3/1/2008

تدين منظمات حقوق الإنسان الموقعة على هذا البيان بشدة الأحداث الدامية التي شهدتها مناطق عدة في قطاع غزة خلال الأيام الأخيرة، على خلفية حظر وتفريق مظاهر إحياء ذكرى انطلاقة حركة فتح من قبل الشرطة الفلسطينية. وقد أسفرت تلك الأحداث عن مقتل سبعة مواطنين، وإصابة عشرات آخرين بجراح، خلال مواجهات دامية وأعمال عنف متنوعة.

وقد اندلعت تلك الأحداث بعد حظر الحكومة في غزة لفعاليات إحياء ذكرى انطلاقة حركة فتح التي تصادف الأول من يناير من كل عام، وهو على ما يبدو رد على حظر الحكومة في رام الله إحياء ذكرى انطلاقة حركة حماس في الضفة الغربية والذي صادف 14 ديسمبر من كل عام. وكان قد سبق ذلك حملة اعتقالات لنشطاء من حركة فتح وتفتيش مقرات مقربة من الحركة ومنازل المواطنين نفذتها الشرطة الفلسطينية ومسلحون ينتمون لحركة حماس، رافقتها حملة إنزال رايات الحركة من فوق أسطح المباني وأعمدة الشوارع.

ووفقاً للتحقيقات الميدانية، وقعت أخطر تلك الأحداث في محافظات خان يونس، غزة وشمال غزة. ففي محافظة خان يونس، اندلعت أعمال شغب وتراشق بالحجارة بين أنصار حركة فتح الذين خرجوا إلى الشوارع وأطلقوا الألعاب النارية لإحياء ذكرى الانطلاقة، وبين أنصار حركة حماس، في مناطق متفرقة من المحافظة. وقد أصيب 16 مواطناً بجراح، بينهم ثلاثة أطفال وامرأة، جراء تفريق الشرطة ومسلحين ملثمين من حركة حماس لتجمعات نشطاء فتح. وكان أخطر تلك الأعمال قد وقع في حوالي الساعة 6:30 من مساء يوم الاثنين الماضي الموافق 31/12/2007، حيث نشبت أعمال عنف بين العشرات من أنصار حركة فتح الذين تجمعوا بالقرب من مفترق الترنس في مدينة خان يونس، وبين أنصار حركة حماس الذين خرجوا من مسجد الرحمة القريب، تخللها تراشق بالحجارة بين الطرفين. وقد سمع صوت إطلاق نار مختلط مع أصوات الألعاب النارية في أنحاء متفرقة من المنطقة، مما أدى إلى مقتل مواطن وطفل، وهما محمود شاكر أبو طه، 58 عاماً، والذي أصيب بعيار ناري في البطن، ومحمد أيمن أبو الوفا، 12 عاماً، وأصيب بعيار ناري في الرأس.

وفي حوالي الساعة 7:00 من مساء اليوم ذاته، تعرضت سيارة جيب تابعة للشرطة، كانت تقل سبعة أفراد، لإطلاق نار مجهول المصدر، بينما كانت تسير قرب مفترق بلدة عبسان على الطريق الرئيس الواصل بين بلدتي خزاعة وعبسان. وقد أسفر إطلاق النار عن إصابة سائقها عمر عبد الحكيم عصفور، 24 عاماً، بعيار ناري في الرأس، ووفاته على الفور، واصطدام السيارة بجدار أسمنتي، أسفر عن إصابة باقي أفراد الشرطة برضوض وكسور.

وفي مدينة غزة، وقعت في حوالي الساعة 9:00 مساءً، مشادات بين عناصر حركة فتح وعناصر الشرطة الفلسطينية التي حضرت لتفريقهم في منطقة سوق الجمعة في حي الشجاعية شرق المدينة، سرعان ما تطورت إلى اشتباكات مسلحة بين الجانبين. وقد أسفر ذلك عن مقتل المواطن ثابت بكر حلس، 50 عاماً، جراء إصابته بعيار ناري في الصدر وهو داخل منزله، وإصابة 7 آخرين، بينهم اثنين من أفراد الشرطة.

وفي تطور لاحق، اندلعت في حوالي الساعة 1:30 من فجر يوم أمس الأول الثلاثاء الموافق 1/1/2008، اشتباكات مسلحة في حي الصبرة، شرق مدينة غزة، أسفرت عن مقتل المواطن سليمان سالم الديري، 21 عاماً، جراء إصابته بعيار ناري في الرأس، وإصابة عدد آخر بجراح. وفي تطور سريع انتشر مسلحون من كتائب القسام بشكل كثيف في المنطقة، وقاموا بتدمير منزلين تعود ملكيتهما للمواطنين منصور دغمش وعمر الخور، بعد زرع عبوات ناسفة داخلهما. كما قتل المواطن محمود عبد دغمش، 25 عاماً، جراء إصابته بعدة أعيرة نارية في أنحاء مختلفة من الجسم خلال اشتباك مسلح.

وفي محافظة شمال غزة، قتل في حوالي الساعة 8:00 من مساء يوم الاثنين، المسن إبراهيم محمد أبو دلاخ، 78 عاماً، وأصيب أربعة آخرون، بينهم زوجة أبو دلاخ، جراء مهاجمة عناصر من حركة حماس كانوا يستقلون سيارة مدنية منزل أبو دلاخ الواقع في مشروع بيت لاهيا وسط إطلاق كثيف للنار. وكانت قوة من الشرطة الفلسطينية قد حضرت إلى المنزل قبل الحادث بدقائق وطالبت سكان المنزل بإنزال رايات حركة فتح من على السطح، واعتدوا على سكانه بالضرب بواسطة العصي والهراوات.

وفي سياق متصل، اختطف مساء يوم الاثنين الموافق 31/12/2007، السيد إبراهيم أبو النجا، القيادي في حركة فتح، وتعرض للاعتداء والمعاملة الحاطة بالكرامة على أيدي مسلحين مجهولين، حيث تم حلق شاربه وشعر رأسه قبل إطلاق سراحه.

المؤسسات الموقعة أدناه إذ تنظر بخطورة بالغة إلى هذه الأحداث الدامية، فإنها:

  1. تطالب بالتحقيق الفوري في تلك الأحداث، وتقديم المتورطين فيها للعدالة.
  2. ترى أن ضلوع مسلحين ملثمين ويرتدون زياً مدنياً في المواجهات هو استمرار لمظاهر الانفلات الأمني والاعتداء على سيادة القانون، وتذكر بأن الشرطة المدنية هي فقط الجهة المخولة بإنفاذ القانون.
  3. تدين بشدة الاعتداء الذي تعرض له السيد إبراهيم أبو النجا، وتطالب بالتحقيق فيه وضمان ملاحقة مقترفيه واتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم.
  4. تدين بشدة منع إحياء ذكرى الانطلاقتين لفتح وحماس في كل من غزة والضفة الغربية، وتؤكد على ضرورة حماية واحترام الحق في حرية الرأي والتعبير والتجمع السلمي المكفولين دستورياً
  5. تشير بقلق إلى تصاعد حدة الانتهاكات الفلسطينية لحقوق الإنسان من قبل الحكومتين في غزة ورام الله والأجهزة الأمنية التابعة لهما.

مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان
المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان
مركز الميزان لحقوق الإنسان