23/1/2008

اقتحمت جموع من السكان الفلسطينيين حدود قطاع غزة، صباح اليوم الأربعاء الموافق 23/01/2008، ودخلت إلى الأراضي المصرية، وذلك إما للتزود بالمواد الغذائية الأساسية، أو للسفر لمن كانوا قد علقوا داخل القطاع منذ أكثر من ستة شهور.

وجاءت هذه الخطوة لتعبر عن الأزمة الإنسانية التي تفاقمت على نحو غير مسبوق في قطاع غزة، بعد أن أغلقت قوات الاحتلال القطاع بشكل كامل يوم الجمعة الموافق 18/01/2008، وهي المرة الأولى التي يطال فيها الإغلاق كافة المواد حتى ذات الشأن الإنساني منها، كالأدوية والمعدات الطبية، والمواد الغذائية الأساسية وحليب الأطفال.

هذا وشهدت غزة انقطاعاً كبيراً في كميات الطاقة الكهربائية بعد أن شهد أنتاج محطة التوليد المحلية انخفاضاً دراماتيكياً، إثر منع سلطات الاحتلال إدخال الوقود الصناعي اللازم لتشغيلها، الأمر الذي أثر سلبياً على أوجه الحياة كافة فيها. كما شهدت نقصاً في المواد الغذائية الأساسية وارتفاعاً شديداً في أسعارها.

وفيما تثبت الحقائق يومياً اليوم مدى تحلل إسرائيل من التزاماتها القانونية بموجب القانون الدولي الإنسان، ومدى ازدرائها لمحكمة العدل العليا الإسرائيلية نفسها، بعد أن ضربت سلطات الاحتلال عرض الحائط بالتزاماتها أمام المحكمة بعدم المساس بالحاجات الإنسانية لسكان القطاع.

فالحقائق نفسها تثبت أن الضغط الكبير الذي مورس على السكان في قطاع غزة، أسهم في دفع الأمور نحو إحداث فتحات في الحدود مع مصر وتدفق عشرات الآلاف لشراء حاجياتهم ومستلزماتهم، كما أن يأس آلاف العالقين من القدرة على مغادرة القطاع والعودة إلى البلدان التي قدموا منها جعلهم على جاهزية تامة للمخاطرة بحياتهم من أجل السفر.

مركز الميزان لحقوق الإنسان يطالب المجتمع الدولي بالتحرك العاجل والفاعل لوقف التدهور المتسارع في الأوضاع الإنسانية لسكان قطاع غزة، والعمل على رفع الحصار فوراً والسماح بحرية حركة البضائع ولاسيما المواد الغذائية الأساسية والوقود والمحروقات، وحرية حركة وتنقل الأفراد. والعمل على توفير الحماية الدولية للسكان في قطاع غزة.

كما يطالب مركز الميزان كافة الأطراف المعنية باتخاذ كافة التدابير التي من شأنها ضمان إعادة فتح معبر رفح البري فوراً أمام حركة الأفراد والبضائع ورفع يد إسرائيل ووقف تحكمها المطلق في عمله.

انتهـــى