين في حي “رأس العامود” _ وكان تم الانتهاء من بناء هذه المستوطنة العام الماضي ، وأسكتت يعشرات عائلات المستوطنيين”.
أما الحلقة المتبقية من هذا الحزام الاستيطاني وفقاً لتقرير مركز القدس فهي المراحل الاولى من التنفيذ _ حيث يجري العمل بوتيرة عالية في بناء مستوطنة “نوف تسيون” وهو الاسم الجديد لمستوطنة “نوف زهاف” على أراضي حي جبل المكبر، وقد تم خلال الفترة الماضية تجريف ساحات واسعة من الاراضي المصادرة لغرض اقامة نحو 500 وحدة استيطانية هناك، اضافة إلى مطاعم وفنادق سياحية، ستطل على البلدة القديمة من الناحية الجنوبية”.
واستيناداً لذات التقرير، فأن شركة “ويغل” الاستيطانية التي يديرها ويملكها مقاول البناء اليهودي المعروف ” عبود ليفي” هي التي تقف وراء المشروع الاستيطاني في”جبل المكبر”، وقد تحولت هذه الشركة على مدى السنوات الخمس الماضية إلى الذراع التنفيذية لحركة الاستيطان اليهودي جنوب البلدة القديمة، وفي ناحيتها الشرقية..خاصة أن هناك مستوطنة يهودية أخرى ستقام على الخاصرة الغربية لبلدة أبو ديس، تطل هي الاخرى على القدس القديمة، وتقابل المستوطنة اليهودية الجديدة في جبل المكبر المسماة “نوف تسيون”.
وفي حديثه عن هذا الحزام الاستيطاني قال زياد الحموري مدير مركز القدس، إن مركزة كان حذر من اقامة هذا الحزام في تقرير سابق أصدارة قبل اكثر من عام، وكانت ملامح هذا المخطط لم تظهر بصورة جلية، كما هو عليه الواقع الان.
وأضاف:” تسلمنا مؤخراً شكوى من عشرات العائلات الفلسطينية التي تقطن “حي الصلعة” من أراضي “جبل المكبر” تفيد بأن دعوى قضائية أقامها “عبود ليفي” مقاول البناء اليهودي المعروف في المحكمة المركزية الإسرائيلية يطعن فيها بملكية هذه العائلات لأكثر من 86 دونماً تتاخم وتلاصق المنطقة التي ستبنى فيها مستوطنة “كدمات تسيون”، ويدعى “ليفي” في دعواة أن بلدية الاحتلال في القدس، وكذلك دائرة مايسمى بـ “أراضي إسرائيلي” لم تتخذ الاجراءات الازمة لمنع العائلات الفلسطينية من التصرف في هذه الأراضي”وأشار الحموري إلى أن في الشكوى التي قدمت لمركز القدس
أمهلت المحكمة المركزية العائلات الفلسطينية المتضررة وعددها أكثر من 36 عائلة مهلة شهر للاعتراض على الطعن المقدم من “ليفي” ، حيث طلب من أصحاب الاراضي أثبات ملكيتهم لآراضيهم من خلال إبراز شهادات “الطابو” الامر الذي يبدو متعذراً لكثيرين منهم ، بالنظر إلى أن هذه الاراضي لم تشملها قبل احتلال القدس عام 67 اجراءات التسجيل في”الطابو” والتي توقفت في حينة بسبب وقوع الاحتلال”..
وحذر الحموري، من ان الدعوى المقامة من قبل “ليفي” ستعطل بل ربما توقف إجراءات تنظيم المنطقة وفق قوانيين البناء التي تطالب بلدية الاحتلال سكانها بتنظيمها لمنع هدم عشرات المنازل فيها. وقال”لقد قطع أصحاب هذه الاراضي شوطاً كبيراً في تنظيم منطقتهم وحصلوا على موافقة من البلدية على ذلك بعد إجراءات طويلة ومعقدة، وكانوا بصدد الحصول على موافقة ضريبة الاملاك قبل أن يظهر هذا التطور المفاجيء، والذي يرتبط الصورة بالنشاط الاستيطاني المحموم سواء في داخل القدس القديمة أو في محيطها القريب”.
وأكد مدير مركز القدس، إن الدائرة القانونية في المركز ستقدم خلال الايام القليلة القادمة ردودها على طعونات “ليفي” وتفند ادعاءاته المقدمة إلى المحكمة.