دمشق في 10 أكتوبر 2004

وصلت للمنظمة العربية لحقوق الإنسان في سوريا معلومات عن الآثار البيئية الخطيرة التي تخلفها مصفاة بانياس على العمال والمناطق المجاورة لها… فقد جاءت الفحوصات الطبية لعمال الشركة بنتائج لا يحمد عقباها.‏ وأشارت نتائج فحوصات السنوات القليلة الماضية إلى ارتفاع نسب العجز الصحي لدى أغلبية عمال الشركة ما بين (10-35%).

‏ أكد العمال أنهم اعتادوا على الأجواء الملوثة بغاز الكبريت السام والذي قلما يخلو موقع عمل منه, وتبين أن معظم الشكاوى كانت تتمحور حول الاختلالات التنفسية والصدرية إلى جانب شكاوى بصرية مختلفة.‏ لا شك أن وراء كل ذلك الهواء الملوث بالغازات المختلفة سواء المخرشة أو الخانقة أو الضبابية أو السامة.

فهل نعالج المشكلة بدفع تعويضات بهواء العمال تتماشى مع نسب العجز الموجودة لديهم, أم نتدافع الخطى من أجل كبح جماح هذا التلوث الكبير والحفاظ على صحة عمالنا لاسيما وأنهم عماد الانتاج في هذه الشركة?‏ هذا ناهيك عن الأبحاث التي أجريت على القرى والبلدات المجاورة للشركة ومنها على سبيل الذكر ( الزوبة- العصيية- ابتلة- سربيون- حريصون- دير البشل- بعمرائيل), والتي تقع على ارتفاع (50-300)م عن مستوى الشركة, حيث أكدت النتائج على وجود تلوث كبير بالغازات السامة في تلك المواقع بسبب الهباب المتصاعد من المداخل العالية.‏ ولدى تحليل عينات من الحبوب التي توضع على أسطح المنازل في نفس المواقع المذكورة من أجل تعقيمها وتجفيفها شمسيا, فقد تبين تلوثها بالمعادن الثقيلة وعلى رأسها الرصاص والكادميوم والزئبق بدرجات ليست قليلة والتي مامن شك بأحد يجهل تأثيراتها السامة على صحة الإنسان وحياته.

فهل سنتدارك الأمر وتكون لنا بصمة فاعلة لإبقاء هذا الصرح الانتاجي نعمة لا نقمة?.

‏ ان المنظمة العربية لحقوق الإنسان في سوريا تطالب وزارة النفط بتطبيق جميع الوسائل الحديثة لإيقاف هذا التلوث حفاظا على صحة العمل وعلى البيئة المجاورة .
كما تطالب وزارة البيئة التحقيق في هذا الموضوع وفرض الحلول المناسبة .

مجلس الادارة