القاهرة في 11 نوفمبر 2004

تنظر المنظمة العربية لحقوق الإنسان ببالغ القلق والانزعاج إلى استمرار التخاذل الدولي والإقليمي في مواجهة المذبحة الجارية على أرض الفلوجة العراقية، لا سيما مع التأكد من صحة المعلومات بوجود ما بين ثلاثين إلى أربعين ألف من المدنيين لم يغادروا المدينة بعد، وربما لن يتمكنوا من مغادرتها، سواء نتيجة العزل والحصار الذي تفرضه القوات الأمريكية المعتدية على المدينة منذ ما قبل دهمها، أو نتيجة المذبحة الجارية على مرأى ومسمع من العالم.

ويأتي ذلك في الوقت الذي تحد فيه القوات المعتدية من تدفق إمدادات الإغاثة إلى المدينة، فضلاً عن التحذيرات التي أطلقتها الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر بشأن الوضع المتدهور للنازحين من المدينة الذين تقدرهم مصادر المنظمة في العراق بقرابة 120 ألف نازح بينهم قرابة 80 ألفاً في منطقة الحبانية وحدها يعانون نقص حاد في مواد الإغاثة الإنسانية.

ولا تكترث الإدارة الأمريكية بكونها تمارس منذ احتلالها للعراق أسوأ أصناف الانتهاكات لمبادئ القانون الإنساني الدولي وأحكام اتفاقية جنيف الرابعة المتعلقة بتنظيم قواعد معاملة المدنيين وقت الحرب وتحت الاحتلال، فضلاً عن حقوق أساسية لا يجوز المساس بها وفقاً للشرعة الدولية لحقوق الإنسان، غير مبالية بما لذلك من آثر على حصانة القواعد القانونية الدولية..

والمنظمة إذ تجدد إدانتها لجرائم الحرب التي ترتكبها القوات الأمريكية المحتلة بحق المدنيين في العراق، فإنها تؤكد على ضرورة تحرك المجتمع الدولي بأقصى سرعة لكبح جماح العدوان الأمريكي المتواصل على الشعب العراقي، كما تدعو اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومساعد الأمين العام للأمم المتحدة المعني بأوضاع النازحين التحرك بأقصى سرعة لإغاثة المدنيين العراقيين داخل الفلوجة وحولها.