18/1/2008
القدس- دعا مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية المواطنين المقدسيين إلى التعاطي بحذر مع الجهاز القضائي الإسرائيلي فيما يتعلق بقضايا العقارات والاستيلاء على الأراضي لأغراض الاستيطان وبناء الجدار . وقالت الدائرة القانونية في المركز أن التجربة السابقة مع هذا الجهاز في كثير من القضايا دلت على الانحياز القضائي الإسرائيلي لصالح المؤسسة الرسمية من خلال إضفاء صبغة قانونية على بعض قرارات هذه المؤسسة أو إصدار أحكام لصالح جهات وجمعيات استيطانية تقود حملة الاستيلاء على عقارات المواطنين وأراضيهم وممتلكاتهم سواء في البلدة القديمة من القدس أو في بلدة سلوان المجاورة لها. وحث مركز القدس في تقرير خاص أعدته وحدة البحث والإعلام في المركز الهيئات الفلسطينية ذات العلاقة يدعم صمود المواطنين المقدسيين البحث عن بدائل أخرى تحافظ على أملاك المواطنين وممتلكاتهم وأراضيهم من مثل تقديم المساعدة القانونية والهندسية اللازمة وتجنيد وسائل الإعلام المحلية في توعية المواطنين إزاء ما يهدد ملكياتهم لعقاراتهم وأراضيهم. وأشار تقرير مركز القدس إلى أن الحملة الجديدة للاستيلاء على عقارات المواطنين في بلدة سلوان تمثل بداية مرحلة جديدة من السيطرة على مزيد من العقارات خاصة في وادي حلوة ، ومحاولة تغيير الواقع الديمغرافي في منطقة الحوض المقدس ، كما يسميها الإسرائيليون وهي المنطقة المتاخمة للبلدة القديمة وتشمل إضافة إلى بلدة سلوان حيي الثوري ورأس العامود وتوسيع نطاق الوجد الاستيطاني ليشمل أيضا أحياء مجاورة في جبل المكبر وجبل الزيتون والصوانة وحي الشيخ جراح.
وفي هذا السياق أشار التقرير إلى بدء السلطات الإسرائيلية في مشروع بناء 60 وحدة استيطانية في مستوطنة “معالي ادوميم” المقامة على أراضي المواطنين في رأس العامود واستمرار أعمال البنى التحتية في مستوطنة جديدة تقام على سفوح جبل المكبر-جنوب البلدة القديمة يطلق عليها اسم “نوف تسيون” وكذلك بدء أعمال البنى التحتية في مستوطنة جديدة غرب أبو ديس تشرف على سلوان يطلق عليها اسم ” كدمات تسيون “.
وذكر التقرير أن توسيع رقعة وجود الديمغرافي اليهودي حول البلدة القديمة كان طرحه قبل بضعة أعوام بيني ايالون وزير السياحة الإسرائيلي الأسبق حين اقترح إقامة حزام من الأحياء الاستيطانية حول البلدة القديمة تضم 17 بؤرة استيطانية تمتد من الشيخ جراح وبيت اوروت ، على جبل الزيتون وصولا إلى رأس العامود وهي مناطق تحولت إلى مواقع جذب للجمعيات الاستيطانية التي يمولها المليونير اليهودي الأميركي ايرفينع موسكوفيتش.
ووفقا لمعطيات مركز القدس فإن زيادة ملحوظة سجلت خلال العام المنصرم في أعداد المستوطنين اليهود في البلدة القديمة وفي سلوان ترافق مع السيطرة على مزيد من العقارات في هاتين المنطقتين.
ففي البلدة القديمة لوحدها يقطن حاليا قرابة ثلاثة آلاف مستوطن يتوزعون على الحي اليهودي وفي نحو 70 عقارا تم الاستيلاء عليها خلال السنوات الماضية ، أما في سلوان يقطن نحو 400 مستوطن في أكثر من 40 عقارا جرى الاستيلاء عليها إضافة إلى نحو 110 عائلات تقطن حاليا في مستوطنة معالي ادوميم في رأس العامود وعشر عائلات في الشيخ جراح ، إضافة إلى نحو 200 تلميذ يقيمون في بيت اوروت على جبل الزيتون.
وكشف التقرير عن أسلوب جديد بدأت الجمعيات الاستيطانية بتطبيقه في الأحياء المتاخمة للبلدة القديمة حيث يكلف أشخاص محليون بمهام إضافية أبنية من عدة طوابق على مبان قائمة وبعد الانتهاء من أعمال البناء تسلم هذه الأبنية لتلك الجمعيات كما حدث العام الماضي في منطقتي سلوان ورأس العامود.