5 نوفمبر 2004 م

استشهد ظهر الخميس 4/11/2004م الأسير محمد حسن أبو هدوان الذي كان يعاني لفترة طويلة من تدهور صحي نتيجة مرض القلب الذي ألم به في الأسر حيث أجريت له قبل عدة شهور عملية قلب مفتوح ونظراً لتردي حالته الصحية فقد طالب محامي الأسير بالإفراج عنه نتيجة وضعه الصحي الخطير وعدم قدرته على تحمل ظروف الحياة في الأسر ، وكان طبيب فلسطيني قد سمح له بالدخول لمعاينة حالته الصحية وقد نصح بضرورة الإفراج عنه إلا أن السلطات الإسرائيلية لم تعب بكل الظروف الخاصة وواصلت إعتقاله ولم تسمح بحرية إدخال أطباء من الخارج له في ظل ظروف صحية صعبة وقاسية يحياها الأسرى المرضى في السجون والمعتقلات الإسرائيلية .

الأسير الشهيد / محمد حسن أبو هدوان من سكان مدينة القدس الشريف تم أسره ضمن مجموعة فدائية بتاريخ 3/10/1985م وحكم عليه بالسجن المؤبد وأمضى 19 عاماً متنقلاً بين معتقل المسكوبية وعسقلان ومنفحة ومستشفى الرملة ، وسبق ان قامت ادارة السجون بعزله في زنازين العزل عدة مرات ولفترات طويلة بالرغم من وضعه الصحي الصعب مما ادى الى زيادة في تدهور حالته الصحية.

وأخيراً وقبل إستشهاده بأسبوعين تم نقله إلى مستشفى اساف هروفيه في رحوفوت حيث ساءت حالته الصحية إلى درجة ميؤوس منها ، والشهيد لم يكن في وعيه، حيث وصف الأطباء حالته بأنها خطيرة جدًا وعانى من مشاكل طبية كثيرة بما في ذلك مشاكل في القلب، والرئتين وحتى عدم وصول الدم إلى الدماغ.

وأثناء وجوده في المستشفى وصل ابنه لزيارته، وحين إلتقاه لم يصدق ما تشاهده عيناه : لقد وجد والده مكبلاً بالأصفاد الحديدية في يديه ورجليه، وذلك بالرغم من وجود سجان في الغرفة التي يرقد فيها بدون حركة، ووضعه الميؤوس منه. وقد أدت الأصفاد التي وضعها السجان على يديه إلى احداث كدمات فيها ، وتوجه الإبن بشكوى الى الطاقم الطبي محتجاً على السماح بتكبيل والده بهذا الشكل المؤلم والمهين. وتوجه الطاقم الطبي إلى افراد الشرطة لكنهم رفضوا تحرير الأسير المريض بدعوى أن تكبيله وفقاً “للنظم والأوامر”. وفي الحال توجه الإبن إلى منظمة “أطباء من أجل حقوق الإنسان”، التي كان على علاقة معها منذ يناير-كانون الثاني 2004، وقدم شكوى هناك.

وبعد تدخل المنظمة، وتوجهها إلى مسؤولين كبار في المستشفى، وإلى “مصلحة السجون الإسرائيلية”، تم إزالة الأصفاد عن يدي ورجلي الأسير المريض.

وبعد صلاة ظهر الخميس 4/11/2004م صعدت روحه الطاهرة إلى العلياء وبذلك يصل عدد من إستشهدوا في السجون والمعتقلات الإسرائيلية إلى 174 شهيداً منهم 36 شهيداً نتيجة الإهمال الطبي ، والباقي نتيجة التعذيب والقتل العمد بعد الإعتقال .

وقد وجه الوزير هشام عبد الرازق تعازيه الصادقة لكافة الأسرى في السجون والمعتقلات وإلى عائلته وذويه مطالباً الحكومة الإسرائيلية بضرورة وضع حد لقوائم الأسرى المرضى التي تتكدس بها مستشفى الرملة التي هي أقرب ما تكون إلى الزنازين منها إلى مستشفى . مشدداً عبد الرازق على ضرورة الإفراج عن الأسرى المرضى في حالة الخطر ، مع تحسين العلاج الطبي لكافة أسرانا الأبطال في السجون والمعتقلات الإسرائيلية محملاً إسرائيل المسؤولية الكاملة قانونياً وإنسانياً عن حياة أسرانا الأبطال .

كما ويعتبر استشهاد ابو هدوان جريمة حرب ارتكبتها بحقه ادارة السجون وحكومة إسرائيل بسبب عدم تقديم العلاج الطبي اللازم له وبسبب عدم توفير العناية الصحية اللازمة ، الأمر الذي يستدعي تشكيل لجنة دولية للتحقيق في هذه الجريمة وتقديم المسئولين عنها للمحاكمة .