17/6/2006
القدس- حذر مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية من التداعيات الخطيرة للمخطط الذي أعلنت عنه شركة ما يسمى ب ” تطوير شرقي القدس” وبلدية القدس الغربية والقاضي ببناء مرآب ضخم من أربعة طوابق ، وابنية بارتفاعات عالية في في الجزء الجنوبي الشرقي من البلدة القديمة من القدس وتحديدا في المنطقة الواقعة غرب ” باب المغاربة” و” حارة الشرف” أو ما تعرف الآن بـ ” الحي اليهودي”.
وقال تقرير للمركز :” ان تداعيات أثرية وديمغرافية ستنجم عن تنفيذ هذا المخطط بالنظر الى أن التغييرات التي ستنجم عنه ستؤدي الى المس على نحو خطير بجغرافية المكان وتطمس تاريخه وقد تفضي الى حدوث انهيارات في مناطق قريبة محيطة”.
واضاف التقرير: ” ان من شأن اقامة المرآب والمباني التي ستكون جزءا من حي استيطاني يقام في المنطقة تعزيز الوجود الاستيطاني في ” حارة الشرف” واحكام القبضة على هذه المنطقة المتاخمة للحرم القدسي الشريف بصورة مطلقة”.
ونوه مركز القدس في تقريره الى ان السلطات الاسرائيلية كانت نفذت على مدى السنوات القليلة الماضية أوسع عملية طمس وتغيير للمعالم في تلك المنطقة ، وللمنطقة الواقعة الى الشرق منها – جنوب الحرم القدسي الشريف من خلال تدمير وازالة آثار وقصور أموية أشهرها ” قصر الامارة” واقامة حديقة اسمنتية وشاشة عرض سينمائية ، كما قامت باستحداث بوابة جديدة في سور المدينة المقدسة لا تبعد سوى أمتار قليلة عن المدخل التاريخي للسور في ” باب المغاربة” اضافة الى أعمال توسعة كبيرة لساحة البراق واقامة جسر خشبي معلق يربط الساحة بـ ” باب المغاربة” المفضي الى ساحات المسجد الأقصى .
وتساءل التقرير ما اذا كان لهذا المخطط الجديد علاقة بأعمال البناء والانشاءات التي تجري بصورة سرية أسفل منطقة ” باب الخليل” منذ أكثر من عامين حيث يحظر الدخول في نفق أو طريق تحت الأرض في تلك المنطقة علما، ان بلدية القدس كانت طرحت قبل نحو عشر سنوات مخططا لفتح بوابة في سور المدينة المقدسة لتسهيل حركة انتقال اليهود الى البلدة القديمة وتحديد ” الحي اليهودي”.
كما أشار التقرير الى مخطط آخر لاقامة حي استيطاني يهودي شمال البلدة القديمة من القدس في المنطقة المعروفة ب ” برج اللقلق” لتوطين نحو 400 مستوطن وبناء كلية دينية علما أن موقع البناء الجديد لا يبعد سوى بضع مئات قليلة من الامتار عن المسجد الأقصى من ناحيته الشمالية .
ويقول زياد الحموري مدير مركز القدس، :”ان تنفيذ هذه المخططات سيؤدي الى زيادة رقعة الاستيطان اليهودي في القدس القديمة ورفع أعداد المستوطنين المتطرفين فيها” ، مشيرا الى أن العدد الحالي للمستوطنين حاليا يصل الى نحو 2500 مستوطن اضافة الى نحو 1000 مستوطن يتوزعون على لأكثر من ستين بؤرة في أحياء البلدة القديمة المختلفة، وعليه فان بناء الحي الجديد من شأنه أن يضاعف أعداد المستوطنين، مضيفا :” نحن الان أمام مرحلة جديدة من تعزيز وتكثيف الاستيطان في المدينة المقدسة، فبعد البناء المكثف في محيطها، ينتقلون الآن الى تعزيز وتكثيف الاستيطان داخل أسوارها على حساب الوجود الفلسطيني”.